مصر تنفي مقايضة الإصلاح بدعم أميركا إقليمياً
أبو الغيط وعمر سليمان يتوجهان إلى واشنطن

نبيل شرف الدين من القاهرة : توجه إلى العاصمة الأميركية اليوم الاثنين وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة عمر سليمان، في زيارة يجريان خلالها محادثات مع عدد من كبار مسؤولي الإدارة الأميركية وفي مقدمهم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي . وفضلاً عن رايس وهادلي فمن المقرر أيضاً أن يجتمع المسؤولان المصريان مع كل من : جون نيغروبونتي نائب وزيرة الخارجية الأميركية، والمدير السابق للاستخبارات الأميركية، والسفير أندرو نانتسيوس مبعوث الرئيس الأميركي الخاص بالسودان . وقال المتحدث باسم الخارجية إن هذا الوفد المصري سيجري سلسلة من اللقاءات مع قيادات وأعضاء الكونغرس الأميركي، بالإضافة إلى لقاءات أخرى مع رؤساء وأعضاء لجان العلاقات الخارجية والقوات المسلحة والاعتمادات والاستخبارات، في كل من مجلسي الشيوخ والنواب، لافتاً إلى أنها تتمحور حول سبل تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، ووضع أفق سياسي للحل النهائي للقضية الفلسطينية .

الإصلاح مقابل الدعم
من جانبه نفى نبيل فهمي سفير مصر لدى واشنطن، تكهنات حدثت عن أن زيارة أحمد أبو الغيط وعمر سليمان ستكون لإقرار quot;صفقات أميركية مصريةquot; تقضي بالتغاضي الأميركي عن الضغط نحو المضي قدماً في عملية الإصلاح السياسي في مصر، مقابل ضمان دعم مصر لموقف الولايات المتحدة في عدة قضايا إقليمية، تتصدرها المسألة العراقية، فضلاً عن القضية الفلسطينية التي تلعب مصر فيها دوراً جوهرياً .
وقال السفير المصري لدى واشنطن إن بلاده لم تؤيد دخول الولايات المتحدة للعراق، وأكدت أهمية تأمين الوضع هناك ومراعاة عدة إجراءات لم تنفذ، ما أدى إلى حدوث انفلات أمني وتدهور الوضع حتى وصل إلى ما هو عليه الآن .
ومضى السفير المصري لدى واشنطن قائلاً quot;إن الموقف الرسمي لمصر يتمثل في قناعة مؤداها أن يكون الإصلاح انفتاحا سياسيا محكوما باعتبارات مصرية ونتيجة حراك سياسي وطني، وأشار إلى أن هناك فارقاً بين تفهم مصر للاهتمام من قبل القوى المختلفة بما يجري على أرضها وبين قبولها بأي تأثير على هذا الحراكquot;، على حد تعبيره .
وفي القاهرة قال دبلوماسي رفيع المستوى، تحدثت معه (إيلاف) quot;إن مصر لمست خلال الزيارة الأخيرة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأميركية إلى المنطقة، أن واشنطن لديها خطة سياسية جادة لتحقيق الدولة الفلسطينية، بعد اقتناعها بضرورة وضع أفق سياسي لحل القضية بعد أن كانت تتعامل معها بمفهوم أمني فقطquot; .
وأضاف الدبلوماسي أن رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان على اتصال مستمر على مدار الساعة مع القادة الفلسطينيين في الداخل، ورئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، في الخارج، من أجل إنجاز اتفاق حقيقي قبل عودة وزيرة الخارجية الأميركية للمنطقة مرة أخرى لمناقشة ملف الصراع العربي الإسرائيلي .
وأوضح الدبلوماسي المصري أن quot;زيارة أبو الغيط وسليمان لواشنطن، كانت بمبادرة مصرية، في إطار برنامج للتواجد المصري في الساحة الأميركية على مدى العام الحالي، وأن الإعداد لها بدأ منذ منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أي قبل أن يعلن عن نية رايس زيارة المنطقةquot;، مشيرا إلى أنه quot;من الطبيعي أن يؤخذ في الاعتبار ما دار في الاجتماعات خلال زيارة رايس للمنطقةquot;، على حد قوله .

ملفات إقليمية
وعودة إلى تصريحات نبيل فهمي سفير مصر لدى واشنطن التي أشار فيها إلى أن هناك اتفاقا بين مصر والولايات المتحدة بأنه لا يمكن الحديث عن مستقبل العراق إذا استمر الوضع الأمني على ما هو عليه، ومن هنا فهناك قبول مصري بجوانب من استراتيجية الرئيس بوش الجديدة ومن بينها مراجعة الدستور العراقي وإشراك جميع العراقيين في العملية السياسية هناك .
وأوضح فهمي أنه لا يجب الخلط بين الموقف الأميركي مع إيران والموقف من سورية، إذ إن سياسة الولايات المتحدة مع هذه الدولة تنفصل عن سياستها تجاه تلك، لافتا إلى أن مصر طالبت جميع الدول المجاورة للعراق بتبني سياسات تساعد على استقرار الوضع في العراق .
وقال quot;لو أن هناك إرادة سياسية لدي الحكومة الأميركية والإسرائيلية لتحقيق انفراجة في عملية السلام فسيمكن تحقيق رؤية الدولتين التي طرحها الرئيس الأميركي جورج بوش قبل أن تنتهي ولايته قبل أقل من عامين quot;.
واستطرد فهمي قائلا quot;إنه لاشك أن تزامن هذا التحرك الأميركي على صعيد عملية السلام مع تأزم الوضع في العراق أثار الكثير من التساؤلات حول الغرض من ورائهquot;.. مشيرا إلى أن مصر مهتمة بدفع الولايات المتحدة لعملية السلام وتطوير موقفها منها مما يعيد الأولوية إلى هذه القضية وتحريكها نحو الحل الشامل وليس نحو خطوات مرحلية .
وأضاف السفير المصري لدى واشنطن أنه من السابق لأوانه أن نعلم ما إذا كان هناك التزام جديد أو أن نقطع بالاطمئنان إلى أن التحرك الأميركي الجديد يستهدف حل هذه القضية بدلا من أن يكون مجرد تشجيع الأطراف العربية على دعم موقفها في العراق .
وفي ما يتعلق بقضية دارفور، قال فهمي إن هناك حواراً مصرياً ـ سودانياً حول مستقبل الإقليم، وأن هناك مشاركة مصرية في كافة التحركات الدائرة حاليا، وأوضح أنه لا ينبغي تحميل الحكومة السودانية بشكل كامل مسؤولية تدهور الوضع في دارفور، وتجاهل ممارسات الأطراف الأخرى وعدم التزامهم باتفاق دارفور للسلامquot;، على حد قوله .