القوات الروسية تنجز إنسحابها من جورجيا بحلول ديسمبر
جورجيا:
فاجأ رجل الأعمال الجورجي والمعارض بادري باتاركاتسيشفيلي الساحة السياسية في جورجيا بإعلانه الترشح لمنصب رئاسة البلاد في الإنتخابات المبكرة التي ستجري في مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل.
وكان رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي قد قرر الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية في الخامس من يناير/ في أعقاب مظاهرات حاشدة للمعارضة طالبته بالاستقالة.
وجاءت هذه الخطوة من جانب باتاركاتسيشفيلي في اعقاب الاجتماع الذي عقدته الحكومة مع قادة المعارضة في تبيلسي لأول مرة منذ فض الشرطة الاربعاء للمظاهرات العنيفة التي جرت هناك.
وقد لجأت الحكومة الى القسوة في قمع مظاهرات واحتجاجات المعارضة لدرجة اذهلت المراقبين.
وتعيش جورجيا حالة من الاحتقان السياسي في ظل حالة الطوارئ المعلنة في البلاد والتي تحول دون المظاهرات العامة وبث الاخبار من قبل جهات مستقلة.
ويعتبر باتاركاتسيشفيلي عدوًا قديمًا لحكومة الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي ومن رموز المعارضة في جورجيا.
وقد وصف باتاركاتسيشفيلي، الذي تتهمه السلطات بتدبير مؤامرة لقلب نظام الحكم، الحكومة بأنها quot; فاقدة للثقة تمامًاquot;.
ويقوم رجل الاعمال باتاركاتسيشفيلي بتمويل عدد من احزاب المعارضة ويمتلك قناة ايمدي التليفزيونية التي توقفت عن البث بعد الاجراءات العنيفة التي اتخذتها الحكومة ضد وسائل الاعلام في اعقاب صدامات الاربعاء.
وقد شكل قرار باتاركاتسيشفيلي مفاجأة لتحالف احزاب المعارضة العشرة التي تحاول ان تنضوي جميعها تحت راية مرشح واحد يستطيع ان ينافس الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي.
وتقول تينا خداشيلي من زعماء المعارضة quot; إنها المرة الأولى التي اسمع فيها بهذا الأمرquot;.
وقد هاجم باتاركاتسيشفيلي حكومة الرئيس ساكاشفيلي قائلا ان الشعب الجورجي لن يثق فيها مرة ثانية على الاطلاق.
من جانبها تطارد الحكومة باتاركاتسيشفي قضائيًا حيث اشار مكتب المدعى العام لجورجيا الجمعة ان باتاركاتسيشفيلي مطلوب حاليًا للمسائلة في تحقيق جنانئ لاتهامه في تدبير انقلاب.
احزاب المعارضة اشادت بقرار الرئيس الجورجي الاعلان عن الانتخابات المبكرة واعتبرته نصرًا لضغوطها، إلا ان المراقبين يحذرون من ان هذه الانتخابات تشكل تحديا لقوى المعارضة في ان تقدم في فترة وجيزة مرشحا يستطيع ان يتحدى الرئيس ساكاشفيلي.
ويقول مراسل ماثيو كولن بي بي سي في تبليسي انه لم يظهر مرشح للمعارضة يستطيع ان يتحدى بقوة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقد اتهمت قوى معارضة ساكاشفيلي بترؤس حكومة فاسدة متسلطة، ويقولون إنهم يريدون إزاحته بطرق ديمقراطية، إلا أن الحكومة ترفض هذه الاتهامات.
وهذه الأزمة هي الثانية التي تعيشها جورجيا منذ الثورة الوردية عام 2003 والتي جاءت بشاكاشفيلي إلى الحكم.