القاهرة: وصف وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط اليوم الوضع فى العراق بأنه quot; مأساة حقيقية quot;لافتا الى أن بلاده دعت من اليوم الأول الى اجراء مصالحة وطنية شاملة وضرورة احترام سيادة واستقلال العراق . وقال ابو الغيط فى حوار مع صحيفةquot; الاهرامquot; ان مصر طالبت فى هذا الاطار جميع القوى الاقليمية برفع أيديها عن العراق وعدم التدخل فى شؤونه الداخلية حتى يسود الأمن والاستقرار ربوع العراق .

وذكر أنه فى حالة توافر الامن والاستقرار في ربوع العراق وعدم التدخل فى شؤونه الداخلية فان العراقيين يستطيعون العيش فى سلام مع انفسهم اولا ومع جيرانهم ثانيا .

وقال انه اذا استكملت عملية المصالحة الوطنية واستشعر العراقيون عدم الحاجة الى وجود القوات متعددة الجنسيات فان القوات العراقية تستطيع تحقيق الامن والاستقرارquot;بمفردهاquot; وسترحل هذه القوات كما ينص على ذلك قرار مجلس الامن الذى حدد شروط بقائها بموافقة الجانب العراقى .

وعن العلاقات المصرية - الايرانية الدبلوماسية المقطوعة منذ عام 1979 اوضح ابوالغيط أن هذه العلاقات تحكمها اعتبارات عدة مضيفا ان ايران دولة اقليمية مهمة كما ان مصر دولة محورية فى الشرق الأوسط وأن هناك عوامل كثيرة تجعل من التواصل الايجابى البناء بين الدولتينquot;أهمية متقدمةquot; .

وقال ان هذه العلاقات تكتسب أهمية خاصة مع قيادة مصر جهودا اقليمية حثيثة لاستتباب الأمن والاستقرار فى ربوع وبقاع مختلفة فى الشرق الأوسط .

واضاف ان على الجانب الايراني أن يبرهن على حسن نياته وجديته فى توجهاته نحو التطبيع مع مصر حتى يمكن ارساء أرضية صلبة تسمح للانطلاق منها لكى تتكامل الجهود الهادفة لتحقيق أمن واستقرار ورفاهية شعوب المنطقة بأسرها.

وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الامريكية أعرب وزير الخارجية المصرى عن اعتقاده أن هذه العلاقات ي بعد مرور أكثر من 30 عاما على استئنافها ي quot;بلغت درجة من النضج تسمح بالاختلاف وتفاوت وجهات النظر من آن لآخر دون أن يكون ذلك حائلا امام استمرار تنسيق المواقف والتعاون بينهما quot; .

ورجح ابو الغيط أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من التنسيق والتعاون منوها بالسعى الى توسيع مجالات التعاون وتعميقها بما يحقق المصالح الوطنية المصرية .

واكد تواصل الجهود المصرية لحل القضية الفلسطينية مشيرا الى أن الأولوية حاليا للتوصل الى اتفاق داخلى بين الفصائل بعضها بعضا والحكومة والرئاسة فيما تعمل مصر على تثبيت وقف اطلاق النار الذى تم التوصل اليه فى 26 نوفمبر الماضى وتوسيعه ليشمل الضفة الغربية .

واشار الى العمل على سرعة التوصل الىquot; صفقة quot; يتم بمقتضاها الافراج عن أسرى فلسطينيين مقابل الافراج عن جندى اسرائيلي أسير فى قطاع غزة وبدء حوار مستمر بين الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يضمن قيام اسرائيل باجراءات ملموسة لرفع المعاناة الاقتصادية والانسانية عن الشعب الفلسطينى . وذكر أن هناك تكثيفا للاتصالات مع أطراف اللجنة الرباعية الدولية وجميع الأطراف الفاعلة على المسرح الدولى للعمل على استئناف عملية السلام من خلال وضع معايير التسوية النهائية .

وعن الأوضاع فى لبنان أكد وزير الخارجية المصرى الحرص على ألا تتطور الأمور هناك الى وضع يؤثر سلبا على الاستقرار فى لبنان وعلى الواقع الاقليميquot; الذى بات يعانى من وضع خطير فى فلسطين والعراق quot; .

وأعرب عن أمله quot;أن يقى التحرك العربى لبنان من أي انزلاق نحو صراع لا تحمد عقباه quot; مطالباquot; بوقف التدخلات الخارجية فى شؤون لبنان وأن يكون هذا البلد بمنأى عن أية حسابات سياسية اقليمية أو دوليةquot;.