الياس توما من براغ : أثار الإخفاق الذي منيت به الجمهورية التشيكية في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس من خلال انتخاب كرواتيا عضوا في مجلس الأمن للعامين القادمين بدلا منها، موجة واسعة من الانتقاد للحكومة وللدبلوماسية التشيكية من قبل نواب المعارضة التشيك.

ورأى رئيس أقوى أحزاب المعارضة الحزب الاجتماعي الديمقراطي رئيس الحكومة السابق ييرجي باروبيك أن سبب فشل تشيكيا في الجمعية العامة يعود إلى أن حكومة ميريك توبولانك تنفذ سياسة خارجية سيئة مشيرا على سبيل المثال إلى التصريحات التي صدرت عن رئيس الحكومة بحق الدول العربية المجاورة لإسرائيل في إشارة إلى تصريحات توبولانيك في حفل استقبال إسرائيلي قبل عدة اشهر في براغ تحدث فيها عما quot; اسماه بالهجمات البربريةquot; التي تتعرض لها إسرائيل .
وأكد نواب آخرون من المعارضة أن السياسة التي تتبعها تشيكيا في مناطق مختلفة من العالم ومنها الشرق الأوسط والتي لا تتصف بالتوازن قد لعبت دورا مهما في دعم عدد كبير من الدول لترشيح كرواتيا مكانها.

ويؤكد عضو اللجنة الخارجية في مجلس النواب التشيكي فاتسلاف ايكسنير عن الحزب الشيوعي المعارض أن المشكلة تكمن في التوجهات الخارجية لتشيكيا المرتبطة جدا بالسياسة الأميركية والداعمة لها في أعمالها العدوانية وفي الكيل بمكيالين في مسألة حقوق الإنسان وفي السياسة غير الايجابية التي تتبعها داخل الاتحاد الأوروبي بالنسبة إلى العالم النامي .

ويرى مراقبون في براغ أن هزيمة تشيكيا في الجمعية العامة تعود أيضا إلى انتهاج الدبلوماسية الخارجية الانتقائية في مجال حقوق الإنسان فهي تركز على كوبا وفنزويلا وروسيا البيضاء وروسيا والصين فيما تتجاهل تماما ممارسات إسرائيل والعديد من الأنظمة الشمولية في العالم التي تتخذ سياسات موالية للولايات المتحدة كما أن توجه تشيكيا إلى وضع الرادار الأميركي في أراضيها جعل العديد من الدول الأوروبية تفضل كرواتيا على التشيك .

وإعترف وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ أمام البرلمان التشيكي اليوم بان ما حدث أمس كان خسارة وانه يتحمل مسؤوليتها مرجعا ذلك إلى الوقوع المحتمل بعدة أخطاء ولكون كرواتيا كانت مرشحا ممتازا منافسا لبلاده إضافة إلى إمكانية تفضيل الكثير من الدول لان تدخل المجلس دولة لا تتمتع بعضوية الاتحاد الأوروبي .

وفيما رأى نائب رئيس الحكومة وزير البيئة مارتين بورسيك أن الصين لعبت دورا سلبيا مهما في منع انتخاب تشيكيا تؤكد بعض صحف براغ أن الكلمة التي ألقاها الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس في الجمعية العامة الشهر الماضي حول التغيرات المناخية لعبت دورا مهما في ميل العديد من الدول إلى دعم ترشيح كرواتيا
وفي تأكيد على أن هذا السبب قد يكون لعب دورا ما في مواقف العديد من الدول.و يشير استطلاع جديد للرأي نشر اليوم إلى أن شعبية الرئيس التشيكي قد تراجعت إلى 65% لدى التشيك بعد أن كانت 73% وان الانخفاض قد حدث بسبب كلمة الرئيس كلاوس في الجمعية العامة ومواقفه التي لا يعترف فيها بدور الإنسان والشركات والاحتكارات الكبيرة في التغييرات المناخية وانتقاده للجهود العالمية لمواجهة ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض.