فيينا: دعا رئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد لاودر النمسا إلى العدول عن تنفيذ مشروع ضخم لنقل الغاز الإيراني إلى أوروبا بسبب ما وصفه بالتهديد النووي الإيراني. ونقلت وكالة الصحافة النمساوية مقتطفات من مقابلة مع لاودر اجرتها معه مجلة بروفيل الاسبوعية النمساوية وتنشرها في عددها الصادر غدًا. يذكر ان شركة النفط والغاز النمساوية وقعت أخيرًا عقدًا مع ايران يعتبر الاكبر من نوعه بين طهران وشركة اوروبية وتصل قيمته الى 30 مليار دولار.
وقال لاودر انه يتعين على النمسا ان تنضم الى بقية دول العالم وان تسمع صوتها بوضوح لإيران المعرضة لعقوبات اضافية من الامم المتحدة ومن الاتحاد الاوروبي اذا مضت في ما وصفه بـ quot;برنامجها النووي للاغراض العسكريةquot;. واضاف لاودر الذي كان سفيرًا للولايات المتحدة في فيينا، أنه لا يمكن للنمسا ان تتخذ موقفًا ضد التهديد النووي الايراني وفي الوقت نفسه تدعم هذا البلد اقتصاديا.
واكد لاودر وجود حاجة إلى إلتزام النمسا حيال البرنامج النووي الايراني الذي لا يمثل وحسبما يقول تهديدًا لاسرائيل فحسب بل لاوروبا برمتها مطالبا الحكومة النمساوية بفرض عقوبات مشددة على ايران في حال رفضت طهران الالتزام بقرارات مجلس الامن الدولي. وأعرب لاودر عن اعتقاده بأن النمسا باتت تشكل دورًا نموذجيًا بين دول وسط اوروبا وخاصة بين ما وصفه بالديمقراطيات الجديدة في اشارة الى دول اوروبا الشرقية المحاذية للنمسا.
وكانت الولايات المتحدة قد هددت مجموعة (او.ام.فاو) النفطية النمساوية بفرض عقوبات اقتصادية عليها اذا مضت في تنفيذ اتفاقها مع ايران لتطوير حقل للغاز في مياه الخليج العربي وانتاج الغاز الطبيعي المسال لنقله الى اوروبا.
غير ان وزيرة الخارجية النمساوية ارسولا بلاسنيك دافعت عن هذا الاتفاق باعتباره سيضمن امدادات الطاقة الى اوروبا والنمسا بدلاً من الاعتماد فقط على الغاز الروسي.واشارت الى أن بلادها ترفض هذه الضغوط جملة وتفصيلاً، وان النمسا ليست الولاية الـ 51 الاميركية وان ما ينطبق داخل النمسا هو القوانين النمساوية وليست الاميركية.
وعلى الرغم من انتقاد الحكومة النمساوية تمسك ايران بانشطتها النووية الحساسة وتأييدها فرض عقوبات دولية عليها فانها وفي الوقت نفسه ابدت معارضتها في ان يفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على ايران كما تطالب فرنسا.
وكان لاودر الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في فيينا للفترة من 1986 الى 1987 قد اختير رئيسًا للمؤتمر اليهودي العالمي في يونيو من هذا العام. واجتمع لاودر في فيينا مع الرئيس النمساوي هاينز فيشير والمستشار النمساوي الفريد غوزنباور حيث أعرب لهما عن امتنانه لموقف النمسا في تعويض الناجين من الهولوكست.
التعليقات