وسيم الدندشي من الرياض: ديفيد جارتنشتاين روس .. عمل مع مؤسسة الحرمين الإسلامية في عام 1999 لمدة أقل من عام، في البداية كمتطوع، ثم كموظف بمرتب بولاية أوريجون، وفاجأ الجميع مؤخرا بإصدار كتاب عن تجربته داخل المؤسسة أسماه (عامي داخل الإسلام المتطرف) قال فيه أن المنظمة تدعم الإرهاب وتروج للتطرف.

جارتنشتاين روس كان قد اعتنق الإسلام في شبابه من اليهودية التي كان يدين بها، غير أنه يقول في كتابه أن صديقا شيعيا له أوضح أوجه التطرف في المذهب السني، مما دعاه لاحقا إلى قرار تغيير ديانته مرة ثانية إلى النصرانية التي اعتنقها مؤخرا. ثم انتقل بعد ذلك للعمل كمخبر مع المباحث الفيدرالية الأميركية بعد أحداث 11 سبتمبر، ويكتب جارتنشتاين الآن في مجلة quot;الويكلي ستاندرquot; وهي مجلة أسبوعية محسوبة في أميركا على تيار المحافظين الجدد. وقد أشار ديفيد في كتابه إلى أن بعض المواد التي كانت توزعها الحرمين لم تكن مناسبة، مستدلا على ذلك بمقال عن الجهاد تم إلحاقه بترجمة للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية.

مدير مكتب الحرمين المهندس سليمان البطحي تحدث لـ quot;إيلافquot; عند سؤاله عن سبب وجود مقال خاص بالجهاد مع ترجمة للقرآن فقالquot; الترجمة التي كانت توزع في ذلك الوقت هي ترجمة كانت تحتوى على ملاحق إضافية وضعها الناشر في نهاية الترجمة، توضح بعض الأمور عن الإسلام مثل تعريف التوحيد وأركان الإسلام وعيسى ومحمد عليهما السلام في القرآن والإنجيل والجهاد، ولكن بعدما جاءتنا ملاحظات على هذه الترجمة من بعض الدعاة في أميركا وخاصة ما في الملاحق من صعوبة في فهمها من قبل غير المسلمين خاصة، طلبنا من الناشر إزالتها خاصة وأنها ملحقه وليست من نصوص القرآن، وقد قمنا بذلك قبل أن تكتشفها الحكومة الأمريكية وتجعل منها قضيةquot;.
وبحسب بيان الحرمين، فإنه برغم عدم التقاء البطحي بجارتنشتاين روس فإن الأخير تمتع بعلاقات طيبة خلال عمله مع غيره من فريق العمل في الحرمين، كما أن عددا من أعضاء الحرمين كانت لهم علاقات ودية بوالديه وصديقته؛ حيث كانوا يحضرون إلى مركز المؤسسة ويشاركون في التجمعات، كما عبر والداه عن سعادتهما بأن ابنهما وجد عملا هادفا مع مؤسسة ذات مصداقية، يقول البطحي حين سؤاله عن الكيفية التي يتم اختيار الموظفين من خلالها quot; عملية الاختيار تتم من قبل إدارة المكتب بأمريكا مباشرة، والتي عادة يتولاها مدير المكتب الذي يقوم بالرفع لنا حسب الحاجة، وبناءً على توصيته ترفع للجنة ومن ثم يتم الموافقة على التعيين، ولهذا لم أقابل دايفيد شخصياًquot;.
وعند سؤال البطحي عن أن مجهودات جارتشتاين المخلصة وجهوده التي لم ينكرها البطحي في لقاء له مع وكالة أنباء غربية، تبين أن تقلبه وتراجعه ربما يكون عن صحوة، ومراجعة للأفكار التي كان يعتنقها، قال quot; ليس هناك أي شيء يستحق أن يطلق عليه صحوة، فهو لم يقدم في كتابه أي دليل إنما استند على ذاكرته وفهمه المحدود لبعض الأمور وتفسيره القاصر لآراء بعض الأخوة من الدعاة والعاملين هناك، كما أن نشاط المؤسسة هناك لم يكن خافياً عنه فضلا عن الحكومة الأمريكية، فقد كان نشاط المؤسسة عبارة عن دعوة وتوزيع كتب ومحاضرات. ويبدو أنه بعد الحادي عشر من سبتمبر وبسبب الخوف مما حدث تحول إلى النصرانية بعد أن كان قد تحول من اليهودية إلى الإسلام ، كما أصبح متعاوناً مع الحكومة الأميركية الحالية لإثبات أننا ندعم الإرهاب والذي ما لم ولن يستطيعوا إثباته حتى هذا اليومquot;.
وكانت الحكومة الأميركية قد أرسلت دون قيد أو شرط، إلى جميع ممثلي مؤسسة الحرمين جميع المواد الدينية التي كانت قد صادرتها عندما قامت بتجميد أرصدة المؤسسة في فبراير/شباط 2004. وعندما قامت هيئة المحلفين الكبرى في يوجين بولاية أوريجون بتسليم التهم، أقر مساعد النائب العام المسئول عن الادعاء quot;بعدم وجود أدلة كافية لتوجيه اتهام للحرمين، فضلا عن الإدانةquot;. وقد طالبت الحرمين بإجراء محاكمة لتبرئة ساحتها، لكن الحكومة الأميركية انسحبت، ورفضت القضية.