اعتدال سلامه من برلين: تزامن انتقاد عدة سياسين ألمان للممارسات الأميركية في أفغانستان مع اقتراب موعد مناقشة البرلمان الإتحادي مسألة تمديد وقت مهام القوات الألمانية العاملة ضمن الوحدات الدولية ايساف في شمال أفغانستان.
فبعد إعلان حزب الخضر مقاطعته او تصويته يوم غد الجمعة ضد المشاركة العسكرية الالمانية وجهت اليوم الاشتراكية هيرتا دوبلا غميلين وزيرة العدل السابقة ورئيسة لجنة الشؤون الانسانية المنبثقة عن البرلمان الاتحادي انتقادًا شديد اللهجة الى سياسة الادارة الاميركية في افغانستان، معتبرة أن ممارسات القوات الاميركة تسيء جدًا الى الشعب الافغاني بشكل لم يعد بالامكان السكوت عنه. وفي الجنوب حيث اماكن تمركزها لا تعطي اهتمامًا لقضايا المواطنين بل تركز على عملها العسكري فقط وهذا يجب ان يتغير وعلى المانيا العمل لتغيير الوضع بالتحدث عنه في كل مناسبة، لا الإكتفاء بالتطرق إليه خلف ابواب مغلقة.
في الوقت نفسه،لم تنف الوزيرة السابقة ما تردده منظمات الغوث الدولية بتحكم الجانب العسكري بعملها، لانها لا تعمل حيث الحاجة اليها بل بناء على متطلبات السياسة الامنية المفروضة، وهذا ما ستطرح خلال جلسة البرلمان وتوضح وجهة نظرها ومدى تأثر العمل المدني بها. فهي تصر على ان تصل المساعدات الى من يحتاجها من اجل اشعار الافغان بمدى اهميتها لرفع المعاناة عنهم.
إلا أن الوزيرة السابقة مع التمديد لعمل القوات الالمانية هناك والتركيز بشكل خاص على المشاريع الانمائية والاعمار. وبررت موقفها بالقول هناك قرارت من الصعب اتخاذها لكن انسحاب القوات الالمانية في افغانستان سيكون خسارة للشعب الافغاني. فعلى الرغم من تزايد العمليات الانتحارية ايضا في الشمال وتزايد زراعة المخدرات لكن المانيا ساهمت كثير في بناء المدارس والمستشفيات ورفع مستوى الفتاة وفتح مجال للمرأة لممارسة عمل ما يساعدها على العيش بكرامة. ويمكن لالمانيا رفع مساهمتها من اجل تأهيل الشرطة الافغانية وبناء المؤسسات القضائية وعدم التركيز على المشاركة العسكرية . لكن في المقابل على وسائل الاعلام الابتعاد عن ابراز المساهمة العسكرية والتركيز على ما حققناه في المجال المدني لأنه كثير جدًا.
وعلى الرغم من الإخفاقات العسكرية حتى الآن في افغانستان بعد مرور ستة اعوام، إلا ان الوزيرة السابقة تتمسك بمواصلة عمل القوات الالمانية وعلى الحكومة الالمانية ان تتفحص دائمًا عملها مع رفع حجم مساهماتها المدنية ايضًا في جنوب افغانستان.