طوكيو: امرت اليابان اليوم الخميس سفنها بمغادرة المحيط الهندي والعودة الى اليابان ووقف مهمة الامداد والتموين التي كانت تقوم بها في اطار quot;الحرب على الارهابquot; بسبب المعارضة الداخلية لهذه المهمة.
وتقوم البحرية اليابانية منذ كانون الاول/ديسمبر 2001 بتزويد السفن والطائرات التابعة لدول التحالف الدولي المشاركة في الحرب على الارهاب بقيادة الولايات المتحدة في افغانستان، بالمياه والوقود.الا ان الحكومة لم تتمكن من تمديد المهمة بعد ان قال حزب المعارضة الرئيس الذي يسيطر على احد مجلسي البرلمان، ان اليابان يجب ان لا تشارك في quot;الحروب الاميركيةquot;.
واصدر وزير الدفاع شيجيرو ايشيبا امرا عند الساعة الثالثة مساء بالتوقيت المحلي (00، 06 ت غ) للسفينتين اليابانيتين في المحيط الهندي -- المدمرة كيريسامي وسفينة الامداد توكيوا -- بالعودة الى اليابان.
وتعهد رئيس الوزراء ياسو فوكودا الذي استقاله سلفه في ايلول/سبتمبر بسبب اخفاقه في اطالة امد المهمة، ان quot;يبذل كل ما في وسعه للتمرير السريعquot; لقانون جديد لاستئناف عمليات السفن اليابانية. وقال فوكودا ان quot;الارهاب يشكل تحديا ضد المجتمعات الحرة والمفتوحة. ان الحرب على الارهاب تؤثرفي مصالحها القوميةquot;.
واضاف quot;من المؤكد انه من الضروري بالنسبة إلينا ان نواصل نشاطاتنا في تزويد الوقود من اجل الايفاء بمسؤولياتنا بشأن التضامن مع المجتمع الدولي الذي يحاول القضاء على الارهابquot;. الا ان الرأي العام بشأن هذه المهمة منقسم بشكل كبير في اليابان التي لم يطلق جيشها اي طلقة في اي معركة منذ ان فرضت الولايات المتحدة عليها دستورها المسالم بعد الحرب العالمية الثانية.
وحثت الولايات المتحدة اليابان الخميس على اعادة النظر في قرارها. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو quot;نود ان تستمر امدادات الوقود (...) وسنتحدث مع اليابانيين في هذا الشأنquot;، مضيفة انه من المرجح ان يزور فوكودا الولايات المتحدة خلال اسبوعين. وحاولت الدول المشاركة في التحالف في افغانستان على مدى اسابيع اقناع المعارضة بتغيير رأيها، الا انها لم تنجح.واعرب وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر كذلك عن quot;قلقهquot; بشأن الخطوة اليابانية.
وقال quot;ان هزيمة الارهابيين هي احد اكبر التحديات الامنية التي تواجه العالم. وهو تحد عالمي ومكافحة الارهاب هي مسؤولية جماعية. وحذر السفير الاميركي ثوماس شيفر من ان المعارضة اليابانية تخاطر بإلحاق الضرر بالتحالف بين البلدين الا ان واشنطن خففت لهجتها في وقت لاحق.
وتتصاعد الانتقادات للعمليات العسكرية بين الدول المشاركة في الحملة ضد متمردي طالبان في افغانستان. ومدد البرلمان الالماني الشهر الماضي مدة انتشار قواته رغم انخفاض الدعم الشعبي لذلك. ويعتبر الوضع السياسي في اليابان فريدا. فقد فازت المعارضة في تموز/يوليو بالسيطرة على احد مجلسي البرلمان في رد على مجموعة من الفضائح التي منيت بها حكومة رئيس الوزراء السابق شينزو ابيه.
وتعهد زعيم المعارضة الرئيسة اتشيرو اوزاوا -- الذي كان من المناصرين لقيام اليابان بدور عسكري نشط -- محاربة فوكودو حول اولوياته التشريعية حتى يعلن اجراء انتخابات مبكرة. ومن المقرر ان يجري فوكودا واوزاوا محادثات الجمعة بعد فشلهما في التوصل الى اتفاق في اجتماع جرى في وقت سابق من هذا الاسبوع.
وقال ناوتو كان نائب اوزاوا ان quot;قدرة فوكودا على ادارة الحكومة ستتعرض للمساءلة اذا طلب عقد اجتماع مرتين ولم يتمكن من التوصل الى اتفاقquot;.واتهم الحزب الديمقراطي الياباني بزعامة اوزاوا الحكومة بتسييس الخلاف. وقال كنيجي ياماوكا رئيس شؤون البرلمان في الحزب quot;ان السفن ستعود الى البلاد ويريدون وضع اللوم على الحزب الديمقراطي الياباني. هذا فخ افغاني لجعل الحزب يبدو شريراquot;.
وكانت المشاركة في هذه المهمة خطوة تاريخية بالنسبة إلى اليابان التي قامت بعد ذلك بإرسال قوات غير قتالية الى العراق سحبتها لاحقا. وحرصا منها على إظهار مواصلة التزامها بquot;الحرب على الارهابquot;، قالت اليابان إنها ستدرس زيادة المساعدات الى افغانستان وربما الى باكستان التي تعتبر حليفا اساسيا للولايات المتحدة في quot;الحرب على الارهابquot;.وتعهدت اليابان بمبلغ 2،1 مليار دولار لافغانستان منذ الاطاحة بنظام طالبان في عام 2001. وتفكر بتقديم مزيد من الاموال للاجئين او لنزع الاسلحة، حسب نوبوتاكا ماشيمورا المتحدث باسم الحكومة.
التعليقات