إيرانيون غاضبون من مؤتمر أنابوليس: إخجلي يا سوريا

يوسف عزيزي من طهران: تعلو في إيران الأصوات المعارضة لمؤتمر أنابوليس الدولي للسلام في الشرق الأوسط، الذي يفتتح اليوم بحضور حوالى خمسين دولة عربيًّة وأجنبيًّة. وأبدى المسؤولون الإيرانيون المعارضين مواقف حادّة إزّاء المؤتمر والزعماء العرب المشاركين فيه، كما انتقدوا مشاركة سوريا ووصفوها بالقرار الخاطئ. وعلى صعيد التصريحات، حصد المؤتمر ردود فعل غاضبة، إذ وصفه مرشد الثورة الإيرانيًّة بالخريفيّ والفاشل، فيما اتّهم المسؤول السابق للملف النووي الإيراني وممثل مرشد الثورة في المجلس الأعلى للامن القومي علي لاريجاني دول مجلس التعاون الخليجي بأنها quot;في خدمة أميركاquot;. أما حسين شريعتمداري مستشار المرشد الأعلى لإيران، فانتقد مشاركة سوريا في أنابوليس، ووصف المشاركة بالقرار الخاطئ، موضحا أن موقف دمشق مفاجئ.

وفي ظاهرة لم تشهدها إيران منذ قيام الثورة الإسلاميًّة فيها، ردّد الطلبة مساء أمس في تجمّع أمام السفارة الأردنيًّة في طهران، هتافات مندّدة بمشاركة الدول العربيًّة في مؤتمر أنابوليس، ومنها quot;إخجلي... إخجلي يا سورياquot;،

وعنونت معظم الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء - إصلاحيًّة كانت أم محافظة - التصريحات المندّدة بالمؤتمر والتي أطلقها أمس مرشد الثورة الإيرانيًّة علي خامنئي. وفيما يلي، عناوين الصحف:
*اعتماد ملي (إصلاحية): مرشد الثورة: مؤتمر أنابوليس فاشل.
*إيران (محافظة): وصفه مرشد الثورة: مؤتمر خريفي.
*اعتماد (إصلاحية): مرشد الثورة: فشل المؤتمر الخريفي.
*جمهوري إسلامي (محافظة): معارضة واسعة للشعب الفلسطيني ضد المؤتمر الأميركي في أنابوليس.
*آفتاب يزد (إصلاحية): مرشد الثورة: مؤتمر أنابوليس خريفي و فاشل.

ونقلت الصحف تصريحات مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي مخاطبًا قوات التعبئة (الباسيج التابعة لقوات الحرس الثوري). وقال خامنئي إن quot;مؤتمر الخريف وكما يبدو من اسمه، خريفي وفاشل، لكن الأميركيين يحاولون أن يصل المؤتمر إلى نتيجة للتعويض عن الهزائم التي تلقاها الكيان الصهيوني المزور. غير أن يقظة الشعب الفلسطيني المرافقة مع يقظة الأمة الإسلامية وخاصة الأمة الإيرانية العظيمة ستحول دون أن تحقق الولايات المتحدة الأميركية أهدافها المشؤومة من انعقاد هذا المؤتمرquot;.

الباسيج المحتجون ضد أنابوليس

وفيما أدت المظاهرات التي قام بها مساء أمس الطلبة المحسوبين على التيار المتشدد أمام السفارة الأردنية إلى أعمال عنف و تحطيم زجاج مبنى السفارة، أعرب المتظاهرون عن اشمئزازهم من الدول العربية المشاركة في المؤتمر. فبين الهتافات المعادية لأميركا وإسرائيل والدول العربية المشاركة في المؤتمر كان هتاف quot;إخجلي إخجلي يا سورياquot; مثيرًا للدهشة حيث تعدّ دمشق الحليف الاستراتيجي لطهران منذ قيام الثورة الإسلامية وحتى الآن.

ويعد وصف علي لاريجاني لدول التعاون الخليجي بأنها في خدمة الولايات المتحدة الأميركية أعنف توصيف لهذه الدول من شخص كان وحتى قبل شهر المسؤول عن أبرز ملف في عالمنا وهو الملف النووي الإيراني. وجاءت تصريحات لاريجاني في محاضرة له القاها أمس في جامعة شريف الصناعية.

وفي رؤية تربط مؤتمر أنابوليس بالوضع الداخلي الإيراني، قال اليوم وزير الدفاع الجنرال مصطفى محمد نجار إن تشكيل مؤتمر السلام في الخريف يهدف الى مواجهة التطور الحاصل في معنويات قوات الباسيج (التعبئة التابعة لقوات الحرس الثوري) وولادته الثورية، مضيفًا quot;أن هذا المؤتمر لم يبلغ أهدافه المتوقعةquot;.

وفي نقد آخر للدول العربية، أكد رئيس البرلمان الإيراني غلام حسين حداد عادل في الاجتماع العلني للبرلمان اليوم الثلاثاء أن مفاتيح حل القضيًّة الفلسطينية ليست في جيوب الزعماء العرب و الدول المشاركة في مؤتمر أنابوليس. وقال حداد عادل ان الهدف من هذا المؤتمر هو تبرير لعملية التسوية مع اسرائيل تحت عنوان السلام، و استقرار الكيان الصهيوني الغاصب ككيان اغتصب اراضي الشعب الفلسطيني واضاف: تتصور الولايات المتحدة الأميركية ان حل القضية الفلسطينية منوطة بموافقة زعماء بعض الدول العربية فيما لا حل للقضية الفلسطينية الا بموافقة المسلمين في كل العالم و الاحرار و دعاة العدالة.

ويبدو من كلام رئيس البرلمان الإيراني ان إيران لاتعتقد بحل عربي و فلسطيني للقضية الفلسطينية بل تطالب بدور للدول الاسلامية و تعني بالدرجة الاولى نفسها كأهم دولة اسلامية غير عربية.

وفيما تأكدت مشاركة سوريا في مؤتمر انابوليس، أبدت إيران استغرابها وقالت، إن دمشق لم تنسق معها، وتحفظ حزب الله وحماس على المشاركة السورية. وانتقد حسين شريعتمداري مستشار المرشد الأعلى لإيران مشاركة سوريا في أنابوليس، ووصف المشاركة بالقرار الخاطئ، موضحا أن موقف دمشق مفاجئ. وقال شريعتمداري إن مؤتمر انابوليس quot;خدعةquot; ضد الفلسطينيين. وأوضح ان الشعب الفلسطيني انتخب حماس، وحماس لا تشارك في المؤتمر، موضحا ان المشاركين بالتالي لا يمثلون غالبية الشعب الفلسطيني. وحول ما اذا كان هناك تنسيق سوري مع إيران قبل قرار مشاركة دمشق في المؤتمر، قال شريعتمداري: quot;فوجئنا بالموقف السوري. وقلنا اننا لا ندعم المؤتمر.

***

الوكالات:
الاردن يعرب عن استيائه واستنكاره لتجمع المتظاهرين
في سياق متّصل،أعرب الأردن اليوم عن استيائه واستنكاره لتعرض سفارته في طهران للمظاهرات من قبل متشددين يعارضون مشاركة عدد من الدول العربية والاسلامية في مؤتمر (انابوليس) الدولي للسلام الذي سيعقد اليوم في الولايات المتحدة الأميركية بحسب الوكالة الكويتيًّة للانباء (كونا).واستدعى وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال وزير الخارجية الأردنية بالوكالة ناصر جودة اليوم السفير الايراني في عمان وأبلغه استهجان حكومته واستنكارها الشديدين لقيام مجموعة من المتظاهرين أمس بالتجمع أمام مقر السفارة الأردنية في طهران.

وأضاف جودة ان quot;الحكومة الأردنية تستنكر وتستهجن ترديد عدد من المتظاهرين أمام سفارتها في طهران عبارات معادية للأطراف المشاركة في اللقاء الدولي للسلام في أنابوليسquot;.

وأكد وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال وزير الخارجية بالوكالة رفض حكومته التام لهذا التصرف مشيرا الى أنه quot;كان من المستطاع تلافي حدوثه ويجب على الحكومة الايرانية العمل على منع تكرارهquot;.

وطالب الحكومة الايرانية من خلال سفيرها في الأردن بتقديم توضيح لما جرى وتبيان الخطوات التي ستتخذها مستقبلا لتلافي تكرار مثل هذه الحادثة.

وشدد على أن quot;هذا التصرف غير مبررquot; خاصة أن جميع شعوب المنطقة تشارك في المؤتمر ساعية لتحقيق الهدف الأسمى والمتمثل في اطلاق عملية تفاوضية شاملة وواضحة المعالم تعالج مختلف جوانب الصراع العربي الاسرائيلي وتؤدي الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.

وأضاف ان الدول المشاركة في مؤتمر (انابوليس) تتطلع لتحقيق أماني الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة وطموحاتها في العيش بأمان وسلام وذلك في اطار المرجعيات الدولية المتفق عليها لعملية السلام وخاصة المبادرة العربية وخطة خريطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية.