فهد العامرمن الكويت :ارجأ مجلس الأمة الكويتي في جلسته العادية أمس استجواب وزير الصحة الشيخ احمد العبدالله الى يوم 19 شباط (فبراير)المقبل وعلى نقيض ما تنص عليه اللائحة الداخلية للمجلس التي تنص على منح الوزير اسبوعين فقط، يعكس لربماquot;الرغبة لدى أغلب اعضاء المجلس لتجاوز هذا الاستجواب الغامض دون افتعال ازمة سياسية من شأنها عرقلة خطوات الحكومة الرامية باتجاه الاصلاح ومحاربة الفسادquot;.
رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد الذي يحظى بثناء متواصل على أداء وزارته نفى أمس ، وان لم يقلها صراحة، أي نية لإجراء تعديل وزاري، وقد جاءت تصريحاته ردا على اسئلة الصحافيين بهذا الشأن حيث قال:quot;هل بيكفكم التعديل؟quot;، وهي اجابة يفهم منها ان الحكومة مستمرة ولن يكون ثمة تدوير او تعديل.

يذكر أنه قبيل تقديم الاستجواب من النواب الدكتور جمعان الحربش- اخوان مسلمين- والدكتور وليد الطبطبائي ndash; سلفي- واحمد الشحومي ndash; مستقل- سرت شائعات عنquot; تعديل او تدوير وزاري يطال اربعة وزراء اضافة الى تعيين وزير اعلام بدلا من وزير الاعلام المستقيل محمد السنعوسي، وبعد انشغال الدواوين الكويتية بمبررات التعديل ودواعيه رأى بعض النواب ان تقديم الاستجوابات في هذه المرحلة وتغيير الوزراء سيفهم منه ان quot;مقدم الاستجواب هو الذي عدل الوزارة او أبعد الوزير الفلاني عن وزارته!quot; الا ان نفي رئيس الوزراء اجراء أي تعديل أحبط quot; امنياتهم بأن يظهروا امام الشارع على أنهم ابطالquot;.

ويرى مراقب سياسي كويتي ان quot;هذا المأزق الذي وقع به بعض النواب عرضهم لغير نقد من الشارع المتابع عن كثب لما يدور في البرلمانquot; ويضيف ان اسئلة عدة تطرح حاليا حول الأهداف الخفية لهذا الاستجواب، هل يراد تعطيل هذه الحكومة التي بدأت خطوات عملية باتجاه الاصلاح وهي خطوات لم تجرؤ الحكومات المتعاقبة على اتخاذها، وبشكل خاص إلغاء عقود بعض الشركات مع أملاك الدولة وهي عقود تبلغ مليارات الدولارات هزت ليس فقط سوق الكويت للاوراق المالية بل الاقتصاد الكويتي برمته، ويتابع المراقب السياسي: النفس الاصلاحي واضح ولا يحتاج الى كثير من التفكير لتبيانه او فهمه، فرئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد رجل براغماتي اثبت- على الرغم من قصر عمر هذه الحكومة- انه ماض باتجاه الاصلاح واتخذ قرارات لم يجد معارضوه سوى الاشادة بها ودعمها، وتساءل: اذا كانت القوى السياسية اشادت صراحة ليس فقط بتوجهات الشيخ ناصر المحمد بل بقراراته الجريئة فلماذا تلجأ القوى السياسية نفسها الى الاعلان مرات كثيرة عن مساءلة وزراء المالية بدر الحميضي ونائب رئيس الوزراء الدكتور اسماعيل الشطي والاشغال والتربية والتعليم العالي الدكتور عادل الطبطبائي؟ والان استجواب وزير الصحة الشيخ احمد العبدالله!!

ويشير المراقب الى أن الامر يبعث على الأسف، فعوضا من انتعلن القوى السياسية دعمها لتوجهات الحكومة نفاجأ بتوجيه سيل من المساءلات السياسية في محاولة واضحة quot;لصناعة أزماتquot; وبالتالي عرقلة توجهات الحكومة الاصلاحية، وختم المراقب السياسي تعليقاته قائلا إنquot; من يريد ان يرتشف قهوته عليه ان يمنح نفسه وقتا لكي يهبط البن وتأخذ القهوة شكلها الحقيقي فكيف بحكومة لم يمض على تشكيلها اكثر من 6 اشهر ومع ذلك ينشط البعض لquot;صناعة الأزمات؟quot;.