عيسى العلي من الدار البيضاء: أيام مظلمة بعض الشيء بالنسبة للنساء العاملات في واحد من أكثر القطاعات مخاطر ألا وهو الصحافة، لكونهن ما زلن يجدن صعوبة كبيرة جدا في الترقي إلى المواقع القيادية بمكاتب السلطة الرابعة.
ورغم تفوق النساء على الرجال في عدد من القطاعات، إلا أن مكاسبهن على صعيد المناصب الإشرافية في رحاب صاحبة الجلالة تبهت، إذ كشفت آخر الإحصائيات صادرة عن وزارة الاتصال المغربية أن عدد اللواتي يدرن المؤسسات الإعلامية بالمملكة لا يتجاوز 24 مديرة من أصل أزيد من 500 مؤسسة إعلامية، أي بنسبة لا تتجاوز 11 في المائة.
كما أكدت الوزارة، في دراسة أنجزتها ابريل الماضي، أن عدد الصحافيات يبلغ 490، من مجموع 2062 صحافي، أي ما يمثل 23.7 في المائة من مجموع العاملين في القطاع، مشيرة إلى أن الصحافة المكتوبة تستقطب 189 صحافية، أي 24 في المائة من أصل 783.
ويصل عدد الصحافيات بالتلفزة المغربية 67، أي ما يعادل 17.5 في المائة من أصل 382، و112 صحافية بالإذاعة المغربية، أي بنسبة 32.7 في المائة من بين 342، و32 صحافية بالقناة الثانية أي بنسبة 14.7 من بين 217، وعشر صحافيات بإذاعة quot;ميدي 1quot; بنسبة 23.8 في المائة من أصل 42.
واستند مركز حماية الإعلام في الدار البيضاء على هذه المعطيات لإنجاز دراسة ميدانية حول تحديات ولوج النساء الإعلاميات إلى مواقع المسؤولية، توصل فيها إلى أن العقلية الذكورية تقف حاجزا أمام ترقي هذه الشريحة الاجتماعي، كما عزت هذا التراجع إلى غياب إستراتيجية داخل المؤسسات الإعلامية تتيح للنساء تولي المسؤولية، وضعف التكوين المستمر لتأهيل النساء.
وأفادت نسبة كبيرة من المستجوبات في هذا البحث، الذي أنجز سنة 2006 وحمل إسم quot; المرأة والإعلام بالمغربquot;، أن التكوين غير كاف لولوج النساء إلى موقع المسؤولية، في حين قالت 35 في المائة منهن إن التكوين كاف.
واعتبرت أزيد من 30 من المستجوبات في الصحافة المكتوبة، من أصل 51، أن التكوين غير كاف، في حين ارتفعت هذه النسبة داخل الإعلام السمعي البصري، إذ أكدت 99 في المائة من المستجوبات داخل القناة الثانية هذا الغياب، بينما صرحت ما يقارب من نصف المستجوبات بكفاية التكوين لتولي المسؤولية.
وأوضحت 58 في المائة من المستجوبات أن الصحافيات لا يستفدن من تكوين متخصص لتولي المسؤولية، فيما صرح 22 في المائة منهن باستفادتهن من التكوين، و15 في المائة لم يدلين بأي جواب.
ووصلت هذه النسبة في الصحافة المكتوبة إلى 88 في المائة و72.2 في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، و60 في المائة بالنسبة إلى القناة الثانية، و50 في المائة وسط المستجوبات من الصحافة المكتوبة الناطقة بالفرنسية.
وبخصوص 43 في المائة اللواتي صرحن باستفادتهن من تكوين مستمر، فأكدت 32 في المائة منهن أن تكاليف التكوين تحملتها المؤسسة الإعلامية، مقابل 16 في المائة أجبن بعدم تحمل المؤسسة الإعلامية لمصاريف التكوين، في حين لم تكشف 52 في المائة عن مصدر التمويل.
كما عبرت كافة المستجوبات في الإعلام المكتوب والإعلام المرئي والمسموع عن صعوبة المسار المهني لتولي مواقع المسؤولية مقارنة مع الرجل، إذ بلغت النسبة 86 في المائة، فيما صرحت 9 في المائة فقط من المستجوبات بسهولة ذلك.
ويبقى غياب استراتيجية واضحة للترقي وراء تراجع نسبة النساء اللواتي يتحملن مواقع المسؤولية، إذ اشارت الدراسة إلى أن 75 في المائة من المستجوبات أكدن غياب أي إستراتيجية داخل المؤسسات التي يشتغلن بها مقابل 13 في المائة فقط أجبن بوجود استراتيجية لتشجيع النساء لتولي المسؤولية داخل مؤسساتهن، في حين لم تدل 11 في المائة من المستجوبات بأي جواب.
وأبرزن أن quot;تصحيح الخلل في هذا المجال يمر عبر إعداد النساء خاصة عبر التكوين المستمر وتسطير إستراتيجية واضحةquot;.
صعود النساء أكثر فأكثر إلى مواقع القرار في الإعلام المغربي يربطه 77 في المائة من المستجوبات باتباع سياسة واضحة لتنمية المسار المهني داخل المؤسسات الإعلامية يستفيد منها النساء والرجال، غير أن 13 في المائة فضلن نهج سياسة التمييز الإيجابي لصالح النساء و13 في المائة ارتأين عدم إبداء رأيهن.
وقالت 62 في المائة من المستجوبات أنهن يحبذن تدخل الدولة لحث وسائل الإعلام على تبني سياسة داخلية لتشجيع النساء على الوصول إلى المسؤولية، في حين رفضت 28 في المائة ذلك، ولم تدل 6 في المائة بأي جواب.
لايختلف اثنان على أن عددا من النساء يشغلن مناصب مديرة تحرير أو سكرتيرة التحرير أو رئيسة قسم، إلا أن السؤال الأساسي ينصب حول مدى تقدم المرأة في مواقع القرار بالمؤسسات الإعلامية مقارنة ب 30 سنة مضت؟
التعليقات