روالبندي، بيشاور (باكستان): بدأ الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي يفترض أن يقسم اليمين بصفته رئيسًا مدنيًا للبلاد الخميس، جولة وداعية على ثكنات الجيش الذي أجبر على التخلي عن قيادته. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع، إن مشرف بدأ صباح الثلاثاء جولته التي تستمر يومين، بالتوجه إلى مقر قيادة الجيوش في مدينة روالبندي حيث ترأس مراسم تحية العلم وعرضًا عسكريًا وداعيًا.
وكان مشرف الذي يتولى قيادة هيئة أركان الجيش منذ السابع من تشرين الاول/اكتوبر 1998، تسلم الحكم اثر انقلاب عسكري ابيض. وفي السادس من تشرين الاول/اكتوبر الماضي اعيد انتخابه من قبل البرلمان نفسه والمجالس المحلية الموالية له بينما كانت البلاد تشهد ازمة سياسية مع اعتراضات متزايدة في الشارع على حكمه.
لكن المحكمة العليا التي تسلمت طعونًا من المعارضة حول شرعية انتخاب مشرف، علقت اعلان نتيجة الانتخابات في انتظار صدور حكمها. وأعلن الجنرال مشرف حال الطوارئ في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر. وعمد على الفور غداة ذلك الى تنحية غالبية القضاة المعارضين له. وقد ثبتت المحكمة العليا الخميس الماضي اعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية. وكان قد وعد منذ اشهر تبعًا للدستور الاستقالة من قيادة الجيش قبل ان يؤدي اليمين.
وستجرى مراسم اداء القسم الخميس. ويفترض ان يستقيل عشية ذلك او في اليوم نفسه بحسب اوساط قريبة منه. لكن المعارضة وكذلك المجتمع الدولي ما زالا يدعوان الى quot;عودة حقيقية للديمقراطيةquot; ويطالبان الرئيس مشرف برفع حال الطوارئ قبل الانتخابات التشريعية والمحلية المرتقبة في الثامن من كانون الثاني/يناير. اما الرئيس مشرف فيريد من جهته ابقاء حال الطوارئ، مؤكدًا انها الطريقة الحيدة لتوفير مناخ امني للانتخابات، فيما تعيش البلاد على وقع موجة غير مسبوقة من الاعتداءات اوقعت اكثر من 250 قتيلاً في خلال اربعة اشهر والمقاتلون المقربون من طالبان والقاعدة يحققون مكاسب على الارض في شمال غرب البلاد.
الى ذلك وقع هجومان انتحاريان في روالبندي اسفرا عن سقوط 18 قتيلاً السبت عندما اندفع انتحاريان بسيارتين مفخختين استهدفت الاولى حافلة للعسكريين داخل حرم قيادة الاركان والاخرى على مركز مراقبة عند مدخل قاعدة عسكرية لاجهزة الاستخبارات النافذة. وتهدد المعارضة التي تلقى صعوبات للاتحاد فيما بينها، بمقاطعة الانتخابات معتبرة ان ابقاء حال الطوارئ سيسمح لفريق مشرف بالتلاعب في عمليات الاقتراع لمصلحته.
الجيش الباكستاني يستعيد موقعًا استراتيجيًا من الاسلاميين
اعلن مصدر رسمي الثلاثاء، ان الجيش الباكستاني استعاد السيطرة على نقطة استراتيجية في وادي سوات السياحي شمال غرب باكستان، خلال هجوم واسع بدأه منذ اسبوع ضد المقاتلين الاسلاميين القريبين من تنظيم القاعدة. وأكد سكان في المنطقة ان الموقع الذي استعاده الجيش الباكستاني هو الاعلى في الجبال التي تطل على السهل. وقال مسؤول في المنطقة لوكالة فرانس برس طالبًا عدم كشف هويته ان العسكريين نجحوا ايضًا في وقف بث اذاعة الزعيم الديني المولى فضل الله. واضاف ان الجنود استعادوا السيطرة على عدد من القرى التي سيطر عليها المتمردون منذ تموز/يوليو.
التعليقات