تقرير الاستخبارات الأميركية يقض مضاجع إسرائيل

تقرير المخابرات لم يغير مشاريع الجيش الاميركي

جيتس سيقول ان ايران تهديد مشترك لمنطقة الخليج

موسكو، لندن: يرى بعض الخبراء أنه بعد نشر تقرير الإستخبارات الأميركية وتدني إمكانية توجيه ضربة إلى إيران من قبل الولايات المتحدة تغيرت ديناميكية السياسة الشرق أوسطية. والآن يمكن لطهران أن تشعر بأن لها الحق في تعزيز قواتها المسلحة وتوسيع دعم الراديكاليين الإسلاميين والتأثير على بلدان المنطقة، التي تعاني من مشاكل كثيرة.

وقد أدى التقرير الذي نص على أن إيران لا تقوم بتنفيذ برنامج نووي نشيط إلى إضعاف الضغط في المطالبة بفرض عقوبات، وجعل صقور الجمهورية الإسلامية يتنفسون الصعداء. ويجري هذا على خلفية سعي العالم العربي للتصدي لتهجمات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الكلامية ومحاولات حكومته ممارسة التأثير على أوضاع لبنان، والسياسة السورية، وعملية السلام بين إسرائيل وفلسطين.

إلى جانب ذلك لم يخفف التقرير من مخاوف العرب حيال النوايا النووية لإيران وبرنامجها لتخصيب اليورانيوم. وقد أدت التخوفات من أن إيران تنوي السيطرة على الخليج العربي إلى قيام دول الشرق الأوسط، بما فيها السعودية بزيادة النفقات العسكرية. وقال كريستيان كوخ مدير قسم الدراسات الدولية في مركز الخليج للأبحاث في دبي: quot;العالم العربي لا يثق في نوايا إيران. وهناك مخاوف من احتمال استخدام إيران لبرنامجها النووي في أهداف عسكرية. وهناك قلق من تأثير إيران على العراق والوضع السياسي غير المستقر في لبنانquot;.

ويرى البعض أن التقرير الأميركي قد يخفف من حالة عدم الثقة بين إيران وجيرانها وسيؤدي إلى استئناف علاقات ودية. ويشير نبيل عبد الفتاح، محلل في مركز quot;الأهرامquot; للدراسات السياسية والإستراتيجية في القاهرة إلى أن التقرير قد يساعد إيران في زيادة الانشقاق بين واشنطن وحلفائها العرب، الذين كانوا يخشون من أنه في حال قامت الولايات المتحدة بمهاجمة إيران، فستوجه طهران ضربة جوابية إليهم أيضا. وقال عبد الفتاح إن التقرير يعطي بعض الضمانات لدول الخليج وبخاصة السعودية التي تدرك بشكل جيد أنها في حال ضربت الولايات المتحدة إيران ستتحول إلى رهائن عند إيران.

ويرى الكثيرون من المحللين أن التقرير ينذر بتغير موقف الولايات المتحدة حيال إيران. وتقول المحللة السياسية أمل سعد غريب في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت إن التقرير هو طريقة للحفاظ على وجه الماء بالنسبة للولايات المتحدة، وما يجري هو ليس تغيير الإستراتيجية الأمريكية في إعادة تفصيل الشرق الأوسط بل تغيير التكتيك.

الغارديان

من جهة ثانية ذكر مراسل صحيفة الغارديان البريطانية في القدس روري مكارثي، أن عددا من كبار المسؤوليين الإسرائيليين ذكََروا بأنهم ما زالوا يبحثون إمكانية توجيه ضربة عسكرية بإيران على الرغم من تقرير الاستخبارات الأميركية الذي أكد أن السلطات الإيرانية علقت برنامجها للتسلح النووي. وتذكر الصحيفة أن نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، ماتان فيلناي صرح لإذاعة الجيش قائلا: quot;كل الخيارات تبقى مطروحةquot;.

وتنقل الفارديان عن أفجدور ليبرمان نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي تصريحات أدلى بها لصحيفة الجيروزلم بوست قال فيها: quot;إذا لم يفرضوا عقوبات على إيران، فسنجتمع لنقرر ما سنقوم به.quot; وعندما سألت صحيفة ها آريتز، رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو عما إذا كان ينبغي على إسرائيل شن ضربة عسكرية ضد إيران، رد قائلا: quot;نحن نفضل دائما بادرة دولية بقيادة الولايات المتحدة، ولكن ينبغي علينا السهر على أمن بلادنا بكل الوسائل الممكنة.

وتقول الصحيفة إن العديد من خبراء الشأن الإيراني في إسرائيل يرون أن التقرير الأميركي قد أبعد شبح ضربة عسكرية أميركية أو إسرائيلية في الوقت الراهن، لكن صقور السياسة الإسرائيلية لا ينفكون يؤججون المخاوف.