خلف خلف من رام الله: وجهت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي لفني انتقادا لاذعا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، وقالت لفني خلال كلمة لها أمام مركز هرتسيليا المتعدد المجالات: إن هناك شعوراً صعباً جداً ناجماً عن تقصيرات وفسادٍ جوهري في المؤسسات الحكومية والرسمية، بما في ذلك أماكن كان يعتقد أن مثل هذا الفساد لن يحدث فيها، وإن قسماً من هذه المؤسسات تخيّم عليها ظلالٌ قاتمة من الفساد.

ويشار أن كلمة وزيرة العدل والخارجية تسيبي لفني الطويلة أمام المؤتمر تذكّر بما يقوله بين حين وآخر مراقب دولة إسرائيل، والمحاسب العام لوزارة المالية، الذي لم تقُله شخصيةٌ سياسية، وفي الكنيست يعزون الأمر إلى محاولة لفني إيجاد فوارقٍ بينها وبين رئيس الوزراء ووزير المالية، الذين من المتوقّع أن يتم التحقيق معهما قريباً، بالإضافة إلى رغبتها في الظهور بمظهر من يحاول العمل على تطهير هذا الفساد.

وأضافت الوزيرة تقول: إن من الأفضل في نظري العمل على إصلاح الأجهزة، لا الإبقاء على الوضع القائم، هذا وقال مستشارٌ استراتيجي رفيع المستوى حضر المؤتمر أن ما قالته الوزيرة لفني يُعد قنبلةً في الوجه. من جهة أخرى فإن المقربين من رئيس الوزراء ووزير المالية يفضّلون عدم التعقيب على هذه الأقوال؛ لأن السيدة الأولى للدبلوماسية الإسرائيلية لم تجرؤ على ذكر اسمي رئيس الوزراء ووزير المالية، وقال أخرون: إن هذا الأسلوب الذي اتبعته الوزيرة في الخطاب له علاقةٌ بخدمتها الطويلة في جهاز الموساد.

هذا فيما كشفت صحيفة معاريف الصادرة صباح اليوم أن وزراء ونواب في كديما يخططون للإطاحة بأولمرت، وحسب الصحيفة فان أولمرت أخذ يفقد السيطرة على مجريات الأمور داخل حزب كديما، حيث أن مجموعةً كبيرةً من وزراء الحزب ونوابه تخطط للإطاحة به.

وأضافت الصحيفة أن عدداً من قيادي حزب كديما، ومن بينهم الوزيران مئير شيطريت وشاؤول موفاز يعتبرون التقرير المرحلي للجنة فينوغراد المتوقّع صدوره قريباً بأنه نقطة تحوّل من شأنها أن تمهّد السبيل لتنحية رئيس الوزراء من رئاسة الحكومة والحزب، وجاء أن رئيس كتلة كديما النائب أفيغدور يتسحاقي كان قد ألغى أمس جلسةً للكتلة دون التشاور مع رئيس الوزراء، مما أثار حفيظة أولمرت والمقرّبين منه.

على صعيد آخر جاء أن وزيرة الخارجية تسيبي لفني سوف تمثُل اليوم هي ومستشار رئيس الوزراء للشؤون السياسية شلوم ترجمان أمام لجنة فينوغراد الحكومية التي تتقصى حقائق حرب لبنان الأخيرة، للإدلاء بإفادتيهما، وكانت اللجنة قد استمعت أمس إلى إفادة كل من نائب قائد المنطقة الشمالية أثناء حرب لبنان اللواء إيال بن رؤفين، والعميد غال هيرش قائد فرقة الجليل. هذا ومن المقرر أن تستمع اللجنة في نهاية الشهر إلى إفادة رئيس الوزراء إيهود أولمرت، ووزير الدفاع عمير بيرتس، ورئيس الأركان المستقيل دان حلوتس قبل إصدار التقرير المرحلي للجنة.