سمية درويش من غزة: بعثت الأحداث المتسارعة التي شهدتها الساحة الفلسطينية خلال الساعات الأخيرة الأمل في نفوس الشارع الفلسطيني للمواقف الوحدوية التي أطلقتها الأطراف المتنازعة بعد أيام عصيبة سال فيها الدم الفلسطيني، وتوجت بإنهاء إضراب الموظفين الذي استمر لعدة أشهر، في حين لم يخف الشارع قلقله من الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس وتأثيرها على الوحدة الفلسطينية.

وتابع الفلسطينيون عبر وسائلهم الإعلامية المختلفة تلك المواقف التي بدأها رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بخطابه، حيث دعا لوقف المصادمات وعقد مصالحة وطنية، فيما رحبت حماس مباشرة بتلك الدعوة، وطالبت عناصرها بوقف الحملات الإعلامية وفتح حوارات لمصالحة وطنية عليا.

من جانبها رحبت حركة فتح، بالخطاب داعية في السياق ذاته، إلى ترجمة الخطاب على أرض الواقع. وقال الإعلامي عبد الرحمن عوني لـquot;إيلافquot; ، بان الأحداث المتسارعة والمواقف الوحدوية التي طرأت فجأة، باتت حديث المواطنين في مجالسهم، غير انه لم يخف تشاؤمه من زيارة رايس للمنطقة ، مشيرا إلى ان زيارة ما اسماها بـquot;رأس الأفعىquot; لم تأت للساحة الا وأثرت بوحدة الموقف الفلسطيني .

وكانت القيادات الأسيرة الموقعة على وثيقة الأسرى quot;وثيقة الوفاق الوطنيquot; ، قد أطلقت أمس نداء عاجلا دعت فيه للوحدة والتلاحم ونبذ الخلافات الداخلية ، وإدانتها واستنكارها لكافة أشكال الاقتتال الداخلي وإراقة الدم الفلسطيني.ووقع على النداء النائب مروان البرغوثي عن حركة فتح، وعبد الخالق النتشة عن حركة حماس، فيما وقعه أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية ، وبسام السعدي عن حركة الجهاد الإسلامي ، ومصطفى بدارنة عن الجبهة الديمقراطية، حيث توجه النداء إلى أذرع المسلحة، داعيا إياها لإبقاء سلاحها طاهرا ونظيفا، والنأي عن هذه الحرب التي وصفها بـquot;القذرةquot;.

وتوقع حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة، تطبيقا عمليا على الأرض لمضمون خطابي الرئيس عباس ورئيس الوزراء هنية. وقال البرغوثي في مقاله، مطلوب من كل فصيل أن يحاسب عناصره وكوادره على كل خطأ إذا كانت هناك نية صادقة في وقف الاقتتال وعدم ترك الفصائل أسيرة مجموعة من المسلحين ترعب فصيلها قبل ان ترعب خصومها، ومطلوب حسم مسألة سهولة الضغط على الزناد ومعاقبة كل مخالف عقابا يوازي الجريمة ويردع من يفكر في تكرارها.