أسامة العيسة من القدس : قالت مصادر فلسطينية مطلعة، بان نسبة كبيرة من شهادات التطعيم التي حصل عليها المعتمرون الفلسطينيون هذا العام هي مزورة، في حين تم توقيف عدد من المزورين، وطالب نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني بفتح تحقيق في الموضوع.

وأشارت هذه المصادر لايلاف بان أكثر من عشرة آلاف معتمر فلسطيني توجهوا، هذا العام إلى الأراضي الحجازية، وان نسبة كبيرة منهم حصلوا على شهادات تطعيم مزورة باسم وزارة الصحة الفلسطينية دون أن ياخذوا الطعوم اللازم، وتم بيع هذه الشهادات بمائة شاقل (نحو 25 دولارا) عن طريق شركات الحج والعمرة في مختلف المناطق الفلسطينية.

وطالب النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عيسى قراقع، الحكومة الفلسطينية بالإسراع في تشكيل لجنة تحقيق وزارية حول شهادات التطعيم المزورة التي وزعت على الحجاج المعتمرين هذا العام دون حصولهم على مصل الطعم.

وافاد قراقع بان مصل التطعيم غير موجود في وزارة الصحة منذ شهر حزيران (يونيو) الماضي والوزارة تعرف ذلك، ومع هذا سمحت للمعتمرين بالسفر وهي تعلم أنهم غير مطعمين خاصة ان هيئات الحج والعمرة في المناطق الفلسطينية تأخذ 5 دنانير أردنية على كل معتمر حاملا لشهادة تطعيم، في حين أن هذه الهيئات تدرك ان مصل التطعيم أساسا غير متوفر.

وقدم عدد كبير من المعتمرين شكاوي إلى أعضاء المجلس التشريعي والى الشرطة والى هيئات الحج والعمرة بسبب ما وصفه قراقع quot;هذا الخداع الخطير الذي وقع فيه المواطنونquot;.

وأشار قراقع أن هناك جهات زورت أوراق واختام وزارة الصحة وباعتها لشركات الحج والعمرة الذين باعوها بدورهم للمعتمرين دون أن يأخذوا الطعم.

ورأى قراقع أن ما جرى هو quot;خطر قومي فظيع على عدة مستويات: المستوى الصحي للمعتمرين الفلسطينيين في حملهم أمراض مختلفة تشكل كارثة على الوضع الصحي الفلسطيني ومن الناحية الأمنية والإدارية بوجود انفلات وتلاعب في الأوراق الرسمية لوزارة الصحة بهدف كسب المال والتجارة على حساب المصلحة الوطنية العامةquot;.

وأوضح قراقع ان مذكرة بهذا الخصوص أرسلت إلى الحكومة الفلسطينية لمطالبتها بعدم السكوت على ذلك والإسراع في تشكيل لجنة تحقيق وزارية على مستوى عال للتحري في هذا الأمر وتقديم المسؤولين والمتورطين للمحاكمة والمحاسبة.

وقال عدد من أصحاب شركات الحج والعمرة انهم تعرضوا لما وصفوها quot;أكبر عملية نصب وخداع بتمرير شهادات مزورة إليهم ولأول مرة مع علم وزارة الصحة أنه لا يتوفر في مخازنها أمصال تطعيمquot;، واتهم هؤلاء من وصفوهم بالمسؤولين الكبار المستفيدين ماليا، وراء هذه العملية، دون تحديد أسماء معينة.

وكانت الشرطة الفلسطينية، ألقت القبض على بعض المزورين في محافظة بيت لحم، وبحوزتهم شهادات تطعيم مزورة تحمل أختام وزارة الصحة الفلسطينية.ورغم الكشف عن هذه القضية، التي أطلق عليها فضيحة فساد جديدة، إلا أن الحكومة الفلسطينية لم تحرك ساكنا، ولم يتم توسيع التحقيق في الموضوع