أحمد نجيم- إيلاف: وشّح عبد الله بلقزيز، سفير المغربفي الجزائر، أمس الأربعاء، الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة بأعلى وسام مغربي، وهو الوسام العلوي من درجة الحمالة الكبرى. جاء هذا التقليد بأمر من العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وعلل السفير التوشيح قائلا إن رمزيته تعكس بصدق مدى العرفان العميق لرجال ونساء حركة التحرير الوطنية التي يعد السيد بن بلة مناضلا من مناضليها وقطبا من أقطابها وأحد أبناء جيل الكفاح الوطني المشترك للبلدين الشقيقين في مواجهة الاحتلال الأجنبيquot;.

وأوضح، حسب ما أوردته وكالة الأنباء المغربية الرسمية، انه إحياء لملحمة استقلال quot;بلدان المغرب العربي حيث سقى الوطنيون الشرفاء شجرة الحرية بدمائهم الزكية وعبروا عن إرادتهم في الحياة الكريمةquot;. وقدم الرئيس الجزائري الأسبق شكره للعاهل المغربي وامتنانه لالتفاتته، وتمنى أن تتعزز العلاقات بين البلدين. كما ذكر بتشبثه باتحاد المغرب العربي.

يأتي هذا الوسام في وقت مازالت فيه العلاقات المغربية الجزائرية متوترة، إذ تستمر قضية الصحراء الغربية تفرق الجارين، فالمغرب يتهم الجزائر بدعم الحركة الانفصالية المطالبة باستقلال المحافظات الصحراوية، عبر منحهم الأرض لإقامة ما تعتبره جمهورية بالإضافة إلى العتاد والدعم المالي والسياسي والعسكري، في حين تعتبر الجزائر المملكة المغربية دولة محتلة وتؤكد أنها تدافع عن تقرير مصير quot;الشعب الصحراويquot;.

بن بلّة
وقد منح الوسام للرئيس الجزائري الأسبق من قبل المغرب دعما لجهود تيار في الجزائر يسعى إلى تجاوز الخلافات وبناء المغرب العربي. ويعرف بن بلة بعلاقاته القوية مع الطبقة السياسية المغربية، كما يتردد بشكل دائم على مدن المغرب، خاصة مدينة مراكش. يعرف الرئيس بن بلة بعداوته الكبيرة للرئيس الجزائري الراحل الهواري بومدين. وكان لهذا الأخير كذلك عداوة كبيرة للمغرب، وهو أول من احتضن جبهة البوليساريو.

تجدر الإشارة إلى أن أول رئيس جزائري بعد الاستقلال ولد يوم 25 كانون الأول / ديسمبر 1918 في مدينة مغنية، غرب الجزائر. ترعرع في أسرة فلاحية، تابع دراسته الثانوية في تلمسان وأدى الخدمة العسكرية الإلزامية سنة 1937. وأعيد تجنيده خلال الحرب العالمية الثانية. انخرط في العمل السياسي مع نهاية الحرب العالمية الثانية، من خلال نشاطه مع حزب الشعب الجزائري، ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية. قام بالعمل العسكري ضد الاستعمار الجزائري، وأضحى على رأس حركة انتصار الحريات الديمقراطية، وكان رفقة القيادي الحسين آيت أحمد، حكم عليه بالسجن سبع سنوات في العام 1950، ثم فر من السجن والتحق بالعاصمة المصرية.

شارك بن بلة في تأسيس جبهة التحرير الوطني في العام 1954، وكلف بتزويد المقاومين بالسلاح. بعدها ألقي عليه القبض مرة أخرى في العام 1956 رفقة آيت أحمد الحسين ومحمد بوضياف ومحمد خضير والكاتب مصطفى الأشرف في حادثة اختطاف الطائرة، وفي تلك المرة مكث في السجن حتى العام 1962. ومنتصف أيلول/ سبتمبر من العام 1963 انتخب أول رئيس للجمهورية الجزائرية، ليعزل من قبل مجلس الثورة وعدوه اللدود الهواري بومدين يوم 19 حزيران / يونيو 1965، وعاد مرة أخرى إلى السجن لكن على يد رئيس جزائري، مكث هناك إلى العام 1980، انتقل إلى فرنسا وأسس حزب الحركة الديمقراطية، وظل ينتقل بين المغرب وفرنسا إلى أن قرر العودة إلى وطنه شهر أيلول / سبتمبر 1990.

[email protected]