الياس توما من براغ : قرر مؤتمر المطارنة البولنديين إخضاع كافة المطارنة إلى اختبارات أمنية لماضيهم تقوم بها لجان خاصة من المؤرخين لمعرفة فيما إذا كانوا قد تعاونوا مع النظام الشيوعي السابق أم لا . وقد جاء هذا القرار في مؤتمر سارع إلى عقده رجال الدين الكاثوليكي البولندي على مستوى المطارنة والبطاركة بعد أيام قليلة من الفضيحة التي تفجرت بوجه الكنيسة الكاثوليكية البولندية وجزئيا بوجه الفاتيكان بسبب الكشف عن تعاون متروبوليت وارسو الجديد البطريرك ستانيسلاف فيلغوس لنحو عشرين عاما مع المخابرات الشيوعية عندما كان كاهنا الأمر الذي أدى إلى عدم تسلمه هذا المنصب الديني الرفيع في وارسو قبل ساعات قليلة من الموعد المحدد .

وقال رئيس مؤتمر البطاركة يوزيف ميخاليك بان جميع المطارنة الخمسة والأربعين الذين شاركوا في المؤتمر قد عبروا عن رغبتهم الطوعية بالخضوع لهذا السبر لماضيهم الذي ستقوم به لجان متخصصة من المؤرخين في المناطق والمدن التي يعيشون فيها وانه سيتم إرسال نتائج عمليات الاختبار والتحقق من ماضيهم إلى الفاتيكان لتقيمها .

وأضاف في حال التأكد بان بعض المطارنة قد تعاونوا مع أجهزة المخابرات الشيوعية فان مصيرهم اللاحق سيقرره البابا أو مجلس الفاتيكان . ويقول معهد الذاكرة الوطنية البولندي الذي لديه كافة الوثائق المتعلقة بجهاز امن الدولة الشيوعي السابق وأرشيفه بان العديد من المطارنة قد طلبوا معرفة فيما إذا كانت المخابرات الشيوعية قد أعدت ملفات عنهم وان من بين الذين طلبوا ذلك البطريرك جوزيف جيتسينسكي الذي ظهر اسمه في وسائل الإعلام البولندية بالصلة مع نشاط المخابرات الشيوعية غير انه نفى في قناة تي في ان 24 أن يكون قد تعاون أبدا مع المخابرات الشيوعية.

ويؤكد ميخاليك بان الكنيسة لا تخشى الحقيقة لان الحقيقة تدافع عن الكنيسة و انه سيتم إضافة للجان التاريخية تشكيل فرق من الخبراء ولاسيما القانونيين كي يقيموا مصداقية الوثائق المعدة عن رجال الكنيسة من قبل المخابرات الشيوعية غير أن إدانة الشخص الذي يتم اختبار ماضيه سيتم فقط حسب المطران بيوتر ليبيرا سكرتير المؤتمر من قبل البابا أو من قبل مجلس الفاتيكان لأنه كما قال لا يمكن لنا الوقوع في التناقض من خلال تقييمنا من قبل الأمن الشيوعي مشيرا إلى أن من كتب التقارير عن رجال الدين المحفوظة في الأرشيف هم أعداء الكنيسة .

وقد اعد المطارنة رسالة ستقرأ في كنائس بولندا غدا الأحد يعبرون فيها عن شكرهم لبابا الفاتيكان للمساعدة التي قدمها في حل الأزمة التي نشأت في بولندا مؤخرا من جراء قضية البطريرك فيلغوس . وتستهدف اللجان التاريخية التي ستقوم بسبر ماضي رجال الدين البارزين منع الوصول بالأمور إلى ما وصلت إليه قضية البطريرك فيلغوس وإحراج الكنيسة بهذا الشكل الكبير لان قضيته حسب المراقبين في وارسو أضرت باعتبار الكنيسة وسمعتها .

يذكر أن المؤرخين البولنديين يقدرون عدد رجال الدين الذين تعاونوا مع المخابرات الشيوعية البولندية بنحو 10% من السلك الكهنوتي وان الكنيسة البولندية دعمت منظمة التضامن في الثمانينيات ضد النظام الشيوعي الأمر الذي جعلها عدوا كبيرا للنظام ولذلك أراد من خلال تجنيد العملاء من بين صفوفها معرفة كل شيء عن قياداتها وتحركاتهم واتصالاتهم .