كاراكاس: من المعروف أن الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز، quot;يجاهدquot; على الدوام لإظهار معارضته quot;للرأسماليةquot; وquot;الإمبرياليةquot; الأمريكية، وحض شعوب أمريكا اللاتينية على مواجهة quot;قيمها الفاسدة.quot;
إلا أن بعض الأحداث الأخيرة أظهرت بأن نصائحه تلك لم تنل دائماً الكثير من الاهتمام، حتى بين بعض أركان حكمه، حيث توالت في الفترة الأخيرة فضائحهم مع المنتجات الفاخرة التي يحرصون على اقتنائها.
فقد أصبح وزير العدل، بيدرو كارينو، مدار الكثير من الشائعات والانتقادات والسخرية، بعدما صعق أمام سؤال لمراسل من صحيفة محلية، شكك في مصداقية محاربته للرأسمالية أثناء ارتدائه ربطة عنق من نوع quot;لويس فوتانquot; بقيمة 180 دولاراً، وحذاء من ماركة quot;Gucciquot; بقيمة 500 دولار.
وقد نقلت وسائل الإعلام أن كارينو عجز عن الكلام لبرهة من الوقت، قبل أن يرد قائلا:quot;لا يوجد أي تناقض هنا، لأنني أحب أن تقوم فنزويلا بإنتاج مثل هذه الأشياء، لذلك أشجع البضائع المحلية الصنع، لأننا نستورد 95 في المائة من حاجياتنا.quot;
وفي اليوم التالي، قدم الفنان الكوميدي، لورينو ماركيز، رسماً ساخراً، حرّف فيه رد الوزير على السؤال كاتباً: quot;هل تعتقد أنني، كثوري، لا أشعر بالقرف لوجود هذه النفايات الرأسمالية حول عنقي؟ بالطبع، لكنني لا أمتلك خياراً آخراً لأننا لا نصنع ربطات العنق في البلاد.quot;
إلى ذلك، وقام البعض ببث مقاطع فيديو للإجابة التي أدلى بها الوزير الفنزويلي على شبكة الانترنت عبر موقع يوتيوب، وقد بلغ عدد متصفحي المقاطع الجمعة أكثر من 20 ألف شخص، على ما نقلته الأسوشيتد برس.
وإلى جانب كارينو، تظهر علامات البذخ والرفاهية على العديد من المسؤولين والوزراء في فنزويلا، إذ يظهر وزير الاتصالات، ويليمان لارا دائماً مرتدياً سترة من ماركة quot;تومي هيلفيجر،quot; غير أنه يحرص على أن تكون حمراء اللون، بما يتوافق مع شعار حزب شافيز.
أما لويس أكوستا، وهو حاكم ولاية كارابوبو، وعلى صلة وطيدة بشافيز، فقد قاد حملة مؤخراً للترويج لفكرة مفادها أن قيام الحكومة بشراء السيارات الفخمة لا يعتبر تخلياً عن quot;المبادئ الثورية.quot;
ونقل عن أكوستا قوله: quot;هل يُمنع على الثوريين امتلاك سيارة أو حتى (عربة رباعية الدفع من طراز) هامر؟ لماذا؟ إذا كان لدينا المال فمن الممكن لنا القيام بذلك.quot;
ويبدو أن شافيز ليس بعيداً عمّا يفعله بعض المقربون منه، فقد أطلق تلميحاً قاسياً في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أثناء الإعلان عن فرض ضرائب جديداً حيث تساءل: quot;ما هي هذه الثورة؟ هل هي ثورة الكحول؟ أم هي ثورة الـ 'هامر؟' كلا، إنها الثورة الحقيقية.quot;
ويحاول الرئيس هوغو شافيز، منذ عدة سنوات، نشر القيم الاشتراكية في فنزويلا، ولكن محاولاته تصطدم دائماً بعقبات سببها اعتياد سكان ذلك البلد النفطي الغني على الاستهلاك المرتفع.
ويقود شافيز تحالفاً عريضاً في قارة أمريكا اللاتينية في مواجهة الولايات المتحدة، وتربطه بالزعيم الكوبي، فيديل كاسترو، علاقات صداقة متبادلة.