مبارك يجتمع بالوزيرة الأميركية رابع أيام عيد الفطر
مصر: أجندة المؤتمر تتوقف على نتائج جولة رايس

نبيل شرف الدين من القاهرة: كشف محمد بدر الدين مساعد وزير الخارجية المصري عن مشاورات جارية بين عدة أطراف عربية وإقليمية ودولية، بشأن المواعيد المختلفة للمؤتمر الدولي للسلام، الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وقال الدبلوماسي المصري إن الموقف ما زال في مرحلة المشاورات حتى الآن، مشيرًا إلى أن الكثير من الأمور سوف يتوقف على نتائج المشاورات التي ستجريها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الأسبوع القادم خلال زيارتها للمنطقة.
ومن المقرر أن يجتمع الرئيس المصري حسني مبارك مع كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية يوم السادس عشر من تشرين الأول (أكتوبر) الحالي الذي يوافق رابع أيام عيد الفطر، وذلك خلال الجولة التي ستقوم بها الوزيرة الأميركية للمنطقة والتي تقودها إلى رام الله وإسرائيل ومصر والأردن.
وقارن دبلوماسيون مصريون وعرب بين ما وصفوه بالإيقاع البطيء الغامض للدبلوماسية الأميركية خلال الإعداد لهذا المؤتمر المرتقب، وآخر مؤتمر دولي موسع للسلام في الشرق الأوسط الذي عقد في مدريد عام 1991 وتطلب إعداده أشهرًا طويلة من العمل من قبل جيمس بيكر وزير الخارجية الأميركي حينذاك
رؤى متباينة
وأعرب دبلوماسيون عرب تحدثت معهم (إيلاف)، ومنهم السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية، عن عدم تفاؤلهم كثيرًا، بشأن ما يمكن أن تسفر عنه جولة وزيرة الخارجية الأميركية الحالية للمنطقة، كما ذهب بعضهم إلى حد التكهن بإمكانية إرجاء المؤتمر لأجل غير مسمى، ما لم تسفر جولة رايس عن نتائج ملموسة، للتقريب بين وجهتي النظر الإسرائيلية والفلسطينية، خاصة في ما يتعلق بمعالجة أكثر نقاط الخلاف حساسية مثل قضايا الحدود والقدس واللاجئين والمعابر.
وخلال الأسابيع الماضية انتقد مسؤولون مصريون الدبلوماسية الأميركية علنًا عدة مرات خاصة في ما يتعلق بجهود الإعداد للمؤتمر الدولي المرتقب، وفي هذا السياق قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن بلاده لم تلاحظ حتى الآن أي جهد أميركي يذكر للإعداد للمؤتمر، إلا أنه استدرك قائلاً quot;ربما تبدأ الإدارة الأميركية ووزيرة الخارجية تلك الجهود في الأيام القليلة القادمة لكن في الوقت الراهن لم نشهد ذلك النوع من النشاط اللافتquot;، على حد تعبيره.
لكن في مقابل هذه الرؤية العربية غير المتفائلة حيال المؤتمر وأجندته، فقد رأى دبلوماسي غربي يقيم في القاهرة، أن زيارة وزيرة الخارجية الأميركية للمنطقة تستهدف الإعداد لبعض المحاور الخلافية في أجندة المؤتمر، وجدول أعماله والبنود التي يتضمنها والأطراف المدعوة للمشاركة، وما يمكن أن تسهم به.
ومضى ذات المصدر قائلاً إن واشنطن ترمي من وراء جولة رايس أن تتوصل إلى التزام جاد يمكن أن يحققه المؤتمر لضمان مشاركة فاعلة للاعبين الكبار في المنطقة، مثل مصر التي انتقدت الغموض الذي أحاط ترتيبات هذا المؤتمر، والسعودية التي أبلغت واشنطن صراحة بعدم رغبتها في المشاركة إلا إذا ناقش المؤتمر قضايا جوهرية تحقق تقدماً ملموساً.