القاهرة: قال الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك أن الجمود الراهن فى عملية السلام بالمنطقة قد يعرضها فى أى وقت لأزمات أخرى جديدة أكثر حدة لايمكن السيطرة عليها وربما تكون كارثة على الجميع. واوضح الرئيس مبارك فى تصريح لصحيفة القوات المسلحة المصرية بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لحرب أكتوبر 1973 ان quot;الوضع خطر وقائم ووارد مادام هناك من يتجاهل الشرعية ويسعى الى فرض أمر واقع جديد أو رسم خريطة جديدة للمنطقة تحكمها ترتيبات تخدم مصالح أطراف فى المنطقة أو خارجهاquot;.

وشدد مبارك على أن quot;جمود عملية السلام لايؤدى الا الى مزيد من الغضب والكراهية واليأس وتزايد العنف والتطرف وفقدان الثقة المتبادلة واطالة الصراع للأجيال القادمة ولعدم الاستقرار فى منطقة حساسة تشهد أزمات عديدة وبؤرا جديدة للصراع وتحتاج للاستقرار والتنميةquot;.

وأكد أن القضية الفلسطينية هى جوهر مشكلات الشرق الأوسط وأزماته وهى مفتاح السلام والمدخل لدفعها على باقى مسارتها محذرا من أن quot;المنطقة قد تشهد اذا لم يتحرك الجميع بنية صادقة سلسلة من الأزمات قد تؤثر على الأمن والسلام فى الشرق الأوسط وخارجهquot;. وقال أنه quot;آن الأوان أن نكسر جمود عملية السلام وأن يلتزم الجميع بالتوصل الى تسوية نهائية تحقق السلام العادل والشامل وتنهى الاحتلال وتعيد الحقوق لأصحابها.

وأعرب الرئيس المصرى عن أمله فى نجاح الاجتماع الدولى الذى دعا اليه الرئيس الأميركى في شهر نوفمبر المقبل مؤكدا ضرورة الاعداد الجيد والأجندة الواضحة لضمان خروجه بنتائج ملموسة تحقق اختراقا حقيقيا على مسار السلام الفلسطينى الاسرائيلى.

وأشار الى أن ماشهدته الأراضى الفلسطينية فى غزة شهر يونيو الماضى قد quot;أثر بالسلب على الموقف الفلسطينى بشكل عامquot; لافتا إلى أن quot;الحل هو عودة الحوار والثقة المفقودة وعلى السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية أن يتحملوا مسئوليتهم التاريخية أمام شعبهم بتوحيد الصف ونبذ الخلافات والانقسامات والتشرذم وهذا لن يتحقق الا باستعادة الثقة المتبادلة والحوار.

وأكد مبارك أن quot;مصر من جانبها تدعم الشرعية الفلسطينية ولاتقف مع طرف ضد طرف اخر ولن تتخلى عن دورها القومى فى دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطينىquot;. ونوه بتمسك مصر بسياسة خارجية متوازنة تحافظ على مصالحنا القومية من خلال علاقات متميزة مع العالم الخارجى تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة.

وفيما يتعلق بالعراق حذر الرئيس المصرى مجددا من الانقسام المذهبى والطائفى مؤكدا معارضته لأية دعاوى للتقسيم تحت أية مبررات أو ذرائع quot;ولن نتخلى عن الشعب العراقى وحقه فى استعادة سيادته على أراضيه ونحتفظ بمسافة متسوية مع كافة أطيافه وقواه السياسيةquot;.

وحول الأوضاع الراهنة على الساحة اللبنانبة أعرب مبارك عن قلقه من مسلسل الاغتيالات وانعكاسات الانقسام الراهن على مستقبل الشعب اللبنانى معبرا عن تطلعه لتوافق بين أبناء لبنان حول الاستحقاق الرئاسى.