أنقرة: الزيارات المحمومة التي يقوم بها الرئيس التركي عبد الله غول تسلط الضوء على الثقة الجديدة في النفس التي تشعر بها تركيا على المسرح العالمي مع ازدهار اقتصادها وتدفق استثمارات اجنبية في الدولة المرشحة للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي.
وعزز انتخاب غول للرئاسة في اغسطس اب توجها تجاريا ودبلوماسيا متناميا لاقامة تعاون مع دول اخرى غير الشركاء الغربيين التقليديين يمتد الى الدول التي تتحدث التركية في اسيا الوسطى وروسيا وايران والعالم العربي وشرق اسيا.
ويقول محللون انه يجب ان ينظر الى علاقات تركيا المتنامية غالبا بسبب احتياجات الطاقة على انها مكملة وليس على انها تحل محل جهودها على مدى عقود للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
وزار غول الذي ساعد عندما كان وزيرا للخارجية في محادثات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي باكستان وتركمانستان الاسبوع الماضي ويتوجه الى قازاخستان هذا الاسبوع. وزار فرنسا الاسبوع الماضي وقبل ذلك زار جورجيا.
وقال سوات كينيكلي اوغلو عضو البرلمان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان quot;هذه السياسة الخارجية الجديدة متعددة الابعاد لا تأتي على حساب توجهنا الاوروبي لكن مكاننا في العالم يتغير.quot;
وأضاف quot;اننا نفتقر الى النفوذ للتفاوض على اتفاقات دولية كبيرة لكننا نصل الى نقطة يتم عندها الاعتراف بتركيا كلاعب في اماكن مثل الشرق الاوسط واسيا الوسطى.quot;
ولدى تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي الكثير الذي تقدمه والعالم مهتم بدرجة متزايدة في ما يبدو بوجهة نظرها.
وتحتفظ تركيا بعلاقات جيدة مع كل من ايران واسرائيل على سبيل المثال ولها قوات لحفظ السلام في مناطق تمتد من كوسوفو ولبنان الى افغانستان.
وفي الشهر المنصرم شارك وزيرا خارجية ايران والولايات المتحدة في مؤتمر دول الجوار للعراق الذي عقد في اسطنبول والقى الرئيسان الاسرائيلي والفلسطيني كلمات امام البرلمان التركي في انقرة.
كما استخدم أردوغان بذكاء وثقة التهديدات بارسال قوات الى شمال العراق لمحاربة المتمردين الاكراد الذين يختبئون هناك لحمل الرئيس الاميركي جورج بوش على تبادل معلومات الاستخبارات مع تركيا لمساعدتها في محاربة المتمردين.
وادراكا منهما للاهمية الاستراتيجية لتركيا كحليف في منطقة صعبة غض كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الطرف عن الهجمات التركية عبر الحدود ضد المتمردين الاكراد.
وقال هيو بوب الذي ألف كتبا عن تركيا من بينها quot;أبناء الغزاةquot; عن الاتراك واسيا الوسطى quot;تركيا ليست لاعبا اساسيا وهي في دوري الدرجة الثانية لكن (الاطراف الاخرى) في انحاء المنطقة تنصت اليها بدرجة متزايدة.quot;
وتابع quot;تركيا تخلت عن بعض الغرور السابق الذي أظهرته في تعاملاتها مع الشرق الاوسط واسيا الوسطىquot; مؤكدا الروح العملية التي أظهرها رجال الاعمال والمهندسون والمعلمون الاتراك في المنطقة.
وحكم الاتراك العثمانيون الشرق الاوسط والبلقان وشمال افريقيا عدة قرون من اسطنبول.
غير ان الدبلوماسية الاكثر نشاطا لتركيا ليست بلا مشاكل. فقد غضبت الولايات المتحدة من علاقات تركيا المتنامية في مجال الطاقة مع ايران وان كانت أنقرة أوضحت انها تشترك مع واشنطن في معارضتها لتصنيع طهران لاسلحة نووية.
كما يتمتع حزب العدالة والتنمية بمزيد من الاحترام في العالم العربي أكثر من الحكومات التركية السابقة بسبب توجهه الاسلامي ونجاحه في تحقيق نمو اقتصادي في تركيا بلغ نحو سبعة في المئة. وتتدفق الاموال العربية الخليجية على اسطنبول.
ويقول محللون ان أحمد داود اوغلو كبير مستشاري السياسة الخارجية لاردوغان هو العقل المدبر وراء النشاط الدبلوماسي المتنامي لتركيا خلال السنوات الخمس الماضية من حكم حزب العدالة والتنمية.
وتهدف تركيا لان تصبح محورا لصادرات النفط والغاز من بحر قزوين واسيا الوسطى الى الاسواق الغربية.
ويقول محللون ان الهدف الرئيس للسياسة الخارجية التركية سيظل مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي التي بدأت في عام 2005 .