ينشطون في خلية إرهابية تستقطب انتحاريين وترسلهم للعراق
اعتقال 26 من أتباع القاعدة في المغرب
عيسى العلي من الدار البيضاء: أوقفت مصالح الأمن بالمغرب 26 شخصا يشتبه في انتمائهم إلى خلية تابعة لتنظيم القاعدة لها ذات تفرعات دولية وتختص في استقطاب وإرسال متطوعين نحو العراق. وكشفت مصادر أمنية، ل إيلافquot;، أن أغلب الموقوفين يتحدرون من شمال المغرب، وتحديدا من مدينة تطوان، حيث تم اعتقال، في الأسبوع الأخير من السنة الماضية، حوالي 40 شخصا يشتبه في انتمائهم إلى تنظيمات متطرفة.
وذكرت مصادر عينها أن جميع المعتقلين يحملون الجنسية المغربية ويقطن بعضهم في أوروبا، حيث نسجوا علاقات مع عناصر تنشط في مجال استقطاب الانتحاريين وإرسالهم لبلاد الرافدين. وأكدت المصادر وجود علاقات إيديولوجية ودعم مالي ولوجيستيكي بين هذه الخلية ومجموعات دولية من بينها القاعدة، والجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية والجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية، وكذا مع أشخاص معروفين بتوجههم نحو العمل الإرهابي على الصعيد الدولي.
وأسفر تفتيش منازل بعض المعتقلين في تطوان عن حجز بعض الأشرطة ومجلات ووثائق مختلفة، وشملت هذه المداهمات أحياء بوجراح وسفير والسكنى والتعمير وحومة طنجاوة ومدينة الفنيدق. ومن المنتظر إحالة الأظناء على القضاء ومتابعتهم طبقا طبقا لمقتضيات قانون مكافحة الإرهاب.
من جهته، قال خبير في الجماعات الإسلامية، ل quot;إيلافquot;، إن quot;القاعدة بدأت تنشط في المملكة، من خلال الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، لتعزيز أتباعها في العراقquot;، موضحا أن quot;تحركاتها تنصب حاليا على استقطاب أكبر عدد من المتطوعين، قبل التحرك لتنفيذ مخطاطاتهاquot;.
وكانت التحريات التي قامت بها مصالح الإستخبارات الإسبانية، أبرزت أن جميع المتطرفين الإسلاميين الذين يصلون لأوربا، أو لدول أخرى، بما فيها العراق، تكون نقطة انطلاقهم عبر بوابة سبتة أو مليلية المحتلتين. وجاء هذا التأكيد في أعقاب ورود تقارير تفيد قيام انتحاريين مغاربة، وبالضبط من تطوان، بعمليات انتحارية في العراق، مقدرة عددهم بما يفوق العشرة.
وتبين أن هؤلاء الانتحاريين عبورهم عبر مدينة سبتة المحتلة، حيث تنشط خلايا مهمة وعديدة للأصولية العالمية، والممولة بشكل كبير من طرف تجار المخدرات ومبيضي الأموال، بل وحتى تجار السلاح الموجودين هناك. يشار إلى أن شهر نونبر من 2005 عرف تفكيك خلية إرهابية لها صلة مباشرة بتنظيم القاعدة، يتزعمها كل من خالد أزيك ومحمد الرحا، كانت تخطط لتأسيس شبكة إرهابية بمنطقة المغرب العربي، وسيطلق عليها اسم quot;قاعدة الجهاد في بلاد المغرب العربيquot; وتكون توأما quot;لقاعدة الجهاد في بلاد الرافدينquot;.
كما وضعت أجهزة الأمن اليد، في بداية هذه السنة الماضية، على خلية تلقى بعض أفرادها تداريب بمعسكرات مالي التابعة quot;للجماعة السلفية للدعوة والقتالquot;، والتي كانت تستغل الاتساع الجغرافي لمنطقة دول الساحل جنوب الصحراء، وضعف الرقابة الأمنية والنشاط المكثف لعصابات الاتجار في الأسلحة الخفيفة لوضع قواعد خلفية متنقلة يصعب ضبطها تكون دعامة للخلايا التابعة لها ببعض دول المغرب العربي، والمحددة مهمتها في ضرب مجموعة من المصالح الداخلية والأجنبية.
وحسب بعض المراقبين، فإن تزايد عدد الخلايا التي تم تفكيكها أخيرا، يبين بما لايدع مجالا للشك أن قوى الإرهاب ما زالت تشكل تهديدا حقيقياquot;.
التعليقات