أسامة مهدي من لندن: في بادرة هي الأولى من نوعها، أعرب الحزبان الكرديان العراقيان الرئيسان بزعمة الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني عن استعدادهما للتعاون من أجل حماية الحدود مع تركيا ومنع مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي من استخدام أراضي الإقليم ضد تركيا،وأكدا أن وجود هؤلاء المسلحين في الاقليم يتم من دون موافقة رسمية او قانونية وانهم قد خلقوا مشاكل كثيرة هناك.
جاء ذلك في بيان اصدره المكتبان السياسيان للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني باشراف بارزاني عقب اجتماع مشترك لهما . وقال الحزبان انهما وخلال
الاجتماع ومن منطلق الشعور بالمسؤولية الوطنية والمصلحة العليا للمشروع الديمقراطي في العراق واقليم كوردستان والتاكيد على العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والجيرة مع دول الجوار قد بحثا المشكلة الحالية بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني والمواقف السياسية والشروط التي وضعت امام الدولة العراقية .
وقال الحزبان إن اجتماعهما توصل الى القرارات التالية:
اولاً: ان اقليم كوردستان لم يكن ابدا جزءً من هذه المشكلة السياسية والعسكرية في الربع الاخير من القرن المنصرم في داخل تركيا، وان مسلحي حزب العمال الكوردستاني موجودون في اقليم كوردستان دون موافقة قانونية او اتفاق سياسي مع الحكومة العراقية واقليم كوردستان والاطراف السياسية، وهم استقروا في المناطق الحدودية وخلقوا لنا مشاكل مختلفة.
ثانيًا: نحن على استعداد مع حكومة العراق الفدرالية وكذلك الولايات المتحدة الاميركية التي لها مسؤولية حماية العراق بحسب قرار مجلس الامن الدولي، بانتهاج الطرق الصحيحة لتنفيذ الواجبات المشتركة من حماية الحدود وقطع الطريق امام اي محاولة لاستخدام منطقتنا ضد جيراننا.
ثالثا : نعلن صراحة انه بعد انتفاضة عام 1991 وانتخاب البرلمان وتشكيل حكومة اقليم كوردستان، ان حكومة الاقليم والاطراف السياسية كانت عامل السلام والاستقرار في المنطقة وحاليًا لم ندعم حزب العمال الكوردستاني ولن نسمح بتقديم اي تسهيلات لهم.
الاجتماع يأمل بجميع اطرافه وخاصة اميركا والحكومة العراقية ودول الجوار وجميع الدول الصديقة والداعمة للشعب العراقي وكوردستان ببذل جميع الجهود لايجاد حل مناسب لتهدئة الاوضاع، في وقت ان حكومة الاقليم على استعداد قولاً وفعلاً لتنفيذ واجباته الاصولية كجزء من العراق الفدرالي، نتمنى ان تنجح المساعي والجهود القانونية والدبلوماسية والسياسية والخيّرة.

وعلى الصعيد العسكري قصفت طائرات هليكوبتر عسكرية مواقع لمتمردين أكراد في شرق تركيا في حين استعرضت الحكومة قدراتها العسكرية من خلال مواكب حاشدة وعروض عسكرية في مدن كبرى بمناسبة العيد الوطني طيلة امس.
وحشدت تركيا زهاء 100 ألف جندي مدعومين بدبابات ومدفعية ومقاتلات وطائرات هليكوبتر عسكرية على الحدود مع العراق استعدادا لشن عملية توغل محتملة ضد نحو ثلاثة آلاف متمرد يتخذون من العراق قاعدة ينفذون منها هجماتهم على تركيا.
وقال شهود عيان انهم شاهدوا طائرات هليكوبتر عسكرية تطلق صواريخ على مواقع يشتبه أنها تتبع حزب العمال الكردستاني في الجبال باقليم سيرناك الحدودي يوم الاثنين. ولا تزال العملية مستمرة بعد عدة ساعات.
واوضح مسؤول أمني كبير لصحيفة راديكال الليبرالية اليومية قرب الحدود حيث قتل المتمردون 12 جنديًا تركيًا وخطفوا ثمانية اخرين يوم 21 أكتوبر / تشرين الاول quot;نحن على أهبة الاستعداد بانتظار الامر لتنفيذ عملية.quot;
وفي انقرة حلقت الطائرات الحربية وتقدمت الدبابات والجنود بفخر اليوم في موكب عسكري أمام الرئيس عبد الله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وكبار الجنرالات في استعراض للقوة العسكرية بهدف التأكيد على الوحدة والعزيمة التركية.
وشهدت اسطنبول وهي أكبر مدن تركيا ومركز تجاري موكبا عسكريا مماثلا. ولوح وطنيون بالاعلام وصفقوا بحرارة أثناء مرور الدبابات. وحمل كثيرون أيضا صورا لمصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة في عام 1923.
وألهب مقتل 12 جنديا تركيا المشاعر القومية في البلاد. وتحولت جنازاتهم الى مسيرات حاشدة ضد حزب العمال الكردستاني الامر الذي زاد بقوة الضغوط على حكومة اردوغان لإرسال قوات الى شمال العراق.
ويقول مسؤولون أتراك إن محادثات مقررة الاثنين المقبل بين أردوغان والرئيس الاميركي جورج بوش ستكون حاسمة في تحديد ان كانت تركيا ستنفذ تهديداتها بشن العملية.