باريس: اعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن quot;اسفه لكون القضاء تأخر الى هذا الحدquot; لملاحقة سلفه جاك شيراك الذي اتهم في 21 تشرين الثاني/نوفمبر بquot;اختلاس اموال عامةquot;.
وردا على سؤال حول ما اذا كان سلفه سسينضم الى المجلس الدستوري الذي يعتبر عضوا فيه حكما، اجاب ساركوزي quot;انه بريء مفترض مثل اي متقاض اخرquot;.
واضاف quot;بالنسبة للباقي، ليس عندي اي تعليق. انه لمن المؤسف جدا ان يتأخر القضاء الى هذا الحدquot;.
ونددت شخصيات اخرى من الاشتراكيين وحزب البيئة بتأخر القضاء الى هذا الحد في محاكمة جاك شيراك.
واتهم شيراك (75 عاما) في ملف مكلفي مهمات في بلدية باريس، وهي قضية تتعلق بوظائف عين فيها اشخاص دفع مكتب عمدة باريس قبل 1995 اجورهم لمصلحة التجمع من اجل الجمهورية، حزب شيراك الذي اصبح quot;الاتحاد من اجل حركة شعبيةquot; الحاكم حاليا.
ويشتبه بان عشرين شخصا امنوا وظائف او استفادوا منها في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي في عهد عمدتي باريس جاك شيراك (1977-1995) وجان تيبيري (1995-2001).
ولكن الرئيس السابق اكد انه سيكافح quot;من اجل الحقيقةquot; وسيدافع عن quot;شرفهquot;.
واكد انه quot;لم يحدث ابدا اثراء شخصي ولا احد ادعى ذلك ويجب ان تكون الامور واضحةquot;.
وعقوبة التهم الموجهة لشيراك يمكن ان تصل الى السجن عشر سنوات وغرامة بقيمة 150 الف يورو.
وهي المرة الاولى التي يوجه فيها القضاء الفرنسي تهمة الى رئيس جمهورية سابق.

تعليقات الوزير الجزائري ملف مغلق
من جهة ثانية اعتبر ساركوزي الخلاف الذي نشب بسبب تصريحات وزير جزائري، قال فيها إن ساركوزي وصل إلى الحكم بفضل نفوذ اللوبي اليهودي، ملفا مغلقا، عقب حديث اجراه مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة حول الموضوع. وقال الرئيس ساركوزي، في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي مساء الخميس، إن القضية اغلقت، مؤكدا انه سيمضي قدما في زيارته المقررة للجزائر التي تستغرق ثلاثة ايام، والتي تبدأ الاثنين.
واوضح ساركوزي انه تحدث مطولا مع بوتفليقة عبر الهاتف، حيث قال له الرئيس الجزائري إن تعليقات الوزير لا تمثل باي شكل من الاشكال موقف الجزائر. وقال: quot;لقد اخبرته (بوتفليقة) انني احارب معاداة السامية ومعاداة الاسلام، وكل اشكال العنصرية بكل قوتي، وقد اعتبرت ان القضية مغلقة، وسأذهب إلى الجزائر بصفتي صديقاquot;.
وكان الرئيس الجزائري قد نأى بحكومته عن تعليقات ادلى بها وزير المجاهدين محمد شريف عباس، وقال فيها إن ساركوزي مدين بفوزه بانتخابات الرئاسة إلى اللوبي اليهودي. فقد اكد بوتفليقة ان ساركوزي يزور الجزائر كصديق للشعب الجزائري، وهي زيارة مهمة جدا للبلدين، حسب بيان صدر عن الرئاسة الجزائرية.
وكانت صحيفة الخبر الجزائرية قد نقلت عن الوزير عباس قوله إن quot;اصول الرئيس الفرنسي معلومة، ومعلوم من الذي جاء به إلى السلطةquot;. واضاف ان quot;الطريقة التي انتمت فيها بعض شخصيات اليسار إلى حكومة الرئيس ساركوزي اليمينية، تظهر معتقدات من اوصل ساركوزي إلى السلطة، إنه اللوبي اليهودي المسيطر على الطبقة الحاكمة في فرنساquot;.
وقد المح الوزير الجزائري تحديدا إلى وزير الخارجية برنار كوشنير، العضو البارز السابق في الحزب الاشتراكي الفرنسي، وهو نصف يهودي.
اضافة لتلميحه بأن جد ساركوزي نفسه، ابن المهاجر المجري، هو في الاصل يهودي من اليونان.
وقد تسببت تعليقات الوزير الجزائري في ردات فعل غاضبة واسعة بين السياسيين الفرنسيين، ومن جماعات حقوق الانسان، ومن المنظمات والجمعيات اليهودية.
اما عباس نفسه، وهو احد مجاهدي حرب التحرير الجزائرية بين الاعوام 1954 وحتى 1962، فلم ينكر انه ادلى بتلك التصريحات، لكنه قال إنه لم يكن بباله التهجم على شخص رئيس دولة اجنبية.
كما تحدث الوزير الجزائري في تلك المقابلة بقوة عن قضية اعتراف فرنسا بالجرائم التي ارتكبتها خلال استعمارها للجزائر من 1830 وحتى 1962.
يذكر ان العلاقات بين البلدين تمر بمرحلة جمود عقب الغاء معاهدة الصداقة الثنائية بينهما بسبب رفض فرنسا قبول مطالب جزائرية بتقديم اعتذار عن جرائمها خلال فترة الاستعمار.