عيسى العلي من الدار البيضاء: ارتفعت في الآونة الأخيرة الأصوات المطالبة بإغلاق معتقل غوانتنامو في كوبا، ومنها أصوات نشطاء حقوقيين مغاربة الذين يستعدون إلى تنظيم وقفة جماعية، يوم الخميس، أمام مقر الأمم المتحدة (ساحة بيبتري) بالرباط.

وأكدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي تنظم هذه الوقفة، إن إقرار هذه الحركة الاحتجاجية يأتي استجابة لدعوة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، التي جعلت من 11 يناير 2007 يوما دوليا للنضال من أجل إغلاق غوانتنامو، الذي تشير التقديرات إلى أن عدد المحتجزين به يفوق 400 شخص، من جنسيات مختلفة، ضمنهم مغاربة.

ودعت الجمعية، في بلاغ أصدرته بالمناسبة وحصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه، إلى quot;الإفراج عن كافة المحتجزين داخله، بمن فيهم المعتقلين المغاربةquot;.
كما نددت الجمعية بما وصفته quot;جرائم التعذيب والحجز وانتهاك الحقوق، التي أضحى اسم هذا المعتقل يشكل رمزا لهاquot;، مؤكدة، استنادا إلى ما ذكرته الفيدرالية، أن quot;ما يجري في غوانتنامو له نتائج وأبعاد خطيرة بالنسبة إلى العالم بأسرهquot;.

وحسب البلاغ، فإن quot;عدد المحتجزين بلغ 775، قبل أن يجري الإفراج عن أكثر من ثلثهم، أو تسليمهم لسلطات بلدانهم الأصلية، كما هو الشأن بالنسبة إلى حوالي 10 معتقلين مغاربةquot;، الذين كان محمد بنموجان آخر من سلم منهم.

ويعد بنموجان أصغر معتقل تسلمه الولايات المتحدة إلى المغرب، إذ لا يتعدى عمره 25 سنة. وقضى محمد بغوانتنامو أكثر من ثلاث سنوات، قبل أن يسلم إلى الرباط، التي وجهت إليه تهما تتعلق بquot;تكوين عصابة إجرامية وتهديد الأمن الداخلي، والانتماء إلى شبكات الإرهاب الدوليquot;.

وكان المغرب تسلم أول دفعة من quot;مغاربة غوانتناموquot; عام 2004، بعدما قضوا أكثر من سنتين ونصف في القاعدة الكوبية، من بينهم عبد الله تبارك، الذي اعتقد في البداية أنه quot;الحارس الشخصيquot; لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

واعتبر تبارك، لدى اعتقاله، صيدا ثمينا لولايات المتحدة الأميركية لكونه، حسب المحققين، يجمع بين معرفة كيفية نجاة بن لادن من معركة تورا بورا، وعمله لديه منذ 1989،عندما قام بإنشاء شبكته الإرهابية من قواعد له في أفغانستان وباكستان والسودان.

ولعدة سنوات كان المغربي عبد الله، وفق ما ذكرته المصادر نفسها آنذاك، يتلقى أوامره وراتبه المنتظم من سعيد المصري، وهو أحد مديري القاعدة الماليين وقائد لأحد معسكرات تدريبها العسكرية وفي ذات الوقت قريب لبن لادن.

ولم يكتف تبارك، حسب ما جاء في محاضر المحققين الأميركيين، بأن يكون عضوا في القاعدة، بل جند عائلته لخدمة أهدافها. فقد زوج ابنته آسيا لأحد كبار قادة القاعدة أبو فراج الليبي، الذي اعتقل في باكستان في مايو 2005 والمتهم في مؤامرات اغتيال الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف. حقوقيون مغاربة
كما قاتل عمر ابن عبد الله، الذي برأه القضاء المغربي من التهم المنسوبة إليه، في صفوف طالبان بأفغانستان في أواخر عام 2001 واعتقله أفغان متحالفون مع الأميركيين. وعندما أطلق سراحه في عملية تبادل للأسرى احتفل بن لادن بالمناسبة بإقامة وليمة على شرفه، وفقا لإفادات تبارك في التحقيقات.