اثار التدمير الذي احدثها زلزال 1927 ما زالت تشاهد حتى الان (عدسة ايلاف)
أسامة العيسة من القدس: في يوم الخميس الماضي، خرج طلاب المدارس من مدارسهم، في عدة مدن فلسطينية مثل القدس، ورام الله، وبيت لحم، وجنين، بعد انتشار شائعة بان زلزالا قادما سيضرب الاراضي الفلسطينية.

وحدثت فوضى كبيرة في الشوارع الفلسطينية، ولم يكن المشهد الغريب كله حزينا، فسرعان ما انتشرت النكات والقفشات وجميعها تتعلق بحالة الهلع التي حدثت.

واختلط الجد بالمزاح والسياسة بمخاطر الكوارث الطبيعية وربط الفلسطينيون، ساخرين بين الزلزال السياسي المتوقع من مؤتمر انابلويس سواء نجح او فشل، والذي لم يحدث، وبين الزلازل التي تاتي من البحر الميت.

واذا كان الفلسطينيون سرعان ما سخروا من انفسهم لحالة الهلع التي اصابتهم، الا انه يوجد ما يبرر ذلك، فمنذ 19 تشرين الثاني (نوفمبر) ضربت المنطقة اربع هزات ارضية مركزها البحر الميت، وكان اخرها صباح اليوم الاحد.

وتراوحت درجات هذه الهزات حول الاربع درجات على مقياس ريختر، وان كانت لم توقع اضرارا في الممتلكات او الارواح، الا انها اعتبرت مقدمة لهزة قد تصل الى 6 درجات على مقياس ريختر، ويتوقع ان توقع ضحايا كثر.ويتابع الفلسطينيون والاسرائيليون باهتمام اخبار العواصف الزلزالية، وسط نظرة تشاؤمية لدى المختصين في الجانبين.

ويتوقع الخبراء في اسرائيل سقوط الاف الضحايا في الهزة المتوقعة، وانهيار 40% من المنازل خصوصا في منطقة القدس، وعدم استبعاد ان يضرب تسونامي قادم من البحر المتوسط المدن الساحلية مثل يافا ويغرقها.اما مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية فحذر من ان هزة مقبلة بقوة 6-7 درجات يمكن ان توقع 13 الف قتيل في الاراضي الفلسطينية واسرائيل، والاردن.

ويستند المركز في تقديراته على التاريخ الزلازلي للمنطقة، حيث ضربت المنطقة زلازل في اعوام: 1202، و1412، و1757، و1837، و1927، وما حدث في هذا الزلزال الاخير هو الاكثر رسوخا في في اذهان الفلسطينيين خصوصا من كبار السن، حيث اوقع ضحايا وتدميرا في المباني خصوصا في مدينتي نابلس وصفد، وكانت بقوة بقوة 6.2 درجة.

ويذكر الفلسطينيون الهزة التي ضربت الاراضي الفلسطينية عام 2004، ووصلت قوتها الى 5.1 درجة، ولانها وقعت في النهار، احس بها كثيرون، وادت الى تصدع مبان في مدينتي نابلس وبيت لحم.ومع استمرا العواصف الزلزالية، اصدرت (وحدة إسناد الطوارئ الفلسطينية- الهيئة الوطنية للتخفيف من أخطار الكوارث)، تقريرا، تضمن كيفية مواجهة الهزة الارضية المتوقعة.

ولتقريب الصورة الى الفلسطينيين قارن التقرير بين أثر الهزات الأرضية الآن وأثرها في السابق، مشيرا الى ان quot;وقوع هزة أرضية بنفس شدة زلزال 1927 (والتي أوقعت حسب التوثيق المتوفر 300 قتيل و 1000 مبنى مدمر) ستؤدي إلى أضعاف ما سببه ذالك الزلزال من خسائر، وذلك للتوسع العمراني والديمغرافي الهائل ونظراً لكون الشكل الهندسي للمباني أصبح متطاولاً، كالعمارات والأبراج، إضافةً إلى تقادم الأبنية القائمة أصلاً منذ فترة زمنية طويلة دون صيانة أو ترميم، والسيرة الزلزالية الدراماتيكية للمنطقة بأكملها والتي تفضي إلى التحرك في صدع البحر الميت ، وفوق كل ذلك عدم التعاطي مع المعلومات والتوقعات بجدية كافيةquot;.

وختم التقرير بالقول quot;لن تنظر الهزة الأرضية القادمة إلى المدن والقرى والمخيمات ولا حتى للمستوطنات وغيرها، كما لن تنتظر معرفة هوية من فوقها من القابعين على سطح الأرض، بل ستخرج عن صمتها الطويل لتقول كلمتها، وعندها ndash; إن كان لدينا متّسع من الوقت ndash; سنسأل أنفسنا: ماذا أعددنا؟quot;.