أكد رفض النزاع الطائفي وقتل النساء والمسيحيين في البصرة
المالكي: أمرت بفتح جميع ملفات الفساد حتى بمكتبي والوزراء
أسامة مهدي من لندن:
في وقت تجري فيه الإستعدادات حاليًا لتسليم القوات العراقية من البريطانية أمن محافظة البصرة العراقية الجنوبية الأحد المقبل أكد رئيس الوزراء نوري المالكي أن المعركة ضد تنظيم القاعدة والصداميين لم تنته بعد، وقال إنه أمر بكشف جميع ملفات الفساد حتى في مكتبه ومكاتب الوزراء وشدد على رفض الصراعات الطائفية وقتل النساء والمسيحيين في المدينة... بينما أشار نائبه برهم صالح الى تخصيص 16 مليار دولار لإعمار المحافظة التي قال محافظها محمد مصبح الوائلي، أن اتفاقًا سيعلن قريبًا لنزع السلاح في مدينة البصرة.. ومن جانب آخر دعا المالكي إثر انفجار 5 مفخخات في مدينة العمارة الجنوبية ومقتل 40 من مواطنيها الى المزيد من اليقظة والتكاتف والتعاون مع الاجهزة الأمنية لتفويت الفرصة على الارهابيين لمزيد من عمليات القتل.
واضاف المالكي في كلمة لدى افتتاح مؤتمر اعمار مدينة البصرة (550 كم جنوب بغداد) اليوم بحضور وزير التنمية البريطاني وسفراء الولايات المتحدة زبريطانيا واليابان وايطاليا واستراليا وممثل الامم المتحدة ستيفان دي ميتسورا، انه يعلن اليوم بدء اعمار البصرة قلب العراق quot;لانه اذا عمرت المدينة عمر العراق باعتبارها رئته ومنفذه البحري الى العالمquot;. واشار الى ان العراق نجح في تخطي محنة الارهاب التي كان يراد بها القضاء على العراقيين وارثهم الحضاري والتاريخي بعد ان اريد جر العراق الى بحر من الدماء من قبل نفر من القادمين من خارج الحدود والذين تحالفوا معهم في الداخل من اصحاب السوء من خلال اساليب سياسية وجاهلة للتدمير والخراب.
وشدد على رفض العنف الطائفي وقتل النساء والمسحيين وهي عمليات تصاعدت في البصرة مؤخرًا، موضحًا ان الاصلاح له اجهزته القضائية والامنية التابعة للدولة. وعبر عن أسفه لتمسك بعض مكونات البصرة بأعمال العنف رغم كل جهود الحكومة المحلية والمركزية لإحلال الأمن في المحافظة.
وقال المالكي في كلمته إنه quot;من المؤسف أن تقتل فئة معينة النساء على أساس حجج غير قانونية، ويتجاوزون بذلك على حقوق الحكومة والمواطن على حد سواءquot; مشيرا إلى أنه quot; في حال حدوث خلل في أي جانب فإن المخول بمعالجته الحكومة المحلية والسلطات الأمنية، وفي حال عجز هذه الجهات آنذاك يكون هناك كلام آخرquot;.
وشدد المالكي على أن quot;من يقتل النساء من أي طائفة أو دين تحت أي ذريعة quot;فانه لايحظى لا بغطاء قانوني أو شرعي أو أخلاقي، وعلى السلطات في البصرة أن تأخذ مسؤوليتها في حفظ الأمن والنظام.quot;
وقال ان هذه الممارسات ليس لها اي غطاء قانوني او شرعي او انساني مشددا العزم على معاقبة الضالعين بهذه الاعمال. وياتي هذا التهديد اثر مقتل 40 امراة في المدينة مؤخرًا بذريعة خرقهن للتعاليم الاسلامية وتهديد المسيحيين بالقتل ونسائهم بضرورة ارتداء الحجاب والا تعرضن للانتقام.
واشار المالكي الى ان بعض القوى المدفوعة بجهات سياسية خارجية لا تريد للعراق ان يعود الى دوره المحوري في هذه المنطقة سعت لأن تتخذ منه - استغلالاً للفراغ الامني والسياسي - منطلقًا للعنف وقاعدة لتنظيم القاعدة الارهابي والجهلة للانطلاق نحو الجيران والعالم كله للتخرب والدمار مشيرًا الى ان العراق بتصديه لهذه القوى فإنه قد دافع عن العالم والانسانية كلها.
واضاف المالكي انه اذا كان عام 2007 عامًا لفرض القانون وتحقيق الامن فان العام المقبل 2008 سيكون لمحاربة الفساد. وقال ان اليقظة الدائمة لضرب الارهاب يجب ان لاتعيق عمليات الاعمار التي تجري لبناء البنى التحتية الاساسية على اسس سليمة. وقال quot; ان لنا يدا تضرب الارهاب واخرى تعمر quot; مشيرًا الى العمل على تصعيد عمليات مكافحة تدمير البنى التحتية للخدمات العامة التي يضربها الارهاب.
واكد المالكي انه طلب من اجهزة الدولة المختصة البدء بحملة شعواء لمحاربة الفساد وفتح جميع ملفاته حتى في مكتبه بمجلس الوزراء ومكاتب جميع الوزراء. وقال ان العراق لن يستطيع تحقيق الاعمار وهناك مفسدون ومتعاملون بالمال الحرام.
واضاف ان عمليات الاعمار خلال العام المقبل ستكون مترافقة مع محاربة القتلة الذين يريدون بارادة خارجية العودة لارباك مسيرة العراق الذي يتخوفون من استعادته لعافيته. وناشد دول الجوار دعم العراق في حربه على الارهاب وتحقيقه النصر النهائي في هذا المجال. واشار الى اهمية التصدي للارهاب بارادة سياسية تعزز المصالحة الوطنية واخرى اقتصادية للبناء والتعمير.
ومن جهته، اشار نائب رئيس الوزراء برهم صالح الى ان البصرة قد تعرضت للتخريب والدمار وحرق مزارعها وبساتينها وقتل وتهجير الكثير من سكانها بسبب حربي الكويت وايران اللتين شنهما النظام السابق.
واضاف ان امام العراق لإنجاز الاعمار تحديات كبيرة في مقدمتها الارهاب الذي لن يتم القضاء عليه إلا بالانتصار السياسي من خلال تحقيق المصالحة الوطنية والبدء بالاعمار وتوفير الخدمات الاساسية وفرص العمل للعاطلين. ودعا الدول المانحة الى دعم عمليات اعمار البصرة بشكل جدي وفاعل.
واشار الى ان ميزانية العراق للعام المقبل قد خصصت حوالى 16 مليار دولار لانفاقها على بناء وتعمير المحافظة. وشدد على ضرورة استباب الامن في البصرة والابتعاد عن التجاذبات السياسية التي تبعد الاستثمارات الخاصة عنها.
اما محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي فقد اشار الى ان الجهود لجعل البصرة مدينة منزوعة السلاح قد قطعت اشواطًا كبيرة لتحقيق ذلك. واكد ان السلاح سينزع من يد المسلحين ليبقى بيد الدولة وحدها وهي القادرة والمكلفة بفرض القانون.
ومن جانبهم اكد ميتسورا وسفراء الدول المشاركة في اعمار البصرة التزام دولهم للمساعدة في هذه الجهود وتوسيعها وزيارد التخصيصات المقررة لذلك.
ويأتي مؤتمر الاعمار هذا في وقت تستعد المحافظة لتسلم الملف الامني من القوات البريطانية. الاحد المقبل لتكون البصرة المحافظة التاسعة في العراق التي يتم استلام الملف الأمني فيها من القوات المتعددة الجنسيات. وتحتفظ القوات البريطانية بقوات تقدر بنحو 5250 جنديا تعمل في البصرة حالي بعد أن سحبت 1850 جنديا خلال الأشهر الماضية. وكانت القوات البريطانية قد إنسحبت من وسط مدينة البصرة في أيلول (سبتمبر) الماضي واستقرت في قاعدة عسكرية في مطار المدينة.
وتقع البصرة التي تبلغ مساحتها 19070 كيلومترًا مربعًا على رأس الخليج العربي ووصفت بانها ثغر العراق وهي المنفذ الوحيد له للاتصال بالعالم الخارجي بحرا عبر ثلاثة خطوط ملاحية عالمية عن طريق ميناء ام قصر وميناء الفاو وترتبط جوا عبر مطارها الدولي الحديث عبر كل عواصم العالم.. كما ترتبط بخمسة طرق برية منها اربعة للسيارات والخامس طريق للقطار السريع وبطريقين نهريين بالعاصمة ومحافظات القطر عبر نهري دجلة والفرات.
وتأتي هذه الخطط متزامنة ايضا مع اعلان الحكومة العراقية ان القوات العراقية جاهزة لتسلم الملف الامني في مدينة الصرة من القوات البريطانية الاحد المقبل معتبرة ذلك خطوة جديدة على طريق تسلم المهام الامنية في عموم محافظات العراق من القوات متعددة الجنسيات، ومؤشرًا قويًا على تنامي قدرات القوات العراقية.

ومع اقتراب تسلم القوات العراقية للبصرة فإن مواطنيها متخوفون من مواجهة عسكرية مع المليشيات المسلحة يمكن ان تلحق ضررًا كبيرًا بالمدينة واهلها خاصة بعد تزايد اعداد القوات الوافدة الى البصرة قادمة من المدن العراقية الاخرى. وتصدر البصرة التي يقطنها حوالي المليوني نسمة أكثر من 1.5 مليون برميل من النفط يوميا تمثل جزءا رئيسيا من ايرادات الحكومة المركزية. .
ويسيطر على مجلس مدينة البصرة حزب شيعي منافس للتيار الصدري هو حزب الفضيلة الاسلامية بينما يسيطر كبار قادة الجيش والشرطة الموالون للحكومة في بغداد على اجهزة الامن.

المالكي يدعو ابناء محافظة ميسان الى اليقظة والتعاون اثر انفجار 5 مفخخات
دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اثر انفجار 5 مفخخات في مدينة العمارة عاصمة محافظة ميسان الجنوبية ومقتل 40 من مواطنيها واصابة 150 اخرين الى المزيد من اليقظة والتكاتف والتعاون مع الاجهزة الأمنية والقوات المسلحة لتفويت الفرصة على الارهابيين القتلة الذين لايريدون للعراق ان ينهض.
واضاف في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; ان نجاح السلطات في تحقيق الأمن والاستقرار quot;وتنامي قدرات قواتنا المسلحة وتوجهنا نحو خطط الإعمار والبناء قد أغاظ أعداء العراق وأفقدهم رشدهم ، وإن أى عمل اجرامي يقدمون عليه لن يكون إلا محاولة يائسة لإلفات الأنظار عن النجاحات الواضحة ولفك الخناق عن مجاميعهم المهزومةquot;.
وقال quot;وما إستهدافهم اليوم للمدنيين العزل في سوق مدينة العمارة بسيارات مفخخة إلا حلقة اخرى في سلسلة التآمر على الشعب العراقي تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في هذه المحافظة التي عانت على يد ازلام النظام البائد صنوف القهر والإهمال والحرمان ونتطلع اليوم بالتعاون مع ابنائها لبدء صفحة جديدة تليق بهذه المدينة العريقة وأهاليها الكرامquot;.
ودعا المالكي quot;ابناء محافظة ميسان الى المزيد من اليقظة والتكاتف والتعاون مع اجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة لتفويت الفرصة على الارهابيين القتلة الذين لايريدون للعراق ان ينهضquot;. وقال في الختام quot;نسأل الباري جل شأنه ان يمدنا بالمزيد من القوة والعزيمة لتحقيق الانتصار النهائي على قوى الشر وأن ينعم على شهدائنا بالرحمة وعلى الجرحى بالشفاء العاجلquot;.
واثر وقوع الانفجارات فقد طلبت المساجد في المحافظة (380 كم جنوب بغداد) عبر مكبرات الصوت من المواطنين بالتبرع بالدم لانقاذ الجرحى الراقدين في مستشفيات المحافظة.