محققون يقتفون أثر مستغلي الأطفال جنسيا من لشبونة إلى الرباط
الطفلة البريطانية مادلين تفتح ملفا تبرأ منه المغرب
وفيما فشلت جميع المعلومات المتوفرة في تأكيد ظهور مادلين في المغرب، إلا أن فريق تحرٍ من وكالة quot; ميطودو 3 quot;، الذي يوجد مقره في مدينة برشلونة الإسبانية، ارتأى الدخول من بوابة الاستغلال الجنسي للأطفال، لعل الإبحار في دهاليزه يقود إلى كشف لغز اختفاء هذه الطفلة، على الرغم من أنها احد الأوتار الحساسة التي سبق أن أثار العزف عليها حفيظة الجهات المسؤولة في الرباط، التي استشاطت غضبا بعد أن نشرت أسبوعية quot;ذي سانداي تايمزquot;، مقالا أكدت فيه أن quot;مادلين توجد حقا في المغرب، البلد المعروف بدعارة الأطفالquot;، وهو ما ردت عليه عبر وكالة الأنباء الرسمية بالقول إن quot;زعما من هذا القبيل، الذي كان من المفترض أن يجعل كاتبه يحمر خجلا، ليس مجرد زلة بل إنه تشهير وتشهير بلغ من الوضاعة حد القذفquot;.
كما جاء في الرد أيضا quot;مع كامل الأسف فهذا هو النهج الذي اختارته (ذي سانداي تايمز) عند تطرقها لهذه القضية، التي أصبحت سلعة رائجة في بريطانيا بالنظر إلى التعاطف الشعبي الذي أثارته، اعتقادا منها أن من واجبها التشهير في المغرب ومن دون هوادة النيل من شعبهquot;.
غير أن تبرئة المغرب لنفسه من هذه التهم، التي اعتبرها تشهيرا في حق شعبه، لم تكن لتقف في وجه التجاوب الذي لقيته هذه الفرضية في الوسط الإعلامي البريطاني الذي أشار إلى أنها quot;المرة الأولى التي تعمل فيها وكالة تحقيق أوروبية على القضية بشكل صحيح وسليم ومنطقيquot;، مضيفة أنه quot;رغم أن هذه المعطيات تبعث على الخوف، إلا أنها تحيي من جديد الآمال في العثور على مادلينquot;.
وذكرت أسبوعية quot;دي سونquot;، التي صدرت أمس الأحد، أن المحققين يجمعون quot;كل المعلومات حول مختلف المتحرشين جنسيا بالأطفال من البرتغال إلى المغربquot;، مبرزة أن quot;مختطف مادي أخضع ضحيته لمراقبة دامت لأيام، قبل أن تسنح أمامه الفرصة لاختطافها.. ثم بيعها لعصابة مغربيةquot;.
وكانت صورة التقطتها، أخيرا، سائحة إسبانية قرب مدينة طنجة (شمال المغرب)، لطفلة شقراء محمولة على ظهر امرأة تلبس الزي المحلي، أثارت ضجة كبيرة، حبست أنفاس العالم قبل أن يتبين أن الطفلة مغربية تدعى بشرى بن عيسى، وأن والدها هو أحمد محمد بن عيسى ووالدتها هي حفيظة أكشار.
وخلطت هذه الصورة أوراق المحققين بعد quot;الانقلابquot; الذي شهدته القضية إثر اتهام أجهزة التحقيق البرتغالية والدي الطفلة كيت وجيري ماكان بالوقوف وراء اختفاء الطفلة البالغة من العمر أربع سنوات.
واختفت الطفلة مادلين، من أحد الفنادق الهادئة في البرتغال، حيث كانت تقضي رحلة سياحية مع عائلتها، ليتحول خبر اختفائها إلى حدث دولي، نقلت عبره مناشدات مشاهير الرياضة والفن بالعثور عليها حتى وصلت إلى حد رصد أحد الأثرياء الاسكتلنديين جائزة قدرها quot;مليون جنيه إسترلينيquot; لمن يدلي بمعلومات تفيد في العثور عليها.
وجاءت هذه الطفلة البريطانية إلى الحياة بعد أن انتظر الزوجان كيت (38 عاما)، وجيري (39 عاما) سنوات قبل أن يرزقا بها باستعمل تقنية quot;أطفال الأنابيبquot;، لتفك الطالع السيئ الذي لازم والديها سنوات ويرزقا من بعدها بتوأم من ولد وبنت.
وفي محاولة للخروج من أجواء الروتين وصخب العمل، توجه الزوجان، رفقة أبنائهما الثلاثة، إلى قرية (برايا دالوز) البرتغالية، حيث حجزا غرفتين في الطابق الأرضي.وفي احدى الليالي، قرر كيت وجيري ماكان الخروج إلى العشاء في أحد المطاعم القريبة جدا وترك أطفالهم نياما مع التناوب على الاطمئنان إليهما.وبعد الساعة التاسعة، جاء الدور على الأم، وما إن فتحت الباب حتى صدمت باختفاء مادلين لتطلق رجليها إلى الريح في اتجاه المطعم وهي تصرخ quot;أخذت ابنتناquot;.فسارع الزوجان إلى إخطار الشرطة التي بدأت التحقيق بعد ساعة على وجه التقريب، لكن حرس الحدود لم يجر إخبارهم باختفاء الطفلة إلا بعد اثنتي عشرة ساعة.
التعليقات