إحتجاجًا على وضعه تحت quot;الإقامة الجبريةquot;
تسييس قضية الدليمي وجبهة التوافق تقاطع البرلمان


التوافق العراقية تتهم الجيش بمحاولة اغتيال الدليمي

الدليمي: نساء مليشيا جيش المهدي يقتلن نساء سنيات

بغداد: إنسحب نواب جبهة التوافق العراقية، كبرى الكتل البرلمانية للعرب السنة، اليوم السبت من جلسة البرلمان إحتجاجًا على وضع زعيم الجبهة عدنان الدليمي في ما وصفوه بـ quot;الإقامة الجبرية quot; بعد العثور على سيارة مفخخة جاهزة للتفجير قرب مكاتبه في بغداد. وعلى الصعيد الأمني قتل 14 مدنيًا على الأقل في هجوم شنته القاعدة على قرية شيعية في محافظة ديالى. وانسحب نواب جبهة التوافق العراقية وسط جلسة البرلمان مطالبين بعودة زميلهم عدنان الدليمي الزعيم السني المعتدل الذي يتزعم quot;مؤتمر أهل العراقquot;، احد مكونات جبهة التوافق (44 مقعدًا) في البرلمان والتي تضم ايضًا الحزب الإسلامي والمجلس الوطني للحوار.

وكان عسكريون عراقيون واميركيون عثروا الخميس على سيارة مفخخة معدة للتفجير قرب مقر الدليمي في حي العدل شرق بغداد. وعثر على السيارة التي كان احد حراس الدليمي يحمل مفاتيحها بعد مطاردة اشخاص يشتبه بأنهم قتلوا احد اعضاء مجموعة محلية مناهضة للقاعدة وقد لجأ المشتبه بهم الى مكاتب الدليمي.

وعلى اثر هذا الحادث تم توقيف اربعين من المقربين من الدليمي ومعاونيه وبينهم نجله مكي (38 عاما) في مكاتبه ومنزله وصرح الدليمي نفسه انه في الاقامة الجبرية في منزله بعدما طوق الجيش العراقي محيطه. واعلن المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ السبت ان quot;الدليمي ليس في الاقامة الجبرية، هذه الاجراءات اتخذت لحماية امنه الى ان يتضح الوضعquot;.

وقال quot;تجري تحقيقات لتحديد المسؤوليات (..) وسيعاقب المذنبون. لا احد فوق القانونquot; مؤكدًا quot;حيادquot; الحكومة في هذه القضية. من جهته صرح العميد قاسم عطا المتحدث باسم خطة امن بغداد (فرض القانون) quot;نواصل تحقيقاتنا، لدينا ادلة ووثائق لن نكشفها للعلنquot;. ورد الدليمي مساء مؤكدًا في اتصال هاتفي بقناة quot;العراقيةquot; العامة بقوله ان quot;ما اعلنه العميد قاسم عطا مجانب للحقيقة (..) ليس في حمايتي اي شخص يعاضد الارهاب. نحن معرضون الى الارهاب. الى الان قتل من حمايتي تسعةquot;.

واكد quot;نحن لا نأوي المسيئين، ولكن قد ياتي مسىء ونحن لا نعرفهquot;. واضاف quot;انني سياسي. اذا كان هناك اناس في حمايتي يساهمون في الارهاب فليعاقبوا اما الابرياء فيجب ان يطلق سراحهم. ولا تزروا وازرة وزر اخرىquot;. وتعتبر مقاطعة نواب جبهة التوافق جلسة البرلمان خطوة اولى نحو تسييس القضية التي تطاول احدى الشخصيات السنية الرئيسة. وأشار الدليمي، لصحيفة quot;واشنطن بوستquot; عبر الهاتف، حسبما نقلت وكالة quot;أصوات العراقquot;، إلى أن القوات العراقية لم تسمح بدخول أي شخص لزيارته، لكن القوات الأميركية وافقت على دخول ابنته وزوجها.

وأكد العضو في مجلس النواب، ندا محمد إبراهيم أن الحكومة العراقية قالت في السابق إن قوات الأمن تحيط بمنزل رئيس جبهة التوافق بهدف حمايته، ولكن الآن يقول الجيش العراقي إنه فرض الإقامة الجبرية على الدليمي في منزله.

وخلال جلسة البرلمان العراقي السبت، قال النائب عبد الكريم السامرائي من جبهة التوافق: quot;نحن جبهة التوافق نعلن انسحابنا من القاعة حتى حضور الدكتور عدنان (الدليمي) اليوم أو غدًاquot;، وأضاف قوله: quot;نطالب الأخوة في البرلمان التضامن مع الجبهة التي تضامنت في السابق مع التحالف الكردستاني والإئتلافquot;.

كما قال أحمد سليمان، عضو الجبهة التي يشغل أعضاؤها 44 مقعدًا داخل البرلمان، إن قرار تعليق مشاركة نواب الجبهة في جلسات البرلمان سيبقى قائماً لحين إلغاء الإجراءات الحكومية المتخذة‮ ‬بحق‮ ‬الدليمي.

لكن الدليمي نفى العثور على سيارات مفخخة، متهمًا القوات العراقية والأميركية باعتقال 43 من حراسه، إضافة إلى نجله مكي البالغ من العمر 38عامًا، وقال إنه لم تنفجر سيارة مفخخة في مكتبه، إنما كان هناك انفجار خلف المكتب مساء الخميس، ربما كان يستهدفه. وأعاق انسحاب النواب السنة النظر خلال جلسة السبت في مشروع قانون مهم سيسمح للبعثيين السابقين بالانخراط مجددا في الدوائر العامة او الجيش.

وجرى النظر بشكل مقتضب ضمن قراءة ثانية في هذا النص موضع الجدل الذي يعيد تحديد مفهوم عملية اجتثاث البعث التي بدأت في نيسان/ابريل 2003 لتطهير اجهزة الدولة من انصار الرئيس السابق صدام حسين، على ان يناقش مجددا بصورة موسعة الاحد.

وقتل 14 مدنيا بينهم نساء واطفال في هجوم شنته القاعدة فجرا على قرية دويلية الشيعية في محافظة ديالى التي تشهد اضطرابات. واحرق المهاجمون عشرة منازل كما قصفوا القرية بقذائف الهاون واعاقوا تدخل الجيش الاميركي بزرع عبوات مفخخة في المنطقة بكاملها. اخيرا، افادت حصيلة صادرة عن وزارات الداخلية والدفاع والصحة عن مقتل 606 عراقيين على الاقل منذ تشرين الثاني/نوفمبر، وهي الحصيلة الاكثر انخفاضا منذ اندلاع اعمال العنف المذهبية في شباط/فبراير 2006.

ولم تؤكد هذه الارقام من مصدر مستقل. كذلك تراجع عدد العسكريين الاميركيين الذين قتلوا في العراق في تشرين الثاني/نوفمبر عن مستواه في تشرين الاول/اكتوبر فتراجع من 40 الى 27 بحسب البنتاغون، وهي الحصيلة الاكثر تدنيا منذ اذار/مارس 2006.