الياس توما من براغ : أكدت صحيفة غازيتا فيبورتشا البولندية اليوم أن طائرة غولفستريام التي تنقل عادة فيها المخابرات المركزية الأميركية مساجينها قد هبطت في بولندا عام 2003 لا يقل عن سبع مرات . وتعيد الصحيفة الشبهات القائمة بان المخابرات المركزية الأميركية قد نقلت متهمين بممارسة الإرهاب عبر بعض الدول الأوربية الشرقية ومنها بولندا.

وتؤكد الصحيفة انه يستدل من تسجيل الرحلات الجوية الدولية أن طائرة أميركية من النوع الذي تستخدمه عادة المخابرات المركزية يحمل الرقم ان 379 بي هبطت في الفترة بين شباط فبراير وتموز يوليو من عام 2003 6 مرات في مطار وارسو اوكيسيه وفي مطار زيمانيخ وقد جاءت أربع طائرات من أفغانستان وواحدة من المغرب وواحدة من براغ كما طارت من بولندا طائرات إلى لارنكا وطشقند والى براغ ومنها إلى واشنطن والى الرباط وكابول .
ووفق الصحيفة فقد تم من أفغانستان نقل العديد من أعضاء القاعدة إلى دول مختلفة في العالم

وقد جاء تأكيد غازيتا فيبورتشا هذا بعد يوم واحد من نشر صحيفة جيتسيه فارشافا معلومات حصلت عليها من تقرير يشير إلى أن طائرة تابعه للمخابرات المركزية الأمريكية قد هبطت عام 2003 في مطار زيمانيخ ومنها تابعت طريقها إلى هدفها الأخير وهو غوانتانامو .

وحسب التقرير فان المديرة السابقة للمطار ماريولو برزيولوسكا قد أعلمت هذا الأمر للجنة التحقيق التي شكلها البرلمان الأوربي في هذا الشأن . وتؤكد الصحيفة أن الطائرة هبطت في المطار رغم انه لم يكن مخصصا لمثل هذه الطائرات لان مقاييسها تفوق المواصفات المتوفرة في المطار وحسب المديرة السابقة لهذا المطار فقد هبطت في المكار أيضا عدة طائرات اقل حجما .

ونقلت الصحيفة عنها قولها : quot;لم يسمح لنا الاقتراب من هذه الطائرات ولا حتى رجال الجمارك أو عناصر الخدمة في المطار وان الطائرات كانت تقف بعيدا عن بناء المطار أما رسوم الهبوط في المطار فكان يتم دفعها نقدا من قبل طاقم الطائرة وليس عن طريق بطاقات الدفع المسبق كما هو الأمر عادة في الحالات الأخرى quot;.

ويؤكد التقرير الذي تنشره الصحيفة البولندية أن الهبوط الذي جرى في المطارات البولندية لم يكن يستهدف التزود بوقود وان مديرة المطار قد سرحت من عملها بعد أن تحدثت عن هذه الطائرات لسينمائيين بولنديين. ويتقاطع مضمون هذه المعلومات المنشورة في وارسو مع ما ذكر اليوم بان تقرير لجنة التحقيق التي شكلها البرلمان الأوربي سيتضمن إشارة إلى أن حكومات 11 دولة من الاتحاد الأوروبي كانت تعلم بالسجون السرية للمخابرات المركزية الأمريكية وبنقل مشتبه بهم بممارسة الإرهاب وهي بولندا وألمانيا وبريطانيا وايطاليا واليونان والسويد والنمسا وايرلندا والبرتغال وأسبانيا وقبرص أما من خارج دول الاتحاد فكانت رومانيا ومقدونيا والبوسنة والهرسك .