الياس توما من براغ: نفى رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان بأن تكون بلاده تحضر لغزو أو احتلال العراق، مؤكدا بأن القرار الذي اتخذه البرلمان التركي الشهر الماضي يعطي الإمكانية فقط للقوات التركية للقيام بعمليات عبر الحدود في حال دعت الحاجة إلى ذلك .
وأشار في حديث أدلى به للصحيفة الاقتصادية التشيكية إلى أن الهدف الوحيد للقوات التركية سيكون عناصر حزب العمال الكردستاني في شمال العراق غير أن ذلك لن يكون ضروريا حسب قوله في حال تحرك السلطات العراقية ضدهم .
ووصف حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة إرهابية انفصالية لا تمثل بأي حال من الأحوال المواطنين الأتراك من اصل كردي، مشيرًا إلى أن حزبه قد فاز أيضًا في الانتخابات في جنوب شرق تركيا حيث يعيش العدد الأكبر من الأتراك من اصل كردي.
ورأى أن الإصلاحات الجارية في بلاده ستساعد جمع المواطنين الأتراك وان حزب العمال الكردستاني شعر بأنه مهدد منها مشددا على أن المواطنية التركية وفقا للدستور مرتبطة بالشعور بانتماء إلى تركيا وليس بالشعور العرقي .
وشدد على أن استقرار وازدهار العراق هو من مصلحة تركيا القومية ولذلك رأى بان موضوع غزو أو احتلال العراق أمر يتواجد خارج النقاش الجاري في بلاده .
وأكد أن الهدف الاستراتيجي لبلاده يكمن في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ولذلك فإنها لن تقبل بخيار أخر غير العضوية الكاملة مشيرا إلى أن ذلك وارد رسميا في كل الوثائق التي شاركت فيها بلاده مع الاتحاد .
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي ليس فرنسا وانه حتى فرنسا صوتت لصالح انضمام تركيا عندما اتخذ القرار بإعطاء تركيا وضعية الدولة المرشحة وأنها كانت عند بداية المفاوضات الخاصة بذلك كما أن العديد من دول الاتحاد تدعم تمتع بلاده بالعضوية الكاملة .
وأشار إلى أن بلاده تنفذ الإصلاحات المطلوبة منذ فترة وأنها ستستمر بغض النظر عن تطور المفاوضات الجارية مع الاتحاد لكنه اعترف بالمقابل بأنه لم تنفذ العديد من التغييرات في بعض المجالات ولاسيما التشريعية منها وتطبيق ما اقر منها في الواقع العملي .
وأكد أن حكومته قد نفذت من الإصلاحات والتحديث منذ بدء عملها في عام 2002 أكثر ما نفذته الحكومات السابقة خلال الخمسين عامًا الماضية معتبرًا أن ما يجري في بلاده الآن هو quot; ثورة هادئة quot; في مجال إشاعة الديمقراطية وحقوق الإنسان وتعزيز دولة القانون وان الإصلاحات ستستمر .
وتوقع أن يشهد اقتصاد بلاده هذا العام نموًا بمقدار 5 في المئة الأمر الذي اعتبره الأقل منذ عام 2002 ــ 2006 مرجعًا هذا التراجع إلى أن الحكومة تريد استثمار الأموال الأكبر في مجال الإصلاحات الاقتصادية المايكروية والعمل على تخفيض البطالة وتحسين التعليم ودعم الأبحاث ..
وشدد على أن الإصلاحات البنيوية ستستمر وانه ستحصل تطورات كبيرة في مسالة الخصخصة كما سيتم في عام 2008 اجتذاب الاستثمارات الأجنبية عن طريق عروض في مجال الطاقة والمصارف وقطاع الاتصالات .
التعليقات