أسامة مهدي من لندن : قال عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ان الوضع في العراق خطر في ظل الظروف التي خلقتها محاولات الارهابيين في إشعال فتنة طائفية بين العراقيين واشار الى ان المواجهة في البلاد الان هي بين مشروع الحرية وتحكيم إرادة الشعب واحترام هويته الاسلامية ودولة القانون والدستور وهو مشروع الاغلبية العراقية بكل مكوناتهم المذهبية والقومية وبين مشروع الظلم والاستعباد والفتنة الطائفية والتمييز الطائفي والعنصري .

واضاف الحكيم في كلمةالى الحجاج العراقيين في بيت الله الحراماليوم ان التكفيريين والصداميين نفذوا طوال السنوات الثلاث الماضية ابشع الجرائم ضد العراقيين فأزهقوا الارواح البريئة واعتدوا على المقدسات وهتكوا الحرمات واصدروا الفتاوى التي حكمت بالموت جهارًا على ملايين العراقيين من كل مكونات الشعب العراقي . وقال ان ذلك لم يزدنا الاّ تمسكاً بالمبادئ الاسلامية والوطنية واصرارا على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بغض النظر عن الاستحقاقات الانتخابية وذلك من اجل تفويت الفرصة على الصداميين والتكفيريين في مساعيهم الرامية الى تمزيق وحدة الشعب العراقي . واشار الى وجود تحديات ومشاكل وأخطار ومآس ايضاً تشكل عوائق امام تحقيق الرفاه والتقدم للعراقيين .

وقال الحكيم في كلمته التي وزعها مكتبه ان المواجهة في العراق اليوم هي بين مشروع الحرية وتحكيم ارادة الشعب واحترام هويته الاسلامية ودولة القانون والدستور وهو مشروع الاغلبية العراقية من كل مكوناتها المذهبية والقومية وبين مشروع الظلم والاستعباد والفتنة الطائفية بل التمييز الطائفي والعنصري والدكتاتورية . واكد قائلاquot; إن خيارنا الذي التزمنا به هو الخيار الاول لاننا نؤمن بكرامة الانسان وحريته وحرمة دمه ولاننا اخترنا الحوار والمجادلة بالتي هي احسن من اجل تحكيم المشروع السياسي الذي نريده لخير الانسان في العراق والمنطقة والعالم ..اما اصحاب المشروع الثاني ولانهم يسيرون على خلاف الفطرة الانسانية السليمة وخلاف منطق العقل السليم فقد اختاروا منهج العنف والقتل فكانت المذابح التي نفذّوها ضد العراقيين وصمة عار في جبينهم مدى التاريخ ..

وفي ما يلي نص كلمة الحكيم الى الحجاج العراقيين البالغ عددهم حوالي 28 الف حاج :

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين و اصحابه المنتجبين.
السلام عليكم ايها المؤمنون الكرام ورحمة الله وبركاته.
انه لمن دواعي سرورنا ان نجدد لقاءنا هنا في رحاب بيت الله الحرام لنستلهم من المكان المقدّس والشعائر المقدسة والايام المقدسة كل المعاني الخيّرة في حياة صاحب الرسالة المقدّسة محمد (ص) واهل بيته الطيبين الطاهرين، لتكون تلك المعاني منهاجاً لنا في حركتنا اليومية ونحن نواجه اليوم كمسلمين وكعراقيين اعظم التحدّيات واخطرها، فقد تداعت علينا الامم وتكالبت علينا الاخطار والمؤامرات وتمزقت وحدتنا كل ممزق،ولم يعد خافياً ان هناك من ابناء الامة من يعمل جاهداً لصالح اعدائها جهلاً او عمداً.
ايها المؤمنون لا نكشف سرّاً حين نقول ان الوضع في العراق خطر في ظل الاوضاع التي خلقتها محاولات الارهابيين التي انطلقت قبل اكثر من ثلاث سنوات ، وهي محاولات استهدفت ايجاد الفتنة الطائفية بين ابناء الدين الواحد والوطن الواحد.

لقد نفّذ التكفيريون والصداميون طوال السنوات الثلاث الماضية ابشع الجرائم ضد العراقيين فأزهقوا الارواح البريئة واعتدوا على المقدسات الاسلامية وغير الاسلامية ،وهتكوا الحرمات واصدروا الفتاوى التي حكمت بالموت وعلى رؤوس الاشهاد جهارا على ملايين العراقيين من كل مكونات الشعب العراقي، لكن كل ذلك لم يزدنا الاّ تمسكاً بمبادئنا الاسلامية والوطنية ،وحرصاً على وحدتنا الوطنية،وقد عبرت مرجعيتنا الدينية العليا المتمثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني عن هذا الحرص بقولها :( لاتقولوا ان السنة اخواننا بل قولوا انهم انفسنا)، وعبرنا نحن في العملية السياسية عن هذا الحرص من خلال اصرارنا على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بغض النظر عن الاستحقاقات الانتخابية، كل ذلك من اجل تفويت الفرصة على الصداميين والتكفيريين في مساعيهم الرامية الى تمزيق وحدة الشعب العراقي.
ايها المؤمنون ..
لقد تحمل العراقيون خلال السنوات الماضية من المحن والمآسي والتحديّات ما لم يتحمله شعب من الشعوب ، وما لا يعلمه الاّ الله سبحانه وتعالى ،ولم يكن كل ذلك عبثاً او خنوعاً او سكوتاً على الضيم او حبّاً للسلامة، بل كان ذلك من اجل ايمانهم بحريتهم وكرامتهم وإدراكهم للثمن الباهظ الذي يجب ان يدفعوه من اجل تمسكهم بتلك الحرية والكرامة.
لقد خرج العراقيون من عصر الظلمات مع سقوط نظام صدام، عصر الظلم والاستبداد والطغيان والقتل والتدمير والمقابر الجماعية، الى عصر امتلك فيه العراقيون ارادتهم وقرروا فيه مصيرهم واتفقوا فيه على دستورهم الذي يحتكمون اليه، فصنعوا خلال فترة قياسية من الزمن ما يشبه المعجزات،مما تنظر اليه الشعوب المتحضرة التي تعرف معنى الحرية وامتلاك الارادة بنظرة الاعجاب والتقدير.
واليوم وبعد مضي اكثر من سنة على مُنجَز الدستور يتحرك العراقيون اليوم بخطى ثابتة نحو ارساء دعائم دولة القانون وبناء البنى التحتية لاحداث النهضة الشاملة في الحياة العراقية.
اننا لا ننكر وجود التحديات والمشاكل والاخطار والمآسي ايضاً،وهي كلها تشكل عوائق امام تحقيق الرفاه والتقدم للعراقيين ، وهي كلها لمن لا يملك استيعابا لمسيرة التحولات التاريخية الكبرى في حياة البشرية مبررات كافية للاحباط واليأس والانزواء،ولكنها لمن استوعب مسيرة الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم وسيرة الائمة الهداة الميامين من اهل بيته الطاهرين ،وسيرة الرجال الصالحين في تاريخ الاسلام والبشرية تمثل التكرار الطبيعي لسنن التاريخ، انها تمثل لاصحاب الهموم التغييرية الكبرى مشروع عمل لا بد من اكماله مهما كان الثمن.
لقد وقع في هذه البقعة المباركة اكبر ظلم واذى لحق بنبي مرسل ، وهو الظلم الذي لحق برسولنا الاكرم محمد (ص)، حتى وصل الامر الى انغلاق كل المنافذ وخيوط الامل في هداية الكفار والمشركين في مكة مما دفع ذلك الرسول الاكرم الى الهجرة من هذه البقاع المشرفة التي اصرّ اهلُها على الكفر والشرك ، ولم يدخلها الرسول الاكرم بعد عشر سنوات الاّ فاتحاً ،وخاطب اهلها بقولته المشهورة المليئة بالرحمة :( اذهبوا فانتم الطلقاء).
ان المواجهة اليوم في العراق هي بين مشروعين : الاول:
مشروع الحرية وتحكيم ارادة الشعب واحترام هويته الاسلامية ودولة القانون والدستور وهو مشروع الاغلبية العراقية من كل مكوناتها المذهبية والقومية.
والثاني:
هو مشروع الظلم والاستعباد والفتنة الطائفية بل التمييز الطائفي والعنصري والدكتاتورية .
ان خيارنا الذي التزمنا به هو الخيار الاول لاننا نؤمن بكرامة الانسان وحريته وحرمة دمه انطلاقا من فهمنا لسيرة الرسول الاعظم الذي طالما اوصى المسلمين بحرمة دم الانسان،ولاننا اخترنا المشروع الاول فاننا اخترنا الحوار والمجادلة بالتي هي احسن من اجل تحكيم المشروع السياسي الذي نريده لخير الانسان في العراق والمنطقة والعالم، اما اصحاب المشروع الثاني ولانهم يسيرون على خلاف الفطرة الانسانية السليمة وخلاف منطق العقل السليم فقد اختاروا منهج العنف والقتل ، فكانت المذابح التي نفذّوها ضد العراقيين وصمة عار في جبينهم مدى التاريخ .
ان العراقيين اليوم يحثون الخطى نحو اعمار بلادهم في مختلف المجالات واذا كانت الاجهزة الاعلامية المعادية لحرية شعبنا وتجربته الرائدة تعتّم على كل الجوانب الايجابية في حركة العراقيين بل وتتعمد المبالغة في عرض الجوانب السلبية الموجودة في العراق،فإن العالم بعد حين وخصوصاً العرب والمسلمين سيكتشفون بعد حين الانجازات العظيمة التي حققها شعب العراق العظيم ، شعب التحدي والمنجزات الكبيرة، كما سيكتشف العالم الخديعة الكبيرة التي وضعه فيها هذا الاعلام الطائفي العنصري المريض المعادي لتجربة الحرية والكرامة في العراق.
ان ما يجري في العراق اليوم لا يخص العراقيين وحدهم بل هو يخص العرب والمسلمين جميعاً، لان من واجب الجميع الاهتمام بما يجري لشعب العراق انطلاقاً من اخوة الدم او الدين، اننا لانريد بذلك ان نجعل العراق مساحة لنفوذ هذا الطرف او ذاك اقليميا كان او دولياً، بل نريد من اخوة الدين والدم ان يقولوا كلمة طيبة تساعد العراقيين على الاحتفاظ بتوحدهم ولحُمَتَهُم،ونحذر المسلمين في كل مكان من احاديث اؤلئك الذين لا يرقبون في دماء المسلمين اِلاًّ ولا ذمة،بل ديدنهم في الليل والنهار صب الزيت على النار بحجة الانتصار لطائفة ضد طائفة في العراق.
ان العراق سيبقى واحداً موحداً بفضل وعي ابنائه البررة الذين باتوا يدركون اكثر من أي وقت مضى ان الحب للعراق والحرص على وحدته تتجسد من خلال الابتعاد عن كل ما يفرق بين العراقيين، ان ما يطلبه العراقيون اليوم هو ان يقف معهم الاشقاء في مواجهة الارهاب التكفيري والصدامي الذي يحصد الارواح البريئة للعراقيين ظلماً وعدواناً.
انني من هنا اخاطب كل المسلمين في العالم وادعوهم الى مساعدة العراقيين في محنتهم الحالية ، ومساعدتهم على تجاوز محاولات الفتنة الطائفية التي باتت تقودها قوى عرفت منذ امد ليس ببعيد في شق وحدة المسلمين بدعوى الحرص على الاسلام وهي التي تسيء الى الاسلام كل يوم .
اتمنى لكم حجا مبرورا وسعيا مشكوراً، وألتمسكم الدعاء في هذه الايام الشريفة العظيمة وفي هذه الاماكن المقدسة التي استجاب الله فيها دعاء ابراهيم عليه السلام ودعاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم ودعاء كل ملهوف مستغيث ، ان تدعو لشعبكم الصابر الممتحن العظيم بأن ينجيه من شرور الظالمين ، وان يحفظ العراق مهبط الانبياء ومنطلق الرسالات السماوية،ومدفن الانبياء والائمة والصالحين.
وختاما اسال الله سبحانه وتعالى ان يتقبل اعمالكم وان يحفظكم من كل مكروه وان يعيدكم سالمين غانمين الى بلدكم العزيز.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

عبد العزيز الحكيم
رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق
رئيس الائتلاف العراقي الموحد
بغداد ـ 26/12/ 2006