اعتدال سلامه من برلين: حضر المسؤولون الاوروبيون اليوم الى هيلنسكي للمشاركة في اجتماع الاتحاد الاوروبي للتحضير للقمة الاوروبية المقبلة مسلحين بقضية تجعل موقع كل مسؤول قويا ما عدا الاتحاد الاوروبي نفسه، فبسبب قضية رفض روسيا السماح لبولندا بمواصلة تصدير اللحوم اليها قرر رئيس الوزراء البولندي ياروزلوف كاجنسكي استخدام اهم السلاح من اجل مواجهة العناد الروسي وهو العناد البولندي، مما سوف يقلل من شأن موضوع مهم كان الاتحاد الاوروبي سيبحثه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو تدهور الوضعين بشكل خطير في العراق ولبنان.

وظهر الوضع المقلق على اقوال سفير فنلندا لدى الاتحاد الاوروبي ايكا كوزونين الذي قال ان الوقت اصبح قليلا ومازالت هناك مواضيع مهمة يجب بحثها قبل القمة الشهر المقبل.

لكن بولندا لا تعير اهمية للوقت وتربط تصويتها على الشراكة الروسية مع الاتحاد الاوروبي برفع موسكو حظر تصدير اللحوم اليها، الا ان موسكو تقول على بولندا عدم تشجيع اعمال اللصوص والمهربين الذين يصدرون الى روسيا لحوما بشهادات مزورة.

وكما هو معروف فان اي اتفاق يعقده الاتحاد الاوروبي يجب ان توافق عليه كل البلدان الاعضاء البالغ عددها 25 بلدا، لذا ففي يد بولندا سلاح فعال.

لكن بوتين يلجأ بدوره الى سلاح له نفس الاهمية وهو الطاقة ليهدد اوروبا بها. ولقد اعتبر هذا الخلاف بين روسيا وبولندا فقدان لماء وجه للاتحاد الاوروبي لانه عاجز على تنفيذ قرارات مهمة وهي الشراكة مع روسيا بسد بولندا الطريق امامه، لكن هذا خسارة لالمانيا ايضا التي تريد تعميق علاقاتها مع روسيا كي لا تواجه مشاكل عليها الانشغال بها خلال فترة ترأسها للاتحاد اوروبي مطلع العام القادم حسب قول احد النواب من الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي نوه ايضا الى خطورة لجوء موسكو الى سلاح اغلاق حنفية الغاز الطبيعي على سبيل المثال خاصة وان العلاقة بين المانيا وروسيا بدأت تتوثق اكثر عقب تنفيذ اكبر مشروع مد انبوب غاز من روسيا الى المانيا، اثار بدوره غضب بولندا لانها غير مستفيدة منه رغم مروره في اراضيها لذا تُتهم بانها ستستخدم هذا السلاح في الوقت المناسب ايضا.

ولقد انتقد غرنوت ارلر خبير الشوؤن الخارجية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحكومة البولندية لمواصلة سياسيتها المتعنة لانها في النهاية تحكم على نفسها بالعزلة داخل الاتحاد الاوروبي، لان ما تقوم به يعبر عن تطلعات قومية لا اوروبية.

فيما حذر زميله غيرت فاسكيرشين متحدث السياسية الخارجية في الحزب من تعكير الاجواء بسبب الخلافات البولندية الروسية والتي سوف تلحق الضرر بالعلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا، وبرأيه كل واحد بحاجة الى الاخر، وكمثل على ذلك فان اوروبا تعتمد بشكل قوي على الغاز الروسي لكن ايضا على الدبلوماسية الروسية من اجل تحريك عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط.