الداخلية العراقية باشرت اصلاحات تشمل كبار القادة
النجف: طوارئ و20 الفا لحماية مليون زائر

مرقد الامام علي في النجف
أسامة مهدي من لندن: حشدت السلطات العراقية 20 الف عسكري وفرضت حظرا لتجول المركبات لمدة ثلاثة ايام واتخذت احراءات صحية مشددة في مدينة النجف الجنوبية لحماية مليون زائر تدفقوا عليها لاحياء مراسيم استشهاد الامام علي بن ابي طالب رابع الخلفاء الراشدين الذي يصادف الليلة حيث اعتبر اليوم الاحد عطلة رسمية .. فيما اعلنت وزارة الداخلية العراقية انها بدأت فعلا اصلاحات كان اعلن عنها وزيرها جواد البولاني قبل يومين ستشمل كبار قادتها وضباطها .

وتشهد مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) اليوم ذروة مراسم احتفالات بدأت الليلة الماضية لاحياء ذكرى إستشهاد الإمام علي بن أبي طالب حيث فرضت حالة الطواريء وحظر للتجول على المركبات يستمر ثلاثة ايام وحشد 20 الف رجل امن استقدم فوجين منهم من بغداد لحماية مليون زائر تدفقوا على المدينة التي يوجد فيها ضريح الامام من المحافظات العراقية الاخرى . وقد تم تشكيل غرفة عمليات لتنفيذ خطة امنية شاملة للمحافظة على حياة الزائرين الذين بلغ تعدادهم حوالي المليون نسمة من أي اعمال ارهابية حيث سبق ان تعرضت المدينة لمثل هذه الاعمال في مناسبات دينية مماثلة سابقة . وقد فرض حظر لتجول المركبات منذ امس السبت سيظل ساري المفعول حتى غد الاثنين .

واتخذت وزارة الصحة اجراءات احترازية من خلال نشر عشرات المفارز الطبية على الطرق الخارجية الرابطة بين النجف وبقية المدن العراقية وكذلك مفارز في داخل المدينة القديمة . وقد قرر مجلس محافظة النجف ان يكون اليوم الاحد عطلة رسمية لجميع دوائر الدولة في المحافظة حيث تعطل الادارات والمدارس .

كما وفر المجلس 500 حافلة ركاب لتسهيل عملية دخول الزوار من الخارج الى داخل المدينة القديمة شارك في توفير عدد منها وزارة النقل وبعض دوائر الخدمات فيما اتشحت شوارع المدينة بالسواد والاعلام السوداء والرايات الاسلامية الكبيرة فيما يقدم ابناء النجف الطعام والشراب للزائرين في حين تم نصب خيم في المدينة القديمة بغية استهخدامها لمنام الوافدين .

والامام علي بن ابي طالب هو ابن عم النبي محمد (ص) وزوج ابنته فاطمة ورابع الخلفاء الراشدين وقد قتله شخص فارسي يدعى ابن ملجم بضربة من سيفه عندما كان يؤدي الصلاة في جامع الكوفة القريبة من النجف عام 40 هجرية المصادف عام 661 ميلادية حيث ووري الثرى هناك في العام نفسه ليكون ضريحه مقصد المسلمين من انحاء العالم لاداء مراسم زيارته .

الداخلية العراقية باشرت اصلاحات تشمل كبار المسؤولين

جواد البولاني وزير الداخلية
بعد يومين من اعلان وزير الداخلية العراقي جواد البولاني انه يعتزم اجراء اصلاحات في وزارته اكد المتحدث باسم وزارة الداخلية أن الوزارة باشرت بالفعل في عملية إجراء تغييرات في قياداتها وقيادات الشرطة الوطنية العراقية.

وأوضح العميد عبد الكريم خلف أن quot; التغيير سيكون واسعا وسيشمل عددا كبيرا من قادة وضباط الوزارة quot; إلا أنه رفض إعطاء أسماء القياديين بالوزارة الذين سيشملهم التغيير كما لم يذكر المعايير التي ستعتمدها الوزارة في إجراء التغييرات. وأشار إلى أن quot; هذا الاجراء جاء بأوامر من وزير الداخلية جواد البولاني لاعطاء دفعة لعمل الوزارة في مجال التقدم والتطور ولان معظم دول العالم المتحضرة تجرى مثل هذه التغييرات في وزارتها الامنية.quot; كما ابلغ وكالة انباء اصوات العراق . وكان أوضح في تصريحات أمس لعدة صحف أميركية أنه يخطط لتعديل قيادات الوزارة وأنه حصل على دعم رئيس الوزراء السيد نوري المالكي للقيام بهذه التغييرات بين كبار قيادات الوزارة.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز امس عن البولاني قوله إنه يخطط وبدعم سياسي داخل عراقي لتعديل قيادة الوزارة لتخليصها من النفوذ الطائفي . وأكد البولاني انه حصل على دعم المالكي على القيام بكل التغييرات اللازمة بين صفوف موظفي وزارته وعلى كل المستويات .

ونقلت الصحيفة عنه قوله فيما وصفته بأول حوار للبولاني مع وسائل الإعلام الغربية quot;لدينا حاجة ملحة .وعلينا أن نجري تغييرات على هذا المستوى.quot; وعلى الرغم من انه لم يدل بتفصيلات بشأن خطط التغيير أو كيفيتها إلا أنه أكد أن quot;كل كبار موظفي وزارة الداخلية في دائرة التغيير.quot;. ويقول البولاني إن لجنة حكومية قامت بمراجعة توصياته.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن البولاني تعهد منذ توليه منصبه في مايو ( أيار) الماضي بالقيام بعملية تطهير كاملة في دوائر وزارة الداخلية وقوات الشرطة العراقية. وأضافت أن مسؤولين غربيين وزعماء السنة يتهمون وزارة الداخلية بإيواء مسؤولين قاموا خلال الحكومة العراقية السابقة بالتغاضي أو تشجيع الميليشيات الشيعية على اختراق قوات الشرطة.

وقالت ان البولاني حقق بعض التقدم في إدخال بعض الإصلاحات الإدارية داخل الوزارة ولكن المسؤولين الغربيين وبعض الزعماء العراقيين يقولون انه لم يحظ بالدعم السياسي الكافي للقيام بإصلاحات جذرية ضرورية ولاسيما على أعلى مستويات الوزارة.
كما نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين قريبين قولهم إن من بين القادة الذين قد يغيرهم البولاني عدنان الاسعدي نائب الوزير للشؤون الإدارية والذي يشتبه في دعمه الميليشيات الشيعية. واوضحت إن البولاني تفادي الرد على أسئلة بشأن التأثير الطائفي والسياسي في الوزارة ورفض مرارا تأكيد أو نفي ما إذا كان هناك تأثير للميليشيات على قوات الأمن غير أنه شدد على أنه لا يوافق على المليشيات ووصفها بأنها تعد تهديدا جديدا للعملية السياسية العراقية .