الياس توما من براغ: بدأت بولندا محاولة للتوسط بين تركيا وارميننا بهدف إنهاء الخلاف الطويل الأمد القائم بين البلدين ولاسيما بشأن عمليات الإبادة الجماعية التي يقول الأرمن أن الأتراك قد ارتكبوها بحقهم في الفترة بين 1915ــ 1917 فيما تنفي أنقرة ذلك بقوة وترى أن الأرمن يريدون من هذا الأمر الحصول على تعويضات وأراض.

وتقول صحيفة غازيتا فيبورتشا البولندية بان تجاوب الطرفين مع المبادرة البولندية سيكون نجاحا كبيرا للدبلوماسية البولندية. وتنقل الصحيفة عن مسؤول في قسم السياسات الشرقية في الخارجية البولندية قوله أن وارسو لا تريد أبدا التدخل في حل الخلافات في القوقاز وان ما تقدمه هو عرض ورغبة بالمساعدة على إقامة حوار مباشر بين الطرفين. وأوضح أن الاقتراح بشان دعوة الأرمن والأتراك إلى مؤتمر في وارسو قد تبلور خلال عهد وزير الخارجية البولندي السابق ستيفان ميللر بداية هذا العام وان بولندا يمكن لها الاستفادة في هذا المجال من تجربتها في مسالة التفاهم مع الألمان. وأضاف يوجد في العلاقات التركية الأرمينية الكثير من التشابه مع العلاقات التي كانت بين ألمانيا وبولندا فهناك وضع مشابه في الحدود وكذلك بالنسبة لعمليات الإبادة.

وتقول الصحيفة البولندية بأن أرمينيا أكدت أن البولنديين عرضوا عليها إمكانية عقد مؤتمر للمؤرخين الأتراك والأرمينيين حول أعمال العنف التي وقعت في الفترة بين 1915ــ 1917 غير أن الأرمن لا يريدون أن يسمعوا شيئا عن هذا الأمر لان القضية بالنسبة لهم واضحة وهي أن ما جرى كان عملية إبادة وان على الأتراك الاعتراف بذلك. وتضيف الصحيفة ان الدبلوماسية البولندية قد طرحت قبل أسابيع قليلة اقتراحا أخر يقول بأنه يمكن لها أن تمثل مصالح تركيا التجارية في ارمينا ومصالح أرمينيا التجارية في تركيا غير أن الخارجية البولندية لم تتلق حتى الآن أي جواب نهائي.

ووفق ما علمته الصحيفة فان الأرمن لا يرون في هذا الأمر أي مشكلة وأنهم بشكل عام قبلوا بالعرض البولندي أما تركيا فيبدو أن العرض لم ينل إعجابها. وتنقل الصحيفة عن مصدر في الخارجية التركية قوله لها بان تركيا تشكر بولندا على عرضها غير أن على الأرمن أولا الاستجابة لشروطها ولاسيما التوقف عن المطالبة بالاعتراف بما يسمونه بالابادة والإعلان بأنهم يقبلون بالحدود المشتركة.

يذكر أن أرمينيا وتركيا لا يوجد بينهما إلى اليوم علاقات دبلوماسية والحدود المشتركة بينهما مغلقة كما أن تركيا تتبنى موقفا مؤيدا لأذربيجان في خلافها مع ارمينا بشان إقليم ناغورني كارباخ.