خسرو علي أكبر من طهران: شغل حادث اغتيال بينظير بوتو اهتمام الصحافة الايرانية التي أدانت هذه الجريمة البشعة ، ففيما رأت بعض الصحف أن مصيرا شبيها بمصير شاه ايران محمد رضا بهلوي بانتظار الرئيس الباكستاني برويز مشرف ،وقد اعتتبرت صحف أخرى أن باكستان وقعت في الهوة التي قد حفرتها لاعدائها ، فالتطرف والتزمت تحولا الى أكثر المنتوجات الباكستانية تصديرا وقد ارتدا الى نقطة الانطلاق وعادا الى مصدرهما اي باكستان.

الصحافي الايراني جواد سيد بور يرى أن الأمن القومي الباكستاني الذي یعد اکثر العوامل اساسیة فی الحیاة الاجتماعیة والاقتصادیة لبلد ما قد تحول الى العوبة بيد اطفال حارة التطرف ویبدو مستبعدا ان تنهض باکستان بسلام من کبوتها التی هی الان فیها. خصوصا بعد أن استقوت المراكز الدينية في باكستان وتحولت الى مراكز ناشطة جدا في تخريج أشخاص مثل الملاعمر وفروع معوجة من الدین علی شاکلته.

ويرى سيد بور ان الارهاب المصدر من باكستان تحول الى قنابل جاهزة تحصد ارواح الابرياء في افغانستان وبنسبة اقل فی السعودیة وقلیلا فی العراق الحالی وقلیلا ایضا فی مناطق جنوب شرق ایران وبشکل رئیسي فی باکستان نفسها .

ولهذا السبب فان اغتیال بینظیر بوتو لا یعد نقطه النهایه بل بدایه التطرف. لکن هذا التطرف ارتد علی باکستان نفسها ومن المستبعد ان یترکها وشانها بهذه البساطة هذه المرة.

ويشير موقع عصر ايران في افتتاحيته الى دورالنخبة السیاسیة والامنیة فی باکستان في اذکاء اتون التطرف فی المنطقة وکانت تدعم مجموعات مثل طالبان والقاعده و... لتحقیق مصالحها والان یجب ان تحصد ما زرعته . فالذی یزرع الریح سیحصد العاصفة.

واذا لم یکن سیاسیون مثل مشرف یتولون دفه الحکم بquot;البندقیةquot; ولم یربکوا قواعد الدیمقراطیة فی باکستان لما کانت جريمة الاغتيال التي أنهت مسيرة بینظیر بوتو واخراجها من الساحة السیاسیة بواسطة quot;قنبلةquot;. ویمکن الان الاقرار بان اسرة بینظیر ضحت کثیرا من اجل ارساء الدیقراطیة فی باکستان.

ورغم ان باکستان کانت اکبر مصدر للتطرف والتشدد فی المنطقة لکنها لم تتعرض طوال العقدین الماضیین الی ای مساءلة من جانب القوی العالمیه والی ای تساؤل من جانب دول المنطقه.

لقد کانت باکستان علی الدوام الرابح من معارک الاخرین. فاذا کانت افغانستان قد دخلت فی مواجهه مع الاتحاد السوفیتی السابق فان الغرب اغدق بامکاناته علی باکستان التی تحولت حتی الی قوة نوویة. وقد استفادت قدر الامکان من عدم الارتباط بین ایران وامیرکا وحققت لنفسها موقعا جدیدا. کما انها انتفعت من الحرب علی الارهاب من نوع القاعدة وطالبان رغم انها کانت قد صنعته من دون ان یوجه الیها ادنی اتهام. ان باکستان التی تعودت علی الانتفاع من حرب الاخرین لن تستطیع هذه المرة الاستفادة من الحرب الاهلیة. الحرب التی اشعل فتیلها اغتیال بینظیر بوتو.

مصيب نعيمي كتب في افتتاحية صحيفة الوفاق عن غياب بوتو كصدمة لا لانصارها فحسب بل على اعتباره ضربة موجعة ايضا للديمقراطية الباكستانية التي كانت تستعيد حياتها في الانتخابات المزمع تنفيذها الشهر المقبل، حيث ان بينظير بوتو كانت من أبرز المنافسين للزعامة في باكستان ، وتضيف الوفاق ان ظروف برويز مشرف باتت اكثر صعوبة رغم غياب منافسته الاقوى، حيث المماطلة لتنفيذ انتخابات ديمقراطية واستغلال السلطة كان مبررا كافيا لتحرك معارضيه وتصعيد هجماتهم عليه لوضعه امام الأمرين: الفوضى او ترك السلطة.

لهذا فأن الترقب سيبقى سيد الموقف في باكستان، فيما غيوم العنف والارهاب تخيم على الساحة، وقد يخرج زمام المبادرة من يد الجميع