الرياض: مع حلول شهر رمضان الثلاثاء او الاربعاء القادمين يتوقع ان تفرض في الدول العربية رقابة مشددة على الجمعيات الخيرية الاسلامية.
وحذر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي تولى الحكم عقب وفاة الملك فهد، وجعل من مكافحة الارهاب احدى اولوياته، من ان قوات الامن السعودية لن تتهاون في مطاردة انصار القاعدة الذين يقفون وراء سلسلة طويلة من الاعتداءات الدامية شهدتها المملكة منذ ايار/مايو 2003.
وتستعد المملكة، دار الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، التي تعتمد المذهب الوهابي لاستقبال نحو مليوني معتمر خلال شهر رمضان الذي يبدأ الثلاثاء او الاربعاء تبعا لرؤية الهلال.
وحذرت السلطات السعودية من ان الاموال التي تمنح للاعمال الخيرية ستخضع لرقابة مشددة خلال شهر الصيام بهدف منع وصول اموال الزكاة والصدقة الى ايدي متطرفين دينيين.
وقال توفيق السديري وكيل وزارة الشؤون الاسلامية في السعودية في تصريح لصحيفة "الشرق الاوسط" الجمعة ان وزارته "ستتصدى لأي عمليات جمع اموال مخالفة" موضحا "ان عملية جمع الاموال لافطار الصائم تتم عبر كوبونات الجمعيات الخيرية المرخص لها". واضاف السديري ان السلطات "نظمت بشكل دقيق جدا منذ ثلاث سنوات عمليات التبرع من خلال القنوات المعروفة والجمعيات الخيرية المرخص لها وهي تحت مراقبة مؤسسة النقد العربي السعودي".
وكان مسؤول في هيئة الاغاثة الاسلامية وهي هيئة سعودية شبه رسمية لجمع التبرعات، قدر حجم التبرعات الخيرية في شهر رمضان في السعودية بنحو 1500 مليون ريال سعودي (400 مليون دولار).
وكغيرها من دول الخليج وجدت السعودية نفسها مجبرة على فرض رقابة صارمة على جمع التبرعات من قبل المنظمات الخيرية بعد ان اتهمت الولايات المتحدة، في خضم اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، عددا من هذه المنظمات بتمويل الارهاب.
ومنعت الكويت تماما التبرعات النقدية. ولا يمكن للمنظمات الخيرية الكويتية هذه السنة قبول تبرعات الا داخل المساجد او في مقارها وذلك في شكل كوبونات مختومة من السلطات.
وفي قطر حذرت السلطات من انها ستشدد الخناق على اولئك الذين "يستغلون بشكل شرعي العاطفة" الدينية التي يثيرها شهر رمضان.
ومهما يكن من امر فإن الزكاة والصدقة ستظل كعهدها في شهر الصيام حاضرة بقوة في دول الخليج.
وفي هذا السياق يعتزم الهلال الاحمر الاماراتي تنظيم موائد افطار ليس فقط داخل الامارات بل وايضا في 45 بلدا خارجها بقيمة 1.36 مليون دولار علاوة على الموائد التي ينظمها في العراق والاراضي الفلسطينية (2،2 مليون دولار) وفق ما نشرت الصحافة المحلية.
ويشهد شهر رمضان في الخليج خاصة لدى الميسورين اقامة "خيام رمضان" التي تنصب امام المنازل لاستقبال الصائمين عند الافطار.
غير ان شهر الصيام وتصاعد الاستهلاك الذي يشهده ثم الاحتفال بعيد الفطر بشراء ملابس جديدة، يشكل بالنسبة للكثير من الاسر مصاريف تفوق الطاقة خاصة في اليمن احدى افقر الدول في العالم التي لا تحظى كباقي دول الخليج النفطية بعائدات النفط المجزية.
التعليقات