القاهرة: استنكر أثريون عرب يوم السبت بالقاهرة ممارسات اسرائيل تجاه الآثار الفلسطينية محذرين من تغيير معالم القدس وسرقة التراث العربي في فلسطين واعتباره تراثا يهوديا.
ورأى باحث مصري أن هذه quot;الاعتداءاتquot; لا تعود الى الأربعين عاما الأخيرة التي وقعت فيها القدس بالكامل تحت الاحتلال بل ترجع الى نهاية القرن التاسع عشر تحت quot;حماية العثمانيينquot; كما حذر من توالي هدم اسرائيل لمبان أثرية تؤكد الوجود العربي في فلسطين قبل قيام اسرائيل عام 1948 ومن ذلك أنها هدمت في الأشهر الأخيرة 55 بيتا من العصر المملوكي (1250- 1507) أثناء quot;محاولة إيجاد تاريخ غير موجود أصلاquot; في إشارة الى أعمال الحفريات.
|
وعرض المصري عاطف عبد الدايم عشرات الصور الفوتوغرافية التي التقطها لمعالم في القدس وخارجها مشددا على أن اسرائيل quot;تستولي على الآثار (الفلسطينية)... رأيت كثيرا من التحف التي كان يحتفظ بها المسلمون تم تزييفهاquot; وحملت أسماء عبرية. وأضاف في جلسة عنوانها (الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الأقصى) أن اسرائيل ترعي quot;أبحاثا موجهة تهدف الى تزوير التاريخquot; مضيفا أنها تتخلص مما لا تستطيع تزويره ففي قطاع غزة quot;تم إضرام النار في مبنى تحفظ فيه الوثائقquot;.
وتابع في جلسة بالمؤتمر الذي يستمر يومين قائلا ان quot;الآثار الاسلامية والمسيحية تتعرض للاعتداءات والتشويه... هدم الكثير من المباني وأُعيد استخدام أحجار مبان أثرية في بناء منشآت اسرائيلية.quot;
وأجرت اسرائيل في الآونة الأخيرة عمليات تنقيب في حرم المسجد وجرفت جانبا من محيط باب المغاربة أحد أقدم أبوابه.rlm;
وقالت الجزائرية كريمة بوقزاطة ان حفائر اسرائيل طوال أربعين عاما تأتي quot;ضمن صراع ديني عقائديquot; مشددة على وعي الاسرائيليين بأهمية الاثار التي تثبت حقهم quot;المزعومquot; في فلسطين وفي سبيل ذلك لا تتورع اسرائيل عن quot;تغيير معالم المكان (القدس) وتهجير أهلهquot;.
وأضافت أن الحريق الذي أشعله أحد الاسرائيليين في المسجد الاقصى في أغسطس اب 1969 أضاع جانبا من معالم المسجد وكان من بين ما التهمته النيران المنبر الخشبي لصلاح الدين وأنه منذ 1968 وقع 40 موقعا أثريا فلسطينيا تحت اشراف دائرة الآثار الاسرائيلية وخضعت الآثار الفلسطينية لأربع مراحل quot;من الاعتداءات أخطرها المرحلة الأخيرة (الحالية) التي تهدف الى انجاز أنفاق تحت المسجد الاقصى وهي تهدد بسقوط المبنى وتدميره.quot;
لكن الباحث المصري فرج الله أحمد يوسف يرى أن الآثار الفلسطينية لم تكن هدفا لحفريات اسرائيل بعد قيامها وانما ظلت مباحة لاثريين ومغامرين غربيين منذ بداية القرن التاسع عشر اذ أسس أثرياء بريطانيون (رابطة فلسطين) عام 1804 وكانوا يأملون أن يسهل والي عكا أحمد باشا الجزار مهمتهم في quot;استكشاف الارض المقدسةquot; لكنه توفي وتأجل العمل في المشروع.
وأضاف أن عام 1865 شهد تأسيس (صندوق استكشاف فلسطين) بدعم من رجال أعمال بريطانيين وافتتح الصندوق بكلمة رئيسه وليام طومسون الذي أعلن أن quot;الملكة فيكتوريا تكرمت بالموافقة على أن تكون راعية للصندوق وتبرعت له بمبلغ 150 جنيهاquot; ثم تأسس الفرع الاميركي للصندوق في شيكاجو عام 1869 وخلص الاجتماع السنوي للصندوق عام 1870 الى أنه quot;ليس من الممكن أن تبقى الارض المقدسة (فلسطين) بأيدي أصحابها الحاليين.quot;
وتابع يوسف أن البعثات الاثرية الغربية الى فلسطين كانت مشمولة برعاية السلاطين العثمانيين وكانت تلك الرعاية تحميهم من أي اعتراض فلسطيني مدللا على ذلك بتعرض بعثة بريطانية للهجوم من قبل أحد شيوخ القبائل في مدينة صفد بشمال فلسطين عام 1875 quot;وقامت السلطات العثمانية بمحاكمة الشيخ وحكمت عليه بالسجن لمدة تسعة أشهر كما عاقبت كل من شاركه من شيوخ صفد وشبابها بالسجن لمدد تتراوح بين سنة وعشر سنوات وألزمت جميع أهالي صفد بدفع غرامة قدرها 270 جنيها لصالح صندوق استكشاف فلسطين تعويضا عن خسائره.quot;
وأضاف أن (صندوق استكشاف فلسطين) افتتح مقرا له في القدس عام 1892 ووزع اصداراته ونظم ندوات ومحاضرات ودورات لتدريب المرشدين السياحيين العاملين في فلسطين.
وقال ان بريطانيا بعد الحرب العالمية الاولى أقامت ادارة مدنية لحكم فلسطين وكان من quot;أهم غنائم البريطانيين في القدس نحو 120 صندوقا مليئة بالقطع الأثرية التي جمعها العثمانيون... وقام البريطانيون بتأسيس جمعية استكشاف فلسطين اليهودية... ورد في المادة 21 من صك الانتداب البريطاني وجوب صدور قانون للآثار خلال سنة واحدة من تاريخ بدء الانتداب.quot;
ولفت يوسف الانتباه الى ان اسرائيل سعت للاستيلاء على الاوقاف الاسلامية منذ أقر الكنيست عام 1950 قانون أملاك الغائبين وكان quot;في ظاهره يسعى لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين وفي باطنه يهدف لمصادرة تلك الاراضيquot; حيث استحدث القانون منصب (القيم على أملاك الغائبين) ومنحه سلطة مصادرة الاملاك والاراضي.
وأضاف أن ذلك القانون عرف الغائب بأنه quot;المواطن العربي أو الفلسطيني الذي ترك مقر اقامته في فلسطين الى مكان خارج فلسطين قبل سبتمبر (أيلول) 1948 أو الى مكان في فلسطين كانت تحتله في ذلك الوقت قوات تسعى لمنع قيام دولة اسرائيل أو قوات حاربتها قبل قيامها.quot;
واستشهد بمقبرة (مأمن الله) التي كانت عام 1900 محاطة بسور للحفاظ عليها لكنها وقعت تحت سلطة (القيم على أملاك الغائبين) وتحول جزء منها عام 1960 الى حديقة سميت بحديقة الاستقلال وفي مايو ايار 2005 quot;تم وضع حجر الاساس لما يسمى بمتحف التسامح ليقام على أنقاض المقبرة.quot;
وقال ان أعمال الهدم مستمرة ففي الاونة الاخيرة أدت الحفريات بجوار المسجد الاقصى الى هدم نحو 55 بيتا من العصر المملوكي خلال محاولات اسرائيل quot;ايجاد تاريخ يهودي في المنطقة بشكل أو بآخر ولم تخرج بشئ سوى التكهناتquot; مضيفا أنها لم تعثر حتى سبتمبر أيلول الماضي على أية آثار يهودية.
التعليقات