لندن : حازت أحداث النجف الأخيرة على تغطية خاصة في الصحف البريطانية الصادرة اليوم، فصحيفة الإندبندنت نشرت في صفحة العالم تقريرا لمراسلها في العراق باتريك كوكبورن تناول ما جرى على مشارف مدينة النجف جنوب العراق من معركة أدت إلى مقتل زعيم جماعة عرفت باسم quot;جند السماءquot; مع أكثر من 200 من أنصاره.

وكتب المراسل: quot;يُشتبه أكثر وأكثر في العراق بأن القصة الرسمية للمعركة ...هي مفبركة. قد يكون العدد المرتفع للقتلى والإصابات دليلا على مجزرة غير مسبوقة.quot; وأضاف: quot;بدأت تتضح صورة اشتباك بين قبيلة عراقية شيعية في زيارة دينية إلى النجف وحاجز للجيش العراقي أدى إلى تدخل أميركي ذي أثر كارثي.quot; ونقلت الصحيفة عن quot;مواقع عراقية وصحف عربيةquot; رواية للأحداث مختلفة تماما عن الرواية الرسمية التي تقول إن quot;جند السماءquot; خططوا لغارة على النجف بهدف قتل زعماء الشيعة الدينيين.

وإذ لفتت الصحيفة إلى أن الجماعة نفت أن تكون متورطة بالقتال وأشارت إلى أنها جماعة مسالمة، قدمت الرواية البديلة عن الرواية الرسمية:
أولا، يتجه موكب من حوالى 200 من الزوار سيرا على الأقدام إلى النجف لإحياء ذكرى عاشوراء. يصل إلى منطقة تقع على بعد ميل واحد من النجف صباح يوم الأحد، وعلى رأسه رئيس القبيلة الحاج سعد نايف الحاتمي وزوجته في سيارة قديمة بسبب عجزهم عن المشي.

ولدى وصولهم، أطلق حاجز للجيش العراقي النار عليهم، ما أدى إلى مقتل الحاتمي وزوجته وسائقه جبر رضى الحاتمي. فأقدمت القبيلة على مهاجمة الحاجز العسكري للثأر لرئيسها المقتول. وحاول أعضاء من قبيلة أخرى وقف القتال، لكنهم تعرضوا أنفسهم لإطلاق النار. في تلك الأثناء اتصل الجنود على الحاجز بقيادتهم قائلين إنهم يتعرضون لهجوم من تنظيم القاعدة. وفيما حاول زعماء القبائل التهدئة دون جدوى، وصلت التعزيزات العراقية والأميركية.

إحدى الطوافات الأميركية ألقت منشورات تدعو quot;الإرهابيينquot; إلى الإستسلام quot;قبل أن نقصف المنطقةquot;. لم يتوقف إطلاق النار، وسقطت الطوافة في ظروف غامضة، ما أدى إلى قصف جوي أميركي مكثف.

وأضافت الصحيفة أن quot;جند السماءquot; وهي على خلاف مع السلطات العراقية في النجف استُدرجت للقتال لأنها كانت متواجدة في المنطقة ما شكّل حجة ملائمة لما تحول بالواقع إلى مجزرة. وفي حين أشارت الصحيفة إلى أن الرواية التي نشرتها لا يمكن التأكد منها، وأنها أُخذت من صحيفة الزمان العراقية quot;ذات المصداقيةquot; بحسب الصحيفة وموقع quot;شفاء العراقquot;، قالت إنها قد تفسر الفرق الكبير بين عدد الضحايا في صفوف الجيش العراقي وعدد ضحايا خصومه. كما أشارت إلى أن السلطات العراقية طوقت مكان الحادث ولا تسمح للصحافيين بالتحدث إلى الجرحى.