رام الله (الضفة الغربية): أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء أنه لن يشارك quot;بأي ثمنquot; في مؤتمر السلام حول الشرق الاوسط المقرر في الولايات المتحدة، داعيًا إلى تحديد جدول زمني للتوصل إلى اتفاق مع اسرائيل. وقال ابو مازن في ختام مباحثاته مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في رام الله quot;لا يمكن أن نضيع الوقت لأن ذلك ليس في مصلحة أحد، والذهاب بأي ثمن غير ممكنquot;.

وأكد أن الاسرائيليين والفلسطينيين يجب أن يتوصلوا قبل الاجتماع الى quot;وثيقة واضحةquot; تضع أسس اتفاق السلام. وقال عباس quot;نريد التوصل الى وثيقة واضحة ومحددة تساعدنا على بدء المفاوضات في وقت محدد. ولا يمكن أن نترك الامور للظروف يجب الوصول الى وثيقة محددة واوقات محددة معروفة للوصول الى نتيجة نهائيةquot;.

واشار الى ان لقاءه مع رايس تطرق الى quot;الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة في الوقت الذي تقوم به قوات الامن الفلسطينية بجهود حثيثة لاستباب الامن في المناطق الفلسطينيةquot;. وشددquot;ان مثل هذه الاعمال اضافة الى سياسة مصادرة الاراضي واعمال الحفريات، تعرقل المساعي التي نسعى اليها ونعمل من اجلها للوصول الى وثيقة ذات مضمون تطرح في المؤتمر القادمquot;. وقال quot;ان لقاء اليوم يأتي متابعة للقاء الذي حصل (الاثنين) اضافة الى المواضيع التي بحثتها رايس مع الاشقاء في مصر وبالتأكيد نحن ومصر متفقون على كل التفاصيل، لذلك لاحظنا ان الحديث الذي جرى مع الرئيس مبارك، ومع الوزير عمر سليمان والوزير احمد ابو الغيط كان متطابقا مع ما طرحناه وقلناهquot;.

واضاف الرئيس الفلسطيني quot;انه ستكون هناك لقاءات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، ويرأسها من الجانب الفلسطيني احمد قريعquot;. واوضح ان ستيفن هادلي احد ابرز مستشاري الرئيس الاميركي جورج بوش quot;سيأتي للمنطقة، وكذلك ستعود السيدة رايس للمنطقة بمعنى ان الجهود ستكون مكثفةquot;. واصر عباس على quot;ضيق الوقت ووجوب استغلال كل دقيقة من الآن وحتى انعقاد المؤتمرquot;.

واجرت رايس مزيدًا من المحادثات مع عباس، ضمن جهودها الحثيثة لتسريع الاعداد لمؤتمر للسلام في الشرق الأوسط، من المقرر أن يعقد في الولايات المتحدة قبل نهاية العام. وستعود رايس من رام الله، بعد لقاء عباس، الى اسرائيل للقاء الجانب الاسرائيلي الذي يعمل مع الفلسطينيين على اعداد وثيقة اساسية للمؤتمر المقبل. ومن المقرر أن تلتقي في هذا الصدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني.

وعقب اجتماع رايس بعباس، اتهم نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني اسرائيل بوضع العراقيل في طريق مسيرة السلام داعيا الى دور اميركي اقوى. وقال ابو ردينة في تصريحات نقلتها عنه وكالة اسوشييتيدبريس: quot;لم نر الى الآن غير العقبات الاسرائيلية. إن مصداقية الادارة الاميركية تعتمد على استعدادها للضغط على اسرائيل.quot; واضاف ان الفرق لا يزال شاسعًا بين الموقفين الاسرائيلي والفلسطيني، وان quot;هناك حاجة إلى جهود اميركية اكبرquot;.

وكانت رايس قدغادرت اسرائيل والاراضي الفلسطينية امس الى مصر حيث حصلت على دعم مصري حذر للقاء السلام المرتقب، وذلك بعد لقائها الاول بالجانبين الاسرائيلي والفلسطيني. وقبل لقاء عباس توجهت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى مدينة بيت لحم في الضفة الغربية لزيارة كنيسة المهد التي ولد فيها السيد المسيح واللقاء بعدد من المسؤولين الفلسطينيين وممثلين عن هيئات المجتمع المدني الفلسطيني في المدينة.