بيشاور، باكستان: وافقت جماعة باكستانية متشددة، تابعة لأحد رجال الدين الموالين لطالبان، الإثنين على وقف لإطلاق النار، وذلك بعد يوم على إستهداف قوات الأمن الباكستانية، المدعومة بمروحيات عسكرية، لمعاقلهم، الأمر الذي أدى إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل، وفق تصريحات لمسؤولين حكوميين. وقال سكان منطقة quot;سواتquot; المستهدفة بالعمليات العسكرية إنهم لم يسمعوا منذ ساعات الصباح أي إطلاق نار بين القوات الحكومية والمسلحين التابعين للملا فضل الله، الذي دعا إلى شن quot;الجهادquot; ضد الحكومة ونفذ حملة quot;أسلمةquot; على النمط الطالباني في المنطقة الجبلية في شمال غرب البلاد. وقال الضابط المنسق في منطقة سوات، أرشد مجيد في مقابلة هاتفية مع الأسوشيتد برس: quot;إن موافقة رجال المليشيات على وقف القتال أمر جيد ونحن نرحب بذلك.quot;

على أن مجيد رفض التصريح عن أعداد القتلى بين الجانبين، خلال القتال الدائر بين الجانبين منذ الجمعة الماضية، عندما بدء المسلحون التابعون لفضل الله بنصب الكمائن ضد القوات الحكومية. وقالت دائرة العلاقات العامة في القوات الباكستانية المسلحة في بيان لها الأحد إن 10 مسلحين قتلوا في القتال، غير أن البيان لم يؤكد تقارير بأن قرابة 12 عنصرًا من قوات الأمن الباكستانية قتلوا خلال المعارك نفسها.

وكان العنف المتزايد والمتصاعد في سوات قد ساهم في زعزعة سلطة الرئيس الباكستاني، الجنرال برويز مشرف، الذي يعد حليفًا قويًا للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، كما أن هذا العنف يمثل أحدث تصعيد للتوتر بين الحكومة والمتمردين.

وفيما يتعلق بالخسائر بين المدنيين في القتال في سوات، فقد كشف المسؤول في مستشفى المدينة، محمد عجاج، أنه تم إدخال 11 حالة إصابة بين المدنيين خلال الليل، وأن حالتهم الصحية حاليًا مستقرة، مشيرًا إلى أنه quot;لم يسمع أي إطلاق نار اليوم (الاثنين).quot; يذكر أن السلطات الباكستانية كانت قد أرسلت نحو 2500 عنصر من القوات شبه الحكومية إلى منطقة سوات لمحاولة إنهاء تمرد أنصار فضل الله، زعيم حركة quot;نفاذ الشريعة المحمدية.quot;

وفي ملقند، القريبة من سوات، ألقت السلطات الحكومية منشورات الأحد تحث السكان على مساعدة quot;الحكومة على تطهير المنطقة من الإرهابيينquot;، وهو ما تكرر صباح الاثنين في سوات نفسها. يشار أن مليشيات مسلحة استولت الأحد على مركز للشرطة في مقاطعة سوات، فيما بدأت القوات شبه الحكومية في تعزيز مواقعها في المنطقة.

وكشف مصدر أمني باكستاني بارز، آثر عدم الكشف عن هويته، أن المليشيات المسلحة استولت على مركز للشرطة في بلدة quot;شارباغquot; في وقت متأخر مساء السبت، وذلك بعد فرار العشرات من رجال الأمن هناك إثر تعرضهم لهجوم عنيف.