الياس توما من براغ: رفض الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس دعوات بعض الأوساط اليمينية حظر الحزب الشيوعي التشيكي المورافي الذي يعتبر بشكل أو بأخر الوريث للحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي الذي حكم البلاد بدون انقطاع منذ عام 1948 حتى نهايات عام 1989. واعتبر كلاوس في حديث تلفزيوني بان الحزب الشيوعي التشيكي اليوم مختلف تماما عن شيوعية ما قبل أحداث 17 تشرين الثاني من عام 1989 إلى درجة أن الدعوات التي تصدر عن البعض الآن أي بعد 18 عاما من سقوط النظام الشيوعي تبدو مثيرة للضحك حسب قوله .
وشدد على ضرورة التفريق بين الماضي والحاضر مؤكدا أن الشيوعيين الآن هم قوة سياسية أصبحت جزءا عاديا من الساحة السياسية التشيكية ويقومون بإقرار القوانين في البرلمان مثلا .
وأكد انه كان من المعارضين لحظر الحزب الشيوعي بعد quot;الثورة المخملية quot; في تشيكوسلوفاكيا عام 1989 مشيرا إلى أن مثل هذا الحظر قاد في الدول المجاورة إلى تغيير الأحزاب التوليتارية أسمائها ومع مرور الوقت عادت إلى الحكم على عكس الوضع في تشيكيا حيث لم ينجح الحزب الشيوعي حتى الآن في الدخول في أي حكومة تشكلت منذ عام 1989 إلى الآن رغم اليمين ويسار الوسط على السلطة .
ورأى كلاوس بان من اسماهم بالمناضلين ضد الشيوعية كان يجب أن يظهروا شجاعتهم قبل 20 أو 30 عاما أما الآن فان الأمر يبدو مثيرا للضحك لأنه يعرف ماذا يعني أن يصبح الإنسان ضحية مشيرا إلى انه تحتم عليه بعد دخول قوات حلف وارسو تشيكوسلوفاكيا في عام 1968 لإجهاض حركة quot; ربيع براغ quot; الخروج من أكاديمية العلوم .
ويأتي موقف الرئيس كلاوس هذا من الشيوعيين بالصلة مع التحضيرات السياسية الجارية لانتخاب رئيس لتشيكيا في الثامن من شباط فبراير القادم من قبل البرلمان التشيكي بمجلسيه النواب والشيوخ .
ويرى البعض أن هذه الموقف الايجابي للرئيس كلاوس من الشيوعيين يأتي كمحاولة منه لكسب أصوات البعض من نوابهم لان توزع القوى القائم في البرلمان يجعل من النواب الشيوعيين في موقع المرجح لكفة الرئيس كلاوس أو لكفة منافسه الذي سيدخل هذه الانتخابات بدعم من قبل حزبي الخضر والاجتماعي الديمقراطي وهو البروفيسور في الاقتصاد يان شفينار الذي يحمل الجنسيتين التشيكية والاميركية .
ولم تحسم قيادة الحزب الشيوعي بعد من سيدعم نوابها في هذه الانتخابات تاركة الأمر لمجرى العملية الانتخابية في الثامن من شباط فبراير القادم غير أن بعض
النواب الشيوعيين لا يخفون ميلهم إلى إعادة انتخاب كلاوس لان لهم مأخذ جدية على منافسه شفينار منها انه يتمتع بالجنسية الاميركية ولكونه أعلن دعمه لوضع القاعدة الرادارية الاميركية في تشيكيا. ويعتبر الحزب الشيوعي التشيكي المورافي حسب مختلف استطلاعات الرأي ومنذ عدة سنوات ثالث أقوى حزب في البلاد بعد الحزبين المدني والاجتماعي غير أن شعبيته لا ترتفع بشكل ملموس وهي تتراوح دائما بين 11ــ 17% .
ويقدم الحزب نفسه على انه حزب سياسي يساري يسعى من اجل الاشتراكية والمجتمع الديمقراطي ويؤمن بالتعددية السياسية والاقتصادية وقد تخلى منذ عام 1990 عن بعض الأفكار الرئيسية للعقيدة الشيوعية مثل بناء الشيوعية وديكتاتورية البروليتاريا كما أعلن الحزب تخليه عن الثورة كطريق للتغيير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لصالح اعتماد الطرق البرلمانية .
التعليقات