المنامة: طرح الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، وليد عهد البحرين، لغة الدبلوماسيَّة جانبًا، واتهم طهران مباشرة بالسعي إلى امتلاك السلاح النووي، وعبر عن قلق وخوف البحرينيين من ضياع قصَّة نجاح بلدهم ي حال سقوط المنطقة برمَّتها في أتون حرب بين إيران وأمريكا لا تبقي ولا تذر. وقد جاء ذلك في حديثه مع مراسل صحيفة التايمز البريطانية.
يتَّهم الأمير سلمان جيرانه الإيرانيين صراحة بالمراوغة والكذب بشأن برنامجهم النووي، إذ يقول: quot;في الوقت الذي لم يمتلكوا القنبلة بعد، هم عاكفون على تطويرها، أو على امتلاك القدرات التي تمكنهم من الحصول عليهاquot;.
ويذهب ولي العهد البحريني إلى أبعد من ذلك ليحذِّر بشدَّة من أنَّ اندلاع أيَّ صراع عسكري بين الطرفين سيؤدِّي إلى انخراط المنطقة بأسرها في الحرب، لذلك فهو يدعو كلا من روسيا والهند لتقديم يد العون وإيجاد حل دبلوماسي للأزمة. ولا ينسى المراسل جيلز ويتيل أن يذكِّرنا بأنَّ البحرين هي مقر للأسطول الخامس في الجيش الأمريكي، والموكل إليه تأمين الحماية لمضيق هرمز، وأنًّ جسر الملك فهد هو الطريق الوحيد الذي يربط البحرين بالسعودية، أكبر مصدِّر للنفط في العالم، في إشارة إلى خطورة الصراع على البحرين والمنطقة والعالم في حال تحوُّله إلى مواجهة عسكريَّة.
ويعرِّج المراسل للحديث عن المخاوف من عودة الغالبية الشيعيَّة من سكَّان الجزيرة عن ولائها للأقليَّة السنيَّة الحاكمة في حال نشوب صراع في المنطقة، مما قد يجعل سبع سنوات من المصالحة الوطنية والإصلاحات في البلاد في مهب الريح. وقد أعاد الكاتب إلى الأذهان أيضا مقالا كان قد نشره أحد المقربين من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في إحدى الصحف الإيرانية مؤخَّرا وادَّعى فيه بأن البحرين هي quot;المحافظة الإيرانية الرابعة عشرةquot;، بالإضافة إلى تهديد أحد القادة البارزين في الحرس الثوري الإيراني من أن انتحاريين سيقومون بتفجير أنفسهم في منطقة الخليج quot;إن اقتضى الأمر ذلك.quot;
قلق وخوف البحرينيين من اندلاع صراع مسلح في المنطقة ترصده الصحف البريطانية الأخرى الصادرة اليوم، إذ تنشر الإندبندنت تحقيقا لمراسلها في البحرين، دونالد ماسينتاير، بعنوان quot;الخوف من الحرب الوشيكة على إيران يلقي بظلاله على قصة ازدهار البحرين.quot; يتحدَّث الكاتب عن توق البحرين إلى اتِّخاذ إجراء ما يحول دون شن الأميركيين هجومًا على إيران، وبالتالي تجنيب المنطقة برمتها خطر الاشتعال في حال اندلعت الحرب بين الطرفين. تنقل الصحيفة عن الأمير سلمان قوله: quot;أريد أن أرى أنَّ المنطقة تُستشار بشكل كامل (بشأن قرار الحرب)... نحن لم نُستَشر بشكل كامل عندما تمَّت الإطاحة بالنظام العراقي السابق.quot;
صحيفة الديلي تلجراف هي الأخرى تسلِّط الأضواء على مخاوف البحرين من سقوط المنطقة في صراع مسلَّح، فتنشر تحقيقا مصوَّرا لمراسلها في المنامة، ديفيد بلير، بعنوان quot;البحرين تخشى أنَّ قصَّة نجاحها قد تتعرَّض للخطر مع تصاعد التوتر بشأن إيران.quot; ينقل التحقيق عن الأمير سلمان وصفه للخطر المحدق ببلاده في حال اندلاع مثل هذا الصراع بأنَّه quot;خطير بشكل قاتلquot;، وتركِّز على قوله: quot;نحن بحاجة إلى أن نكون مدركين جدّا بأنَّ الأمور قد تسير إلى تصعيد، ونحن نعتقد بأنَّ مثل هذا الأمر لا يُنصح به.quot;
قلق الأمير البحريني تعززه التطوُّرات المتسارعة في المنطقة والتي ترصد آخرها الديلي تلجراف في تحقيق إخباري تنشره على صفحتها الأولى بعنوان: quot;البحريَّة (البريطانية) تقوم بدوريَّات في الخليج في الربيع.quot; يتحدَّث التقرير، الذي كتبه مراسل الصحيفة في المنامة، ديفيد بلير، عن تأكيد وزارة الدفاع البريطانية إرسال حاملة الطائرات quot;إليستريويسquot; من البحرية الملكية البريطانية إلى منطقة الخليج في الربيع القادم حيث ترافقها أيضا المدمِّرة quot;إدنبرةquot; والفرقاطة quot;ويستمينسترquot;، بالإضافة إلى قوَّات وتجهيزات ومعدَّات حربيَّة أخرى.
يقول التحقيق إن القوَّات البريطانية سترابط لمدَّة ستة أشهر في مناطق الخليج والمحيط الهندي والبحر الأحمر، كما ستقوم بدوريات في مياه الخليج بالقرب من إيران، ليتزامن تواجدها في المنطقة مع تصاعد وتيرة المواجهة بين الغرب وإيران. تنقل الصحيفة عن مراقبين عسكريين واستراتيجيين قولهم إنهم يعتقدون بأن الربيع القادم سيكون الفرصة الأخيرة بالنسبة للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش لإصدار أمر بشن ضربات عسكريَّة للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، بما أن الانتخابات الرئاسيّة ستكون في ذلك الحين قد أصبحت على الأبواب.