صربيا: مليون يورو مقابل معلومات عن ملاديتش

بلغراد مصممة على التعاون مع محكمة الجزاء الدولية

الاتحاد الاوروبي يستانف محادثات الشراكة مع بلغراد

الياس توما من براغ: أدى عدم اعتقال السلطات الصربية حتى الآن للقائد العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرال رادكو ملاديتش إلى انسداد الأفق الأوروبي أمام بلغراد الأمر الذي انعكس مساء اليوم بقرار مجلس وزراء خارجية الاتحاد بتأجيل البت بمسألة التوقيع على اتفاق الشراكة والاستقرار بين الاتحاد وبلغراد إلى أن يتم حل هذا الملف الساخن .

وقد جاء قرار وزراء خارجية الاتحاد بعد الاستماع إلى تقرير المدعية العامة في محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي التي انتقدت من جديد مستوى تعاون بلغراد مع المحكمة رغم اعترافها بان جهود قيادات صربيا قد تحسنت مقارنة بالعام الماضي في موضوع البحث عن المتهمين من قبل المحكمة بارتكاب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية خلال حروب البلقان الدامية في التسعينات.

واعتبرت المدعية العامة أن من الواضح أن ملاديتش لا يزال فارا وبعيدا عن يد العدالة الدولية على الرغم من وعود صربيا منذ عدة أعوام بإلقاء القبض عليه. وأضافت إنني على قناعة بان الحكومة الصربية تمتلك الوسائل والمصادر لإيجاده واعتقاله وان تحويل هذه المقدرة في نتائج ملموسة يبقى العقبة الرئيسة في موضوع التعاون الكامل لصربيا مع المحكمة .

وعلى خلاف الوضع بالنسبة إلى صربيا فقد وقع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم مع جمهورية الجبل الأسود التي انفصلت عن الاتحاد الذي كان يجمعها مع صربيا في أيار مايو من العام الماضي اتفاقية شراكة واستقرار الأمر الذي يجعل الضغوط تزداد على الحكومة الصربية لإنهاء هذا الملف الذي يعتبر الآن العقبة الرئيسة في وجه تكاملها مع الاتحاد الأوروبي .

وعلى الرغم من عدم فتح الأفق الأوروبي اليوم أمام بلغراد إلا أن مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسيع اولي رين أكد أن الاتحاد سيعود لتقييم مسألة تعاون بلغراد مع المحكمة بعد الزيارة التي ستقوم بها المدعية العام من جديد إلى بلغراد في 25 و26 من هذا الشهر لمتابعة موضوع ملاديتش وبقية المتهمين الذين تريدهم النيابة العامة أن يمثلوا أمام محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافية السابقة .

وكانت بلغراد قد حاولت التأثيرفي قرار وزراء خارجية الاتحاد وتقييم المدعية العامة للمحكمة لدولية بإعلانها قبل عدة أيام عن مكافأة مالية قدرها مليون يورو لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إلقاء القبض على ملاديتش غير أن محاولتها هذه لم تنجح وبالتالي لم تعد مسألة الوضع النهائي لإقليم كوسوفو التحدي الوحيد أمام قيادات صربيا الآن فقط بل أضيفت إليها مسألة حسم وضع ملاديتش وتسليمه إلى المحكمة الدولية إذا كانت تريد فتح الأفق الأوروبي أمامها .