بهاء حمزة من دبي: دعت شخصيات إسرائيلية وفلسطينية وسورية ولبنانية وأردنية ومصرية رفيعة في ختام اجتماعها غير الرسمي في مدريد بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لمؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط 1991 إلى مؤتمر دولي للسلام. وأكد العديد من المشاركين على أن المخرج من الأوضاع الحالية المتدهورة لن يكون ممكناً إلا بالعودة إلى طاولة المفاوضات وعقد مؤتمر دولي رسمي للسلام يسفر عن توقيع اتفاقية نهائية وشاملة في أسرع وقت ممكن.

وضمت قائمة المشاركين من العرب وإسرائيل شخصيات بارزة مثل رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق أمين الجميل و رياض الداوودي المستشار القانوني لوزارة الخارجية السورية والمستشار السياسي للرئيس المصري حسني مبارك أسامة الباز ووزير الخارجية الإسرائيلي السابق شلومو بن عامي ووزير القضاء الإسرائيلي السابق دان مريدور ووزير الخارجية الفلسطيني السابق نبيل شعث والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية وأمين جامعة الدول العربية عمرو موسى.

كما شارك وزراء خارجية أسبانيا والنرويج والدانمارك والسويد الداعمة لمؤتمر quot;مدريد +15quot; الذي نظمته خمس منظمات مجتمع مدني هي quot;مركز توليدو الدولي للسلامquot; وquot;البحث عن أرضية مشتركةquot; وquot;مؤسسة الثقافات الثلاثquot; ومنظمة quot;فافوquot; النرويجية للأبحاث وquot;المجموعة الدولية للأزماتquot; بالإضافة إلى المفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن خافير سولانا الذي تسلم نتائج الاجتماعات من رئيس المؤتمر فيليب غونزاليس.

وبموازاة الرسائل التي بعث بها الرئيسان الأسبقان الأميركي بيل كلينتون والسوفييتي ميخائيل جورباتشوف كتب وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر رسالة الى المجتمعين قال فيها ان انعقاد مؤتمر rsquo;مدريد +15lsquo; يأتي في الوقت المناسب تماماً في ظل المخاوف والتوقعات بشأن الصراع في الشرق الأوسط والخطوات المطلوبة لتجاوز العقبات والتوصل إلى حل للصراع.

وقال رياض الداوودي المستشار القانوني لوزارة الخارجية السورية أن النتائج الختامية للمؤتمر تتفق مع الدعوات المتكررة من قبل سوريا لاستئناف مفاوضات السلام وفق مرجعية مدريد وتعبر الاوضاع الحالية عن الحاجة الماسة والعاجلة إلى مثل هذه الخطوة الان ليس فقط بالنسبة لسوريا بل للمنطقة بأكملها.

من ناحيته دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى عقد quot;مؤتمر دولي عاجل للسلام برعاية الأمم المتحدةquot; مع إطار زمني محدد بعيداً عن المماحكات.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شلومو بن عامي ان مجال العمل مفتوح بين rsquo;معايير كلينتونlsquo; ومبادرة السلام العربية لعام 2002 وأعتقد أننا سنعثر على السلام بين هذه وتلك. أما الخلافات الأخرى فهي ليست بالكبيرة ولكن ما تفتقده جميع الأطراف هو الإرادة السياسية.
وعلقت المفاوضة الفلسطينية السابقة حنان عشرواي بالقول انه quot;علينا تأسيس تحالف لأصحاب الإرادة الحقيقية فقد حان الوقت للسلام وليس الحربquot;.

وصرح سولانا: quot;إذا لم نستطع خلال النصف الأول من عام 2007 أن نؤطر العملية فإنني أشك في أن يتسنى لنا ذلك قبل عام 2008quot;.

وشدد معظم الحاضرين على أنه الوقت المناسب الآن لاغتنام الفرصة التي أتاحها هذا الاجتماع والعمل مع العديد من الشخصيات المؤثرة لتطوير خطة عمل فورية. وسيواصل المنظمون عملية المتابعة من خلال تأسيس مجموعة توجيهية وفريق تخطيط لدفع عملية السلام


تفاصيل البيان الختامي للمؤتمر
أتاح الاجتماع الفرصة للوقوف على نجاحات وإخفاقات عملية مدريد ووفر فرصة ممتازة لإحياء الرغبة بين المشاركين في المضي قدماً لمواجهة التحديات الناجمة عن الصراعات في المنطقة كما أتيحت الفرصة للمجتمع المدني والجهات الرسمية للتفاعل وتبادل وجهات النظر حول الهدف المشترك للمؤتمر.

bull;أجرينا حواراً صريحاً حول الوضع الراهن للشرق الأوسط في ما يتعلق بقضايا الصراع العربي- الإسرائيلي.

bull;استمعنا إلى تبادل نزيه لوجهات النظر بشأن المخاوف والتحفظات والفرص في ما يخص القضايا العالقة بين إسرائيل وسوريا ولبنان وفلسطين وكذلك الموقف الإقليمي.

bull;هناك حاجة إلى تأكيد روح مدريد 1991: وهي روح التفاوض والمنطق بمنظور إقليمي. وفي الوقت الذي تغيرت فيه المنطقة خلال السنوات الخمس عشرة الماضية فإن روح مدريد 1991 والجهود اللاحقة مثل quot;معايير كلينتون للسلامquot; وquot;مبادرة السلام العربية 2002quot; وquot;خارطة الطريقquot; تبقى أساساً يتم البناء عليه لتقريب وجهات النظر في القضايا العالقة وإيجاد الإرادة السياسية التي نفتقدها بشكل كبير اليوم.

bull;هناك حاجة عاجلة لمواجهة هذا التحدي في ظل عدم تشجيع المشاركين للاتفاقيات المؤقتة كهدف للمفاوضات ودعوتهم إلى العودة الفورية إلى مفاوضات الحل النهائي وتوقيع اتفاقية إقليمية شاملة مرضية لجميع الأطراف.
bull;أجمع المشاركون على الحاجة إلى دور دولي لاغتنام الفرصة التي أتاحها هذا الاجتماع ودفع العملية إلى الأمام. وشجع العديدون الدول على عقد مؤتمر سلام دولي لمنطقة الشرق الأدنى يتحلى بروح quot;مؤتمر مدريد 1991quot;.

bull;تم تقديم توصية لعقد اجتماع متابعة لاستكشاف طرق تتيح للمشاركين المضي قدماً نحو هذه الأهداف وتأسيس مجموعة توجيهية لإدارة العملية. وفي هذا الصدد سيبقى منظمو quot;مدريد +15quot; على اتصال دائم مع المشاركين.