القدس، رام الله (الضفة الغربية): في إطار سعيها لإقرار السلام في الشرق الأوسط زارت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مدينة بيت لحم يوم الأربعاء وتفقدت كنيسة المهد وإلتقت بمواطنين فلسطينيين عاديين. كتب على لافتة وضعتها وزارة السياحة الإسرائيلية على جدار خرساني عال بنته اسرائيل قرب مدخل المدينة التي شهدت مهد السيد المسيح quot;السلام عليكمquot;.

وصرحت وزيرة الخارجية الامريكية بأن زيارتها ذكرتها بأن quot;هذه الديانات الموحدة العظيمة التي ظهرت على هذه الارض لديها فرصة معا لتخطي الخلافات وتنحية المظالم لجعل قوة الدين قوة شفاء قوة مصالحة لا قوة تقسيم.quot;

وتقول إسرائيل إن الجدار العازل وسيلة دفاعية في مواجهة مهاجمين انتحاريين من الضفة الغربية. ويشكو الفلسطينيون من أن هذا الحاجز يجري بناء جزء منه على اراضيهم ويفسخ النسيج الاجتماعي والاقتصادي المفكك بالفعل نتيجة للاحتلال وانه رمز للاحتلال الاسرائيلي البغيض. بدا سكان بيت لحم الذين يعيشون في بلدة يجري عزلها بدرجة متزايدة وراء الجدار الخرساني المرتفع غير عابئين بدرجة كبيرة بموكب رايس الذي اخترق شوارع المدينة.

كانت جولتها في بيت لحم جولة سياحية نادرة لرايس التي وصلت الى المنطقة يوم الأحد للاعداد لمؤتمر سلام تعتزم الولايات المتحدة عقده في مدينة أنابوليس بولاية ماريلاند في أواخر نوفمبر تشرين الثاني او ديسمبر كانون الاول لبحث اقامة دولة فلسطينية. وقال مسؤول اميركي quot;عادة نجيء...ونعقد سلسلة من الاجتماعات الرسمية. بدأت (رايس) تشعر بعدم الارتياح لهذا في الرحلات القليلة الماضية. والسبب انها لا تشعر بأنها تتواصل مع المجتمعات بدرجة كبيرة.quot; فاحت رائحة البخور في أجواء الكنيسة التي يلفها الصمت اثناء زيارة رايس للغار الذي ولد فيه السيد المسيح.

وتراجعت السياحة شريان الحياة الاقتصادي لبيت لحم خلال السنوات السبع الماضية مع تواصل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وتقول اسرائيل ان الجدار المقام عند مدخل بيت لحم والجدار الذي تبنيه في عمق أراضي الضفة الغربية يجيئان في اطار اجراءت أمنية ضرورية. وكانت محكمة العدل الدولية قد قضت بعدم مشروعية الجدار الاسرائيلي لأن الدولة اليهودية تقيمه على أرض محتلة. وانخفض متوسط عدد زوار بيت لحم الى 20 ألفًا في الشهر من نحو 100 الف قبل بدء الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 . وتقدر نسبة البطالة في المدينة بنحو 65 في المئة.

وتشير احصاءات الامم المتحدة الى ان أكثر من 3000 مسيحي غادروا بيت لحم منذ عام 2000 اي نحو عشرة في المئة من سكان المدينة. وبعد زيارتها لبيت لحم تتوجه وزيرة الخارجية الاميركية الى رام الله لاجراء مزيد من المحادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي التقت به اخر مرة يوم الاثنين الماضي.

وأجرت رايس محادثات في مصر يوم الثلاثاء. وقال مسؤول اميركي كبير يرافقها في جولتها ان وزيرة الخارجية الاميركية حققت تقدما في كسب تأييد مصر لمؤتمر أنابوليس القادم مما يسهل عملية حشد التأييد العربي للمؤتمر. وزارت رايس مصر بعد يومين من محاولاتها اقناع الزعماء الفلسطينيين والاسرائيليين بتقليص خلافاتهم حول وثيقة مشتركة ستطرح للنقاش في المؤتمر الدولي.

رايس تلتقي مجددا عباس

وإلتقت رايس الاربعاء في رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمرة الثانية منذ الاثنين. وبدأ الاجتماع حوالى الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش في المقاطعة، المقر العام للسلطة الفلسطينية. وقبل التوجه الى رام الله قامت رايس بزيارة كنيسة المهد في بيت لحم مستنجدة بالدين لعل ذلك يساعدها في تحقيق المصالحة بين الاسرائيليين والفلسطينية كما المحت في تصريحات صحافية.

وتتمحور زيارة رايس حول التحضيرات لاجتماع دولي منتظر جدا حول الشرق الاوسط ستستضيفه الولايات المتحدة قبل نهاية العام. وفي اعقاب اول لقاء لها مع عباس الاثنين ناشدت رايس الفلسطينيين والاسرائيليين التفاهم على وثيقة quot;جدية وجوهريةquot; قبل الاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط معتبرة ان quot;الوقت قد حانquot; لقيام الدولة الفلسطينية. وامس الثلاثاء زارت الوزيرة الاميركية القاهرة حيث حصلت على دعم حذر من مصر للاجتماع الدولي المفترض ان يعقد في تشرين الثاني/نوفمبر او كانون الاول/ديسمبر في انابوليس بالقرب من واشنطن.