اسلام اباد: أعلن مسؤولون ودبلوماسيون أن المبعوث الأميركي إلى باكستان جون نيغروبونتي إلتقى الرئيس برويز مشرف وكبار مساعديهم لإبلاغهم quot;رسالة قوية جداquot; من أجل إنهاء حالة الطوارىء في البلاد. الا ان مشرف اعلن انه لن يرفع حالة الطوارئ الا عند استتباب الامن في البلاد، على ما افاد متحدث باسم الرئيس. وقال المتحدث الباكستاني ان quot;الرئيس مشرف ابلغ بوضوح الموفد الاميركي انه لن يكون من الممكن رفع حالة الطوارئ الا عند عودة الامنquot;. وكان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية توجه الى باكستان وسط مؤشرات الى استياء اميركي متزايد من الازمة في هذه الدولة، الحليفة الاساسية في مكافحة الارهاب. وقال التلفزيون الحكومي ان نيغروبونتي بحث مع مشرف في الازمة السياسية والوضع في المنطقة، في اشارة الى الاضطرابات التي يسببها تنظيم القاعدة وحركة طالبان.

وقبل اجتماعه مع مشرف، اجرى نيغروبونتي محادثات مع الجنرال اشفاق كياني نائب قائد الجيش الذي اختاره الرئيس خليفة له في حال تخليه عن منصب قيادة الجيش. وقال متحدث عسكري انهما quot;بحثا في القضايا ذات الاهتمام المشترك ومسائل امنيةquot;. وكان دبلوماسيون غربيون ذكروا ان نيغروبونتي سيدعو مشرف الى الغاء حالة الطوارىء quot;فوراquot; ومغادرة قيادة الجيش واجراء انتخابات في الوقت المحدد والحد من القيود التي فرضت على وسائل الاعلام والافراج عن المعتقلين السياسيين.

وتعتبر الولايات المتحدة باكستان حليفة اساسية في حملتها ضد القاعدة وطالبان لكن اعلان مشرف حالة الطوارىء ورفضه الغاءها اثارا استياءها. وقال مصدر دبلوماسي قبل محادثات نيغروبونتي مع مشرف quot;انها رسالة قوية جدا. سيبلغه الواقع والحقائقquot; في واشنطن. واضاف ان هذا يعني ان الولايات المتحدة تعيد النظر في كل مساعداتها لباكستان بما في ذلك المساعدة العسكرية. وقدمت واشنطن مساعدات بقيمة عشرة مليارات دولار الى باكستان خصص الجزء الاكبر منها للقطاع العسكري منذ 2001 عندما اعلن مشرف وقوف هذه الدولة النووية الى جانب الولايات المتحدة في quot;حربها على الارهابquot;. الا ان الرئيس الباكستاني مرر رسالة بدوره.

فقد رفض في مقابلة تنشرها صحيفة واشنطن بوست السبت تحديد موعد لرفع حالة الطوارىء لكنه اكد التزامه احلال الديموقراطية. وقال مشرف quot;ان كنت ديكتاتورا، فلا اعرف من اي نوعquot;. واضاف quot;اؤمن بالديموقراطية وجلبت الديموقراطية الى باكستانquot;. واكد انه quot;يفكرquot; في برنامج زمني لرفع حالة الطوارىء. لكن رد على سؤال عن موعد محدد لذلك قائلا quot;لا اعرفquot;. وتابع quot;سابلغ نيغروبونتي والولايات المتحدة ان باكستان تأتي اولا وان هناك وقائع على الارض -- التطرف والارهاب -- جعلتني اقرر فرض حالة الطوارىءquot;.

وبعيد وصوله الى اسلام اباد مساء الجمعة، تحدث نيغروبونتي هاتفيا مع رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو. واوضح المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان نيغروبونتي اكد مجددا في اتصاله مع بوتو اصرار الولايات المتحدة على انهاء حالة الطوارىء التي اعلنها مشرف في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر. واكد ماكورماك ان نيغروبونتي اراد ان يطلع على رأيها في الازمة.

وقال مسؤول اميركي ان نيغروبونتي التقى قبل اتصاله ببوتو، طارق عزيز مستشار الرئيس مشرف لشؤون الامن القومي، الذي اجرى المحادثات في لندن مع رئيسة الوزراء السابقة لتقاسم السلطة. واضاف ان المبعوث الاميركي اكد quot;اهمية ان تعمل القوى المعتدلة في باكستان معا من اجل مستقبل افضل لهذا البلد ومن اجل اعادة باكستان الى طريق الحكم الديموقراطي والدستوري من جديدquot;. وقال ماكورماك ان نيغروبونتي التقى فور وصوله الى باكستان السفيرة الاميركية في اسلام اباد آن باترسن وسفيرا اجنبيا واحدا على الاقل.

وكان انتقد مشرف بقوة زعيمة حزب الشعب المعارض ورئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو. واستبعد مشرف، في مقابلة مع بي بي سي، إمكانية فوز بوتو في الانتخابات النيابية المقبلة في يناير كانون الثاني المقبل. وقال مشرف إن بوتو تخشى الانتخابات لان حزبها لا يحظى بشعبية كبيرة ولذا فإنها ستخسر الانتخابات. وتعرض مشرف لانتقادات واسعة النطاق بعد إعلانه فرض قوانين الطوارئ في البلاد. لكنه أوضح أن القضاة والمعارضة السياسية هم من يحاول الانحراف بالعملية الديمقراطية في البلاد وليس هو.

وتساءل مشرف بقوله quot;هل فعلت أي شيء مخالف للقانون؟ نعم فعلت ذلك في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني ( في إشارة لفرض الطوارئ). لكن هل قمت بخطوة كهذة من قبل؟ كلا لم يحدث ذلكquot;. وأضاف الرئيس الباكستاني quot;من يحاول أن ينحرف بالعملية السياسية الديمقراطية؟ أنا؟ أم بعض العناصر في المحكمة العليا، رئيس القضاة وأنصاره..وبعض العناصر في المجال السياسي؟quot;

وانتقد مشرف بوتو رغم الجهود الاخيرة من الجانبين لتشكيل تحالف. وقال مشرف إن بوتو كانت quot;الشخصية المفضلة لدى الغربquot; لكنها quot;لم تكن لترغب في خوض الانتخابات لان حزبها ليس في وضع يسمح له بالفوز مطلقاquot;. وتابع الرئيس الباكستاني بقوله quot;ولذا فإني بالتأكيد سأجري الانتخابات، رغم أي تحريض منها، لن نسمح لها بذلكquot;.