مسفرغرم الله الغامدي من الرياض: أصدر عالمان إسلاميان سعوديان فتوى شرعية تم بموجبها تحريم إقامة ما يسمى quot;بمهرجانات مزايين الإبلquot; وقال العالمان عبدالرحمن بن ناصر البراك وعبدالعزيز بن عبد الله الراجحي في فتواهما، إنه لا تجوز المشاركة في هذه المهرجانات لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان.
وتجدر الاشارة إلىأنه يجري الان على الساحة الشعبية السعودية جدلاً مثيرًا حول مهرجانات مزايين الابل من قبل القبائل السعودية التي تتباها باقامة مثل تلك العروض والتي تكلف الملايين من الريالات
وجاء في نص الفتوى رقم الفتوى : 22879
تاريخ الفتوى : 24/10/1428 هـ -- 2007-11-05
تصنيف الفتوى : مواضيع متنوعة-gt; الأسرة والمجتمع-gt; كتاب قضايا المجتمع-gt; باب المنكرات الشائعة
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد ظهر في الآونة الأخيرة مهرجانات مزاين الإبل بين القبائل علماً أن هذه المهرجانات يدفع فيها مبالغ كبيرة من المغالاة بأسعار الإبل وأعداد ذلك أن أنقذهم من رذائل الجاهلية التي أعظمها الشرك بالله وقتل الأولاد خشية الفقر ووأد السرادقات والإسراف الكبير في الولائم إضافة إلى إلزام أفراد القبيلة بالمشاركة المالية التي لو لم يدفعها لناله إحراجات كثيرة فما حكم المشاركة في هذه التجمعات وحضورها ؟
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،،،
أما بعد:
فإن بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- أعظم نعمة أنعم الله بها على البشرية ورحمهم بها قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107 .
فأخرج الله برسالته ودعوته من شاء من الظلمات إلى النور ومن البنات خشية العار وتحريم ما لم يحرمه الله وتحليل ما حرم الله وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن جميع أمور الجاهلية وأخلاقها كالفخر بالأحساب والطعن بالأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة وأخبر أن هذه الخصال لا تزال موجودة في الأمة وقد دلت نصوص الكتاب والسنة أن كل ما يضاف للجاهلية مذموم كظن الجاهلية وحكم الجاهلية وحمية الجاهلية وقال -صلى الله عليه وسلم- للذي عَيَّرَ غيره بِسَوَاد أمه ( إنك امرؤ فيك جاهلية ) .
وبعد فما ذكر في السؤال من مهرجانات مزاين الإبل هو من أعمال الجاهلية لما تشتمل عليه من المنكرات .
وقد نشأت فكرته من سنوات ولم يتنبه لما فيه من المفاسد الدينية والدنيوية حتى تفاقم الأمر وفحش وظهرت مفاسده لكل عاقل وإليك ما يشتمل عليه هذا العمل من المنكرات :
أولا : أكل المال وبذله بالباطل وذلك كما في الجوائز التي تبذل لأصحاب الإبل المتفوقة في صفاتها. وفي الحديث: (لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر) أخرجه أحمد و ابن ماجة. والمقصود التسابق عليها.
ثانيا : التفاخر بين القبائل أو بين أفخاذ القبيلة الواحدة وذلك مما نهى الله عنه فيما أوحاه إلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- ففي صحيح مسلم عن عياض بن حمار رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ) .
وفي الحديث الآخر عند مسلم قال -صلى الله عليه وسلم :
(أربع من أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب ، الطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة ).
ثالثا : ظلم الناس في أموالهم بتكليفهم ببذل مالا يجب عليهم ولم تطب به أنفسهم وقد قال -صلى الله عليه وسلم- : ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه ) وقال -صلى الله عليه وسلم- : ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) . وهذا من أكل أموال الناس بالباطل الذي نهى الله عنه قال تعالى : quot; ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل quot; .
رابعاً : التبذير وإضاعة المال الذي هو من أعمال السفهاء وإخوان الشياطين قال تعالى : quot; ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً quot; وقال تعالى : quot; ولا تبذر تبذيرا * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين quot;.
وهو من التخوّض في مال الله بغير حق وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن رجالاً يتخوّضون في مال الله بغير حق لهم النار يوم القيامة ) .
وصورة التبذير وإضاعة المال محققة في مسابقة المزايين من وجهين :
الوجه الأول / بذل الملايين من الريالات في شراء بعض الإبل لمجرد الفخر دون قصد لأي منفعة مما خلق الله الإبل لها من أكل أو شرب أو ركوب أو عمل ولو قصد شيء من ذلك لكان ما يبذل من الأثمان فوق ثمن المثل بمئات المرات وهذا ضرب من السفه في الشرع والعقل .
الوجه الثاني / ما يبذل من الأموال لإقامة هذه المهرجانات وما يصنع من الأطعمة التي لا ينتفع بأكثرها وقد قال سبحانه وتعالى : quot; وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين quot; .
ويتبع ذلك التسابق في صنع الأطعمة وكثرة الضيوف وهذا هو التباري الذي جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ( أنه نهى عن طعام المتباريين ) .
وبناء على ما تقدم فلا تجوز المشاركة في هذه المهرجانات لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ويخشى على من بدأها أن يقع عليه معنى قوله-صلى الله عليه وسلم- : ( من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) إلا أن يعذر بجهله وعلى الجميع التوبة من هذه الأعمال التي لا خير فيها بل فيها ما ذكر من الشرور ويتوب لله على من تاب ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً للبصيرة في الدين وطاعة رب العالمين وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه جواد كريم وهو الغفور الرحيم .
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أملاه:
العلامة/ عبدالرحمن بن ناصر البراك
العلامة / عبدالعزيز بن عبد الله الراجحي
التعليقات