إسلام أباد، وكالات: سلم الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف الأربعاء قيادة الجيش لخليفته الجنرال إشفاق كياني الذي أصبح قائدًا للقوات المسلحة الباكستانية. وسلم مشرف عصا القيادة إلى قائد الجيش الجديد في مراسم خاصة أقيمت في مقر القوات المسلحة في روالبندي. ويودع الجنرال مشرف بذلك مؤسسة تولى قيادتها حوالى عقد.

وأكد مشرف ان الجيش الباكستاني كان محور حياته واهتمامه، وذلك خلال مراسم عسكرية لنقل سلطة قيادته الى الجنرال اشفاق كياني. وكان مشرف وصل قبيل ذلك الى مقر قيادة الجيش في روالبندي المحاذية لاسلام اباد.

ويودع الجنرال مشرف بذلك مؤسسة تولى قيادتها حوالى عقد من الزمن. وقال مشرف امام مئات المدعوين والشخصيات الذين صفقوا له اثناء حفل نقل مباشرة على التلفزيون quot;لن اكون بالزي العسكري غداquot; مقرا بانه سيكون quot;حزينا بعض الشيءquot;. واضاف quot;بعد ان ارتديت الزي العسكري طيلة 46 عامًا اقول وداعًا لهذا الجيشquot;، مضيفا quot;هذا الجيش كان حياتي ومحور اهتمامي. لقد احببت هذا الجيشquot;.

وكان مشرّف قد بدأ الثلاثاء جولة تستمر حتى اليوم الأربعاء على مقار قيادة الجيش في مدينة quot;روالبنديquot; القريبة من العاصمة إسلام أباد، أقيمت خلالها مراسم وداعية له، تخللها تحية العلم وعرضًا عسكريًا. ومن المتوقع أن يؤدي مشرّف اليمين الدستورية الخميس كرئيس مدني لولاية ثالثة، وفق ما أكده المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الباكستانية لشبكة CNN، الثلاثاء.

وقال المتحدث الرئاسي، الجنرال رشيد قريشي، إن الرئيس أعلن عن موعد تخليه عن قيادة الجيش رسميًا، بعد قليل من إبلاغه من قبل الحكومة الاتحادية الاثنين، بأنها وافقت على نتيجة الانتخابات الرئاسية، التي جرت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي أسفرت عن فوزه بفترة ثالثة. يُشار إلى أن الجنرال أشفق كياني الذي يدين ببزوغ نجمه لمشرّف، كان قد استقال مؤخرا من منصبه كقائد وكالة الاستخبارات الباكستانية، وفق ما أكده المتحدث العسكري المقدّم بصير حيدر مالك الثلاثاء. يُذكر أيضًا أن كياني كان من كبار مساعدي رئيسة الوزراء السابقة، بنظير بوتو.

وكان الرئيس الباكستاني، الذي أعلن حالة الطوارئ في البلاد بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، قد أعلن مراراً أنه سيتخلى عن بزته العسكرية في حالة إذا ما أُعيد انتخابه رئيساً لباكستان، إلا أن مراقبين أعربوا عن خشيتهم من أن يكون تلك التصريحات على سبيل quot;المراوغةquot;، كما فعل في السابق. جاءت تلك التقارير في إطار التعليق على أنباء ترشيح مشرف للجنرال كياني (55 عاماً) ليتولى قيادة الجيش البالغ قوامه 600 ألف عنصر، عندما يخلع الأول زيه العسكري.

وفي الثالث من الشهر الجاري، أعلن الرئيس الباكستاني حالة الطوارئ، بعد اجتماع مع كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين في مقر إقامته براولبندي، حيث قرر تعطيل العمل بالدستور، كما تمّ فرض الحكم العسكري. تزامن هذا الإعلان من قبل المتحدث الرئاسي الباكستاني، مع تقديم رئيس الوزراء الأسبق، وزعيم حزب quot;الرابطة الإسلامية الباكستانيةquot;، نواز شريف، أوراق ترشيحه للانتخابات البرلمانية المقررة في يناير/ كانون الثاني القادم، بعد يوم واحد من عودته إلى باكستان، منهياً أكثر من سبع سنوات قضاها بالمنفى.

واستبعد شريف أن يقود حكومة باكستانية جديدة تحت رئاسة الرئيس برويز مشرف، قائلاً: quot;أنا لست مرشحاً لمنصب رئاسة الوزراء في ظل النظام العسكريquot;، في إشارة إلى الجنرال مشرف، الذي ما زال مصراً على التمسك بمنصبه العسكري كقائد للجيش.

وجاء ذلك بينما تستعد البلاد للانتخابات التشريعية وسط حالة من الترقب انتظارا لقرار المعارضة بشان المشاركة. والمحت زعيمة حزب الشعب بينظير بوتو وزعيم حزب الرابطة نواز شريف إلى امكانية اتخاذ قرار بالمقاطعة إذا أصر مشرف على إجراء الانتخابات في ظل حالة الطوارئ. واكد بوتو وشريف مرار ضرورة إنهاء الطوارئ لإجراء الانتخابات وطالبا أيضا باعادة تعيين قضاة المحكمة العليا الذين عزلهم مشرف.

وقال شريف في تصريحات للصحافيين إن تخلي مشرف عن قيادة الجيش خطوة غير مهمة لإنه كان دستوريًا يجب ان يتنحى عن هذا المنصب، وأضاف ان المشكلة الحقيقية في إلغاء القرارات التي اتخذت في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بهدف اجراء انتخابات حرة ونزيهة.